أبوظبي: الخليج شارك وفد حكومة إمارة أبوظبي برئاسة دائرة التنمية الاقتصادية أبوظبي في ملتقى تشونغتشينغ للاستثمار الذي اختتم فعالياته مؤخراً بمدينة تشونغتشينغ الصينية، وذلك في ختام زيارة الوفد إلى الصين والتي استغرقت أربعة أيام بحضور ممثلين عن سوق أبوظبي العالمي وسوق أبوظبي للأوراق المالية. وألقى خليفة بن سالم المنصوري وكيل دائرة التنمية الاقتصادية بأبوظبي بالإنابة كلمة وفد إمارة أبوظبي خلال الجلسة الافتتاحية للملتقى قال فيها: إنه لشرف كبير أن أتحدث إلى هذه النخبة من ممثلي الحكومة وقادة الأعمال والمؤسسات المالية في مدينة تشونغتشينغ. وأكد حرص حكومة أبوظبي على تعزيز العلاقات الاقتصادية مع جميع شركائها، لا سيما جمهورية الصين الشعبية باعتبارها أحد أهم شركاء دولة الإمارات في قارة آسيا والعالم، مشيراً إلى أن إمارة أبوظبي باتت تتميز بسياسة الانفتاح وتحرير التجارة وزيادة الاستثمارات الأجنبية، فضلاً عن توسيع مشاركة القطاع الخاص في التنمية، وتعدّ جميعها من أهم المكونات الحيوية التي ينبني عليها تسريع النمو الاقتصادي وتعزيز التنمية المستدامة وفقاً لرؤية أبوظبي الاقتصادية لعام 2030. وقال المنصوري، إن أبوظبي التزمت سنواتٍ عديدة، بتعميق الشراكة الاقتصادية مع الصين، ولكن العلاقات الثنائية في الفترة الأخيرة قد حملت إشارات تؤكد بطريقة أو بأخرى أنها قد أصبحت أكثر أهمية واستراتيجية من ذي قبل. وأوضح المنصوري أن التعاون الثنائي بين أبوظبي والصين في المجال الاقتصادي حقق نمواً على مر السنوات الماضية، حيث بلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين أبوظبي والصين نحو 6.6 مليار درهم في النصف الأول من عام 2016، محققاً بذلك زيادة عن النصف الأول من عام 2015 الذي بلغ فيه حجم التبادل التجاري نحو 4.2 مليار درهم إماراتي، بمعدل نمو بلغ 57%. واستعرض في سياق كلمته بعض التغيرات التي طرأت حديثاً على المشهد الاقتصادي في أبوظبي، مشيراً إلى أن أبوظبي دخلت مؤخراً مرحلة الإصلاح، حيث ركزت بشكل رئيسي على تنويع الاقتصاد، بعيداً عن الاعتماد على النفط والغاز، وذلك من خلال الاستثمار في الموارد البشرية والابتكار والتنمية الاقتصادية القائمة على المعرفة. وأكد أن الجهود التي تبذلها حكومة إمارة أبوظبي في سبيل تحقيق التنمية الاقتصادية مع زيادة إسهام الأنشطة غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي، والتي بلغت نحو 51.5% بحلول نهاية عام 2015، محققةً بذلك قفزة كبيرة مقارنةً بنحو 41% في عام 2005. وأضاف المنصوري أن اقتصاد أبوظبي يستند حالياً إلى مجموعة كبيرة من الأنشطة غير النفطية، بالإضافة إلى موارده الهيدروكربونية، حيث يمثل التصنيع والطاقة المتجددة وصناعات الطيران والفضاء والصيرفة والتمويل وتكنولوجيا المعلومات والاتصال والسياحة والعقارات عناصر مهمة في اقتصاد أبوظبي اليوم. النمو الاقتصادي وأعرب المنصوري في ختام كلمته عن أمله في أن تتمكن الصين وأبوظبي من فتح فصل جديد في تاريخ العلاقات الثنائية الودية الممتازة بينهما، وأن يؤدي التعاون المشترك بين كافة الجهات والمؤسسات الحكومية وشبه الحكومية إلى توسيع نطاق العلاقات لصالح الشعبين الصديقين، وكذلك فتح نوافذ فرص جديدة للقطاع الخاص من كلا البلدين. والتقى وفد حكومة إمارة أبوظبي على هامش مشاركته في ملتقى تشونغتشينغ للاستثمار مع كبار المسؤولين في الإدارة التنفيذية لبنك الصين الصناعي التجاري، حيث تم بحث مجالات التعاون المشترك وتعزيز الاستثمارات لكلا البلدين وخاصة الاستثمار في مجالات البنية التحتية للمناطق الحرة والمناطق الاقتصادية المتخصصة، كما اتفقا على تنفيذ دراسة مشتركة لتحديد الفرص الاستثمارية المشتركة بين الجانبين. ووجّه المنصوري الدعوة إلى المسؤولين في بنك الصين التجاري الصناعي لزيارة إمارة أبوظبي للتعرف إلى الفرص الاستثمارية التي توفرها الإمارة، وخاصة في مجال المناطق الاقتصادية والصناعية المتخصصة. النمو الاقتصادي قال خليفة بن سالم المنصوري وكيل دائرة التنمية الاقتصادية بأبوظبي بالإنابة: إن اقتصاد أبوظبي كان ولا يزال واحداً من أسرع الاقتصادات نمواً في المنطقة، بمعدل نمو حقيقي متوسط قدره 5% تقريباً خلال السنوات العشر الماضية، وعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي يواجهها الوضع الاقتصادي العالمي في الآونة الأخيرة، فقد حقق اقتصاد أبوظبي معدل نمو حقيقي بلغ 6.3% بنهاية عام 2015. ونوه بأن تحقيق شراكة دائمة بين أبوظبي والصين لن يتأت من دون التزام الجانبان الدائم ببذل المزيد من الجهد من أجل تقييم وتعزيز التعاون الاقتصادي، وذلك من خلال إطلاق إطار عمل متكامل للتجارة والاستثمار بغية تأسيس عهد جديد من الشراكة المثمرة بين الجانبين.
مشاركة :