النسخة: الورقية - سعودي أربع دقائق وقت بدل ضائع أنهت الصراع على الدوري السعودي.. نعم أربع كاد خلالها أن يسجل البديل يوسف السالم في شباك العملاق وليد عبدالله الذي قلت سابقاً إنه ترمومتر فريق الشباب، فإن كان في أفضل أيامه فلن يسجل أحد في مرماه، وهو ما حدث في قمة الرياض الكروية التي كانت أبرد من باردة في دقائقها التسعين، و ناراً متقدة في دقائقها الأربع المضافة.. قبل المباراة التقينا مشجعين من الطرفين، ويومها قلت على الهواء في (صدى الملاعب) إن الهلاليين لم يبدوا متفائلين كعادتهم بتجاوز الشباب الذي هزموه بالأربعة ذهاباً، والسبب خسارة نهائي كأس ولي العهد أمام الغريم والجار النصر على رغم التقدم المبكر بهدف... وقتها قال أحد المشجعين الهلاليين بالحرف: «نقطة من الشباب تبدو مكسباً في هذه الظروف»، ولكن حتى النقطة التي كانت مكسباً لم تحصل.. صحيح إن الهلال كان الأفضل عبر شوطي المباراة، وكاد أن يسجل ثلاث مرات عبر سالم الدوسري وناصر الشمراني ويوسف السالم، ولكن وليد عبدالله كان سداً عالياً ومنيعاً أمام كل المحاولات الهلالية، ولكن التونسي عمار السويح عرف كيف تؤكل الكتف الهلالية وقدم مباراة تكتيكية عالية المستوى، وساعده في ذلك لاعبون كبار بدءاً بوليد عبدالله ومروراً بالمبدع أحمد عطيف ورافينيا الذي خرج وهو معصب، وانتهاء بمينيغازو والبديل عيسى المحياني الذي كاد يسجل، وحسن معاذ الذي سجل هدفاً سيتذكره التاريخ طويلاً ليس لجماليته ولكن لأنه كان من ضربة ثابتة يتحمل وزرها أيضاً الحارس الثالث في قائمة الهلال هذا الموسم حسين الشيعان، ثم أضاع ضربة جزاء، ومع هذا لم تبد عليه علامات الفرح بعد انتهاء المباراة، وهو ما جعل زميلي ماجد التويجري المراسل الميداني للرياضية السعودية أن يسأله عن سبب عدم وضوح الفرحة عليه، ولكن الرجل قال «عادي». وللأمانة لم يكن هناك أي شيء عادي في الدقائق الأربع التي أراها حددت مصير وهوية بطل جديد للدوري السعودي هو النصر الذي لعب مع الفيصلي يوم الجمعة وسجل رباعية ساحقة ماحقة، ثلاث منها بتوقيع السهلاوي الذي أثبت وبالدليل القاطع بعد نظر الأمير فيصل بن تركي عندما دفع فيه 32 مليون ريال، ووقتها استكثرنا المبلغ وقلنا إنه كبير جداً ومبالغ فيه على لاعب لم يكن سوبر ستار آنذاك، ولكن الرجل، أكيد بما لا يدع مجالاً للشك، لاعب من طينة الكبار وأسهم ويسهم في انتصارات فريقه، وقد يكون أحد أسباب تتويجه، لأنه بقي في الملعب 15 نقطة ممكنة من خمس مباريات، والفارق تسع نقاط بين المتصدر ووصيفه، وحتى لو خسر النصر مواجهته المرتقبة مع الهلال فسيبقى الفارق ست نقاط، ولكنه سيلعب قبلها مع الاتفاق المثقل بخماسية الاتحاد والذي يقدم أداء غريباً عجيباً، وبعدها سيلعب مع الشباب والاتحاد والتعاون، وكلها قمم قوية، ولكن النصر يقدم مستويات ثابتة في كل مبارياته حتى الآن، وأظهر شخصية البطل ولم يتأثر بالضغوط، ولا حتى بتأخره في كثير من المباريات الحساسة كما حدث في نهائي كأس ولي العهد أمام الهلال. عموماً كل شيء وارد في عالم كرة القدم، ولكن المنطق يفرض نفسه حتى الآن في الحال النصراوية، ويبقى السؤال: هل سيتخلى المنطق عنه في المتر الأخير؟ أيام قليلة ونعرف.
مشاركة :