أوليفر ستون: أوباما نسخة محسّنة من جورج دبليو بوش

  • 10/21/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

هل يحتاج أوليفر ستون الى تعريف؟ يكفي القول انه من أبرز السينمائيين الهوليووديين بل العالميين. أما أفلامه فاستمدت شهرتها منه، خصوصاً أنها كلها ذات مواضيع واقعية، بل حقيقية تاريخية أو سياسية واجتماعية معاصرة أو حديثة، مثل «جي إف كي» حول اغتيال الرئيس جون كينيدي، و «نيكسون» الذي تناول سيرة الرئيس ريتشارد نيكسون وفضائحه، و «دبليو» عن جورج دبليو بوش، و «وول ستريت» الذي يروي حبكة فضائحية تدور أحداثها في عالم البورصة والأموال، و«الإسكندر» الذي نقل إلى الشاشة مغامرات الإسكندر الأكبر، و«سالفادور» و«بلاتون» و«متوحشون» و«قتَلة منذ الولادة» و«مركز التجارة العالمي»، وغيرها من الأفلام التي تعالج مشكلات الحروب في العالم وإدمان المخدرات لدى الشباب وعصابات المافيا الإجرامية والحركات الإرهابية. وها هو ستون يقدم فيلمه الجديد «سنودن» الذي يحكي فيه قصة إدوارد سنودن عميل الاستخبارات الأميركية الذي فضح تصرفاتها وكشف قيامها بمراقبة المواطنين من دون تمييز بحجة أمنية تضع مصلحة الدولة فوق كل الاعتبارات. الفيلم من بطولة جوزيف غوردون ليفيت وشايلين وودلي، وهو على رغم جانبه الوثائقي لا يخلو من حبكة كاتمة للأنفاس، مثل كل أفلام ستون التي تجمع بمهارة بين الواقع والخيال السينمائي المبني على عنصر تسلية المتفرج. زار ستون باريس للترويج لفيلمه الجديد فألتقته «الحياة» وحاورته: > ما الذي دفعك إلى الإهتمام سينمائياً بحكاية إدوارد سنودن؟ - اهتممت بها أولاً على الصعيد الشخصي، مثل الكثيرين من الأشخاص في العالم، ودفع بي فضولي السياسي إلى إبداء الرغبة في لقاء هذا الرجل ومحاولة إدراك الأسباب التي جعلته يختار فضح تصرفات أجهزة الاستخبارات وبالتالي فقدانه عمله وتعرضه لحكم القضاء وألف مصيبة حلت على رأسه نتيجة فعله. وساعدتني شهرتي في تحقيق أمنيتي ونجحت في الحصول على موعد معه في موسكو حيث يقيم منذ أن خسر جنسيته الأميركية. > وهل فتح لك قلبه بسهولة؟ - بسهولة لا أبداً، فقد زرت موسكو تسع مرات، اجتمعت في كل منها بسنودن ساعات طويلة حتى استطعت مع مرور الوقت كسب ثقته ودفعه إلى تفسير موقفه. > وهل صرحت له على الفور بنيتك تحويل حكايته إلى فيلم سينمائي؟ - لا، ولسبب بسيط هو مثلما ذكرته أني أردت التحدث معه لإرضاء فضولي السياسي كمواطن وليس من أجل تصوير فيلم عنه. لقد تبلورت فكرة الفيلم بعدما التقيته تسع مرات وبقيت حائراً أسأل نفسي عما إذا كنت قد التقيت بطلاً معاصراً ضحى بكل شيء عزيز عليه لإيصال الحقيقة الأميركية إلى العالم كله، أم التقيت رجلاً متهوراً لم يكن على دراية بأبعاد تصرفاته؟ وهذا السؤال وحده في رأيي استحق كتابة سيناريو. > هل عثرت على رد في شأن تساؤلك؟ - لا، ولذا نفذت الفيلم طارحاً السؤال على ملايين المتفرجين في العالم ومانعاً نفسي من اتخاذ أي موقف مع أو ضد تصرف سنودن، بل تاركاً الكاميرا تلتقط ما فعله هذا الرجل من دون الحكم عليه حتى يجد المتفرج نفسه في موقفي نفسه ويسعى إلى إدراك حقيقة سنودن: بطل في زمن ولى فيه زمن الأبطال، أم مجنون؟ > ماذا كان شعورك أثناء اللقاءات معه، هو بطل أم مجنون؟ - وجدت نفسي مع رجل بسيط مقتنع بما فعله، وهذا ما أضاف إلى إضطرابي الأصلي نبرة جديدة.   صافرة إنذار > هل تعتبر أن تصرف سنودن أفاد العالم في شكل ما؟ - أنه أطلق صافرة إنذار حول ما تفعله أميركا باسم الديموقراطية والأمن وحماية المواطنين. والحقيقة هي أن المراقبة الموجهة ضد عناصر محددة هي الوحيدة القادرة على الإتيان بنتائج ما، بينما المراقبة العامة التي تحرم الجميع من الحرية الذاتية لا تفيد في شيء ولا تسمح أبداً بإلقاء القبض على الخلايا المضرة، والتاريخ أثبت ذلك في أكثر من مرة. وللرد الصريح على سؤالك أقول: نعم تصرف سنودن أتى بفائدة وذلك مهما اتُهم بخيانة وطنه. > أنت إذاً ضد السياسة الأميركية الحالية؟ - أنا آمنت، مثل غيري، بالرئيس أوباما، واتضح في النهاية انه نسخة محسنة لجورج دبليو بوش، لا أكثر ولا أقل. > كيف ذلك؟ - لأن الخوف هو الخيط الرفيع الجامع بين كل هؤلاء السياسيين، وهناك الشعور بأن أميركا مهددة وبأن كل شيء مسموح في مواجهة مثل هذا التهديد. > هل تعتبر نفسك قريباً من سنودن في شكل ما؟ - نعم، فأنا مثله صاحب مبادئ ومثل عليا وأسعى من خلال أفلامي إلى إطلاق صافرة إنذار تخطر بما نعيشه وما نتعرض له من نتائج مستقبلية بسبب ما يحدث. > هل تعتقد أن الصافرة إياها تفيد بالفعل وأن العدد الأكبر يتأثر بها أو حتى يسمعها؟ - لا مع الأسف الشديد، لأن العدد الأكبر يعتبر نفسه بريئاً من كل شيء، بالتالي لا تمسه التهديدات. وعلى سبيل المثال إذا كانت أجهزة الاستخبارات الأميركية تتنصت على المكالمات الهاتفية أو تراقب الرسائل الإلكترونية، فسيشعر العدد الأكبر إياه بأن الموضوع لن يضر به بتاتاً طالما أنه مواطن أمين لا يخالف القانون، بينما الواقع هو أننا جميعاً في نظر الحكومة نخالف القانون بطريقة أو بأخرى. > أنت لم تترك رئيساً أميركياً منذ جون كينيدي، ما عدا بيل كلينتون، إلا رويت سيرته فوق الشاشة. فهل تحضر فيلمك المقبل عن أوباما؟ - لا، على الأقل ليس في الوقت الحالي، فالرجل لا يهمني أكثر من ذلك. > وماذا عن هيلاري كلينتون ودونالد ترامب؟ - (يضحك بسخرية) مَن؟ > هل استوحيت من كتاب ما في شأن سيناريو فيلم «سنودن»؟ -لا، باستثناء مقالات صحافية جادة، ثم من اللقاءات بيني وبين سنودن في موسكو. > ما هو أعز أفلامك إلى قلبك؟ - هو دائماً آخر فيلم أنجزته، أي في الفترة الراهنة «سنودن». > ما هي العلاقة بين كينيدي ونيكسون وبوش والإسكندر الأكبر وسنودن، بما أنك حولت حياة كل واحد منهم إلى شريط سينمائي؟ - أنا القاسم المشترك بينهم طبعاً. إنني أمزح! والنقطة التي تجمعهم هي في الحقيقة بسيطة جداً ولا تتعدى كونهم قد قاموا بتصرفات في فترة ما من حياتهم، كل واحد على طريقته، أدخلتهم التاريخ كل واحد على طريقته أيضاً. وأنا لا أضع نيكسون على مستوى الإسكندر مثلاً، لا من حيث الذكاء ولا القدرة على الإنجاز ولا الجاذبية التي تصنع شعبية الزعيم في فترة ما من حياته. أما إدوارد سنودن فلا شك في أنه سيدخل التاريخ أيضاً في شكل مختلف، لكن بالغ الأهمية. > أنت من أم فرنسية، فما هي الصفات التي تعتبر أنك قد ورثتها عن والدتك؟ - حــب الفنون التشكيلية وعلم الآثار والهنـــدسة المعمارية، وأخيراً وليس آخـــراً حـــب الطعام على الطريقة الفرنسية، فأنا أملك قائمة طويلة لأفضل المطاعم التقـليدية الباريسية التي لا تزال تطبخ على طريقة أيام زمان، وكلما سمحت لي ظروفي بزيارة باريس أتردد إلى واحد أو أكثر من هذه العناوين لأرضي الجانب الفرنسي من ذوقي، قبل أن أعود الى تناول الهامبرغر.

مشاركة :