مسقط: الخليج لدى الكثيرين الرغبة في تأسيس مشروعات تجارية خاصة بهم، ومنهم من يخوض غمار التجربة بالفعل، بعضهم ينجح، وآخرون يستسلمون أمام العقبات، فتنتهي تجاربهم بالفشل. من هؤلاء الذين نجحوا، المهندسة المدنية العمانية فتحية اليحيائي، التي عملت على تحقيق حلمها، فتركت عملها في تصميم آبار النفط، لتطلق مشروعها بيت البتلات لتصميم هدايا المناسبات السعيدة، من باقات الزهور والحلويات، فحقق المشروع نجاحاً يشجع على التوسع. هنا عبر هذه السطور، حكاية مشروع بيت البتلات، ووصفة نجاح تقدمها صاحبته. تقول فتحية اليحيائي: بعد تخرجي مهندسة وعملي في مجال هندسة النفط، وتحديداً تصميم آبار النفط، لمدة ثماني سنوات، دائماً كانت تراودني فكرة امتلاك عملي الخاص الذي أشرف على إدارته بالكامل. بدأت الفكرة تزداد إلحاحاً قبل سنتين، فقررت بدء الإجراءات العملية لتحويل الفكرة إلى واقع، وكان ذلك في شهر يونيو/حزيران من العام ٢٠١٤، فبدأت بدراسة جدوى للمشروع، وتصميم ماركة خاصة به، ثم اختيار موقع المشروع والبحث عن العمالة المناسبة له، وتجهيز المحل بكل ما يلزم لبدء تشغيله، فكان انطلاق بيت البتلات. وعن فكرة مشروعها وسؤالها لماذا اختارت الزهور كفكرة لهذا المشروع؟ تجيب: وهل هناك أجمل من الزهور نقدمها كهدية في أفراحنا، وتعبر عن مواساتنا، تنطق بلساننا وتقول بالنيابة عنا كل ما تتحدث به قلوبنا؟ ولذلك وبسبب محبتي للزهور، قررت أن تكون هي محور عملي الخاص. ثم توسعت الفكرة، حيث أصبحنا اليوم نختص بتنسيق الزهور والهدايا وبيع الحلويات، إضافة إلى تنظيم الفعاليات والمناسبات، مثل تجهيز المهر وشبكة العروس وحفلات الزفاف وأعياد الميلاد وحفلات الاستقبال والاحتفال بالمواليد، إضافة إلى الفعاليات الرسمية والمناسبات الوطنية. وإذا كان امتلاك مشروع خاص حلماً يداعب خيال الكثيرين، فإن معظم هؤلاء ليست لديهم القدرة على تحويل أحلامهم إلى حقيقة، وبعضهم يتعجل ويقتحم سوق العمل دون دراسة جيدة لهذه السوق، وإدراك الخطوات اللازمة لتحقيق النجاح. لكن هذه الأمور كانت حاضرة في تفكير المهندسة فتحية عند التخطيط لمشروعها، عن ذلك تقول: المنافسة في السوق كبيرة جداً، وهناك عشرات المشاريع والأفكار المتشابهة. أساس النجاح في أي مشروع يكمن في التميز، والقدرة على الابتكار، وتقديم الجديد، وهذا ما حرصت عليه في هذا المشروع، إذ حرصت على أن يكون المشروع مميزاً في التصاميم، إضافة إلى تقديم خدمة راقية تضمن سرعة تنفيذ الطلب بجودة عالية. إضافة إلى توفير إمكانية الطلب عبر واتس آب، وضمان إيصال الطلب بسرعة وكفاءة دون الحاجة إلى زيارة المحل، وهذا من مميزات المشروع. ورغم وجود المنافسة تظل الفرصة مواتية للتميز والنجاح، لأن السوق العُمانية لاتزال سوقاً ناشئة ومفتوحة. انطلقت فكرة المشروع كذلك من اختلاف مفهوم الهدية اليوم عما كان عليه في السابق، فمن الشائع اليوم أن تكون الزهور مزينة بحبات الشوكولاته أو بأنواع أخرى من الحلويات. عن هذا تتحدث فتحية قائلة: أصبح شائعاً كثيراً تقديم هدية من الأزهار، تضم فكرتين مثل تصميم باقة مميزة تدمج بين الورود والشوكولاتة والحلويات الأخرى التي نوفرها، علماً أننا نوفر مستويات مختلفة من الحلويات لتناسب مختلف الميزانيات. خبرة فتحية العملية في مجال الهندسة أفادتها في مشروعها الحالي، برغم اختلاف المجالين والفكرتين، فقد منحتها المدة التي عملتها مهندسة لتصميم آبار النفط ثقة أكبر في إدارة المشروع، وتجاوز العقبات التشغيلية التي صادفتها منذ البداية. وتلخص الصعوبات التي واجهتها لتشغيل مشروعها، في قولها: معظم الصعوبات كانت تشغيلية، كضبط المشتريات من الزهور الطبيعية وغيرها، إلا أنه مع الخبرة التي اكتسبناها في السوق ومن الزبائن، استطعنا تجاوز كل هذه العقبات.
مشاركة :