محمد عبدالسميع (دبي) افتُتح صباح أمس في جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية في دبي «مؤتمر دبي للترجمة»، الذي تنظمه مؤسسة الإمارات للآداب بالتعاون مع المجلس التنفيذي لحكومة دبي، ويستمر 3 أيام، تتخللها جلسات نقاشية وورش تتعلق بكل جوانب الترجمة. وفي كلمته بهذه المناسبة قال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة، إن الترجمة هي وسيلة التواصل الدائمة بين الشعوب، وحفظ المعرفة للإنسانية وتطويرها. وأضاف: العرب حرصوا على الترجمة لنقل المعرفة إلى الحضارة العربية، وحفظها للعالم، وكان إنشاء «بيت الحكمة» في العصر العباسي، الذي اضطلع بمهمة ترجمة الفكر اليوناني والروماني والفارسي، أهم برنامج لحفظ التراث المعرفي الإنساني، بما فيه الفلسفة والرياضيات والعلوم والآداب، ومن ثم إتاحتها للعالم أجمع عندما تُرجمت تلك المعارف من العربية إلى اللغات الأخرى، وبذلك أسهم العرب بقسط وافر في تطوير الحضارة. وأضاف أنه يتفق مع مقولة إن الترجمة هي ضرورة حضارية في عصرنا الراهن، لا غنى لشعوب العالم الذي أصبح قرية واحدة عنها، وأن الترجمة ينبغي أن تراعي المفاهيم والقيم الثقافية للغة والمجتمع الذي تترجم عنه، بحيث تنقل هذه القيم من دون تشويه أو نقص، لأن ذلك هو أساس التفاهم، وأكد أن الإمارات تدعم فكرة التواصل عن طريق الترجمة، لكي يتاح لكل إنسان فرصة التعبير عن ذاته بلغته، لكي يحدث تلاقٍ وتواصل حقيقي. بدورها قالت الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، وزيرة دولة للتسامح «إن المؤتمر يأتي في سياقِ بناءِ جسورِ التّفاعُلِ مَعَ الآخر، إثراءً للحضارة الإنسانية وتأكيداً لأهمية التواصل المعرفي والفكري بين مختلف الثقافات». وأشارت معاليها إلى أهمية المشروع الرائد الذي تنفذه مؤسسةُ محمد بن راشد آل مكتوم ودَعْمِها المتواصَل واللا محدود للمنظمةِ العربيةِ للتَّرجمة. وأكدت أن «الترجمة ينبغي أن تنقل البُعْدِ الثّقافي للنُّصوصِ والكُتبِ المتَرْجمة، مع ضرورةِ حُسْنِ الصياغةِ والإلمامِ بمعرفةٍ واسعةٍ باللغتينِ المسْتخدمتينِ في التّرجمة، ذلكَ أنَّ التَّرجمةَ المُتقنةَ تُثري مناحي الحياةِ العلميةِ والاجْتماعية، وتساعدُ في سدِّ الفجوةِ المعرفيةِ بينَ الشُّعوب، وتشجعُ على الانفتاحِ الثَّقافي، وَتَحُثُ على التَّفكيرِ والتّطويرِ واكْتشافِ الحقائقِ واسْتنباطِ القوانين والنّظريات، وهي سبيلُنا لفهمِ ومعرفةِ الآخر، تفاعلاً مع ثقافتِهِ وحضارتِه، وإثراءً لتواصلنا الإنساني والمعرفي، كما تُعيننا التّرجمةُ على تعزيزِ قيمِ التّسامُحِ والحوارِ والتّفاهمِ وقبولِ الآخر، وكُلما كانَت لدينا رؤيةٌ واضحةٌ عنْ الآخر؛ مكَّننا ذلكَ مِنْ فهمِ أنفُسِنا بشكلٍ أكْثر، وزادَ مِنْ قُدرتِنا على التّقارُبِ بيننا على نحوٍ أكْبر، فالترجمةُ تُساعِدُنا على تكْريسِ الصورةِ الصحيحةِ والحقيقيةِ عنّا كعالمٍ واحدٍ ومُجْتمعٍ واحدٍ وأُسرةٍ واحدة، تكْتَنِفُها قيمُ المودَّةِ والمحبةِ والحوارِ والسّلام». كما تحدث عبدالله الشيباني، أمين عام المجلس التنفيذي لإمارة دبي، قائلاً إن إقامة «مؤتمر دبي للترجمة» ينبع من حرص حكومةِ دبي على دعمِ الجهودِ المبذولةِ لتعزيزِ ثقافةِ القراءةِ في إمارةِ دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة».
مشاركة :