يمثل مرض هشاشة العظام مشكلة لملايين من الناس في كل أنحاء العالم، إذ يؤدي إلى إصابة أكثر من 8.9 مليون شخص سنوياً بكسور. وبسبب انتشاره الواسع، لا سيما بين النساء، تم تخصيص يوم عالمي لهشاشة العظام في 20 تشرين الأول (أكتوبر) من كل عام، لتعزيز الوعي الصحي إلى هذا المرض. وتشير الإحصاءات إلى حدوث كسر كل ثلاث ثوان في جميع أنحاء العالم، إذ تعاني واحدة من كل ثلاث نساء، وواحد من كل خمسة رجال ممن تزيد أعمارهم عن 50 عاماً من كسور ناجمة عن هشاشة العظام. ويبلغ معدل الإصابة بكسور لدى الرجال المصابين بهشاشة العظام نحو 27 في المئة، فيما تزيد الحالة عند النساء اللواتي تجاوزن الـ45 عاماً. ويتمثل هذا المرض بفقدان العظام كثافتَها وتعرضها للترقق، بسبب انخفاض معدل الكالسيوم، ما يؤدي إلى عدم القدرة على ممارسة الحياة الطبيعية، نظراً إلى ضعف العظام واحتمال تعرضها للكسر. ويرتبط معدل الكالسيوم في العظام بمستوى هرمون "كالسيتونين" الذي ينظم معدلات الكالسيوم في الدم. وكلما كان مستوى هذا الهرمون مرتفعاً قل فقدان الكالسيوم من العظام، كما تلعب الغدة الدرقية وهرمون الإستروجين دوراً في تشكيل العظام والحد من فقدان الكالسيوم فيها، وتنشيط نموها. لكن بعد بلوغ المرأة سن اليأس يقل إفراز الإستروجين، ما يمهد الطريق أمام تضاؤل كثافة العظام وظهور الهشاشة. وذكرت دراسات عدة أن ثلث النساء اللواتي تجاوزن سن الـ50 أو دخلن سن اليأس يعان من تراجع في كثافة العظام، نتيجة تراجع إفراز الهرمونات، بالتالي ينصح الخبراء بالتمارين الرياضية والمعالجة الفيزيائية. ويمكن الكشف عن المرض من طريق إجراء اختبار يساعد على معرفة مدى انخفاض الكتلة العظمية ونسبة الكالسيوم، إذ ينصح الأطباء بإجراء هذا الفحص كل ثلاثة أعوام، أو من خلال فحص الدم وقياس مستوى الكالسيوم والفيتامين "د" وهرمون الغدة الدرقية، ويجب إجراؤه في شكل سنوي. أما في حال الشعور بآلام كبيرة فيمكن إجراء اختبار مسح العظام. ويهدف اليوم العالمي لهشاشة العظام إلى تعزيز الوعي في جميع أنحاء العالم للمرض والتشجيع على الكشف المبكر لتجنب مضاعفاته، وتثقيف الجمهور حول عوامل الخطر التي تزيد احتمال الإصابة، إضافة إلى أهمية الوقاية والتركيز على الغذاء الغني بالكالسيوم، والبروتين، والفيتامين "د" وممارسة الرياضة.
مشاركة :