التمويل أبرز العوائق للاستفادة الكاملة من الطاقة المتجددة

  • 10/21/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

خلصت مقالة للكاتب الأميركي إيرل جي رتشي المحاضر بجامعة هيوستن المتخصص في الطاقة والنفط، نشرتها مجلة فوربس الأميركية، إلى أن تحقيق توليد كهرباء 100 % من الطاقة المتجددة أمر مُمكن تقنياً. ولكن لا بد أن تُصرف الأموال في المدى القريب ليس فقط من أجل زيادة الكفاءة، وإنما كي يتم استبدال المحطات الحالية. أما في الدول الصناعية فهذه ليست مشكلة كبيرة، ولكنها تتطلب تخصيصاً للأموال. وأما في الدول النامية فلا توجد أموال متوفرة. الاستفادة الكاملة هدف الوصول إلى الاستفادة الكاملة من الطاقة المتجددة والبعد الزمني والعوامل اللازمة لتحقيق هذا الهدف والآراء المختلفة حيال هذا الموضوع، كانت محاور مقالة، رتشي، حيث يرى رتشي، أن تزويد الولايات المُتحدة أو العالم بالطاقة المُتجددة 100 % هو الهدف المنشود للعديد من الأفراد والمُنظمات. موضحا أن الأمر الذي يقصدونه بالفعل هو توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المُتجددة 100 %، لأنه ليس من المُمكن على المدى القريب أن نستبدل محركات الوقود بمصادر الطاقة المُتجددة. وأضاف "أن الآراء حول مدى سرعتنا وإمكاناتنا لتطبيق هذا الأمر مُختلفة، حيث يتوقع البعض أقل من 20 سنة، بينما يرى آخرون أن الوقود هو المصدر الأساسي حتى على الأقل في 2050. الأهداف البيئية يلخص إيرلي رؤيته في أن الهدف الأساسي للطاقة المُتجددة يتمحور حول تجنب التغيّر المُناخي الذي تسبّب فيه الإنسان، وذلك عن طريق تقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون. وأن التقدّم نحو هذا الهدف لم يُحقق التقليل الكافي لتجنب التغير المناخي الكارثي كما تعتقد اللجنة الدولية للتغيرات المناخية. في الواقع، السنة الوحيدة من بين الأربعين عاماً الماضية التي تم خلالها تقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون كانت السنة الأولى الكاملة للركود الاقتصادي 2008. ولكن تباطأ مُعدل نمو انبعاثات غاز الكربون خلال السنوات الخمس الماضية. ويستشهد الكاتب بخطاب ألقاه نائب رئيس الولايات المتحدة الأسبق آل جور في 2008 قال فيه "توليد كُل كهرباء الولايات المُتحدة باستخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة في غضون 10 سنوات أمر قابل للإنجاز وميسور التكلفة وخطوة تحويلية". ولكن لم يحدث هذا الأمر. توقعات متفائلة يورد إيرل في مقالته رأيا ثانيا، يرى أنه يبدو ذا أسس تقنية أفضل في مقال نُشِر عام 2009 في المجلة العلمية الأميركية ساينتفك أميركان للأستاذين بجامعتي ستانفورد وكاليفورنيا، مارك جاكبوسن، ومارك ديلووتشي. أشارا إلى أن توليد الكهرباء وتشغيل وسائل النقل عالمياً هو هدف بإمكانه أن يتحقق من مصادر طاقة الرياح والمياه والطاقة الشمسية في 2030. حتى هذا الرأي مُتفائل بشكل كبير جداً، وذلك لأن متوسط أكثر التوقعات تفاؤلاً في آخر تقييم للجنة الدولية للتغيرات المناخية التي لديها مصادر مُنخفضة الكربون (والتي تشمل الطاقة النووية والمائية والحرارية وطاقة الوقود) التي تولد 60 % فقط من احتياج الطاقة العالمية بحلول 2050، طاقة الرياح والمياه والطاقة الشمسية أقل من 15 %. في تقرير نُشر في 2015 يتطرق للولايات المُتحدة فقط، راجع جاكبوسن وديلووتشي وزملاء آخرون، الجدول الزمني لمصادر الطاقة المتجددة بنسبة 80 – 85 % بحلول 2030 و100 % بحلول 2050. وتعتمد خطتهم بشكل كبير على تقليل احتياج الطاقة عن طريق تحسينات الكفاءة. توقعات أقل تفاؤلا يستمر إيرل جي رتشي، في سرد الآراء المختلفة، ويعترف بأن هناك توقعات لآخرين تبدو أقل تفاؤلاً. معطيا مثالين على ذلك، هما: معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا لتوقعات الطاقة والمناخ عام 2015، فإن مصادر طاقة مُنخفضة الكربون ستُغطي احتياج 25 % بحلول 2050، والطاقة المُتجددة بـ 16 % فقط. ووكالة الطاقة الدولية تتوقع أمرين للطاقة المتجددة بما في ذلك الكتلة الحيوية بأقل من 50 %. وحتى التعهدات في اتفاقية باريس للتغير المناخي المعروفة لاتفاقية الأمم المتحدة المبدئية بشأن التغير المناخي تتوقع أن الوقود الأحفوري سيكون مصدراً للطاقة بـ 75 % في 2030. عوائق اقتصادية وتقنية لم يغفل الكاتب حقيقة أن نمو مصادر الطاقة المتجددة كجزء من إمدادات الطاقة الكلية بدأ بالتباطؤ بالرغم من أن النمو المُؤخر لطاقة الرياح والطاقة الشمسية كان نمواً رائعاً. مُعدّل النمو السنوي لمصادر الطاقة المتجددة في الولايات المتحدة مُنذ عام 1980 هو أقل من 2 %. مُنذ عام 2007 نمت طاقة الرياح والطاقة الشمسية لأكثر من 20 % في السنة الواحدة، وحوالي 15% كنسبة للإمدادات. ولا يوجد نمو في مصادر الطاقة المتجددة الأخرى. إذًا ما المُمكن؟ مُؤيدو الطاقة المتجددة دائماً ما يقولون إنها بنسبة 100% أمر سهل تقنياً ولا يتطلب سوى الإرادة السياسية. وهذا الأمر صحيح، حيث توجد كميات كافية من ضوء الشمس والرياح، والنمو بنسبة 20 %، يعني أنها تتضاعف كُل أربع سنوات. وإذا احتفظنا بهذه الوتيرة سنتمكن من الوصول إلى كمية مُضاعفة بـ500 ضعف من طاقة الرياح والطاقة الشمسية بحلول 2050. ولكن توجد عوائق اقتصادية وتقنية. التخزين ومرونة الشبكة يرى إيرل أن النمو السريع في مصادر الطاقة المتجددة في الولايات المتحدة وأوروبا كان بسبب الدعم الذي جعل من الاستثمار في الطاقة المتجددة أمراً مربحاً جداً. العائق التقني لطاقة الرياح والطاقة الشمسية هو نتيجة للتقطع وموقع المناطق المُفضلة. التقطع ليس بمُشكلة مادامت نسبة الطاقة المتجددة صغيرة وتوجد طاقة إنتاجية فائضة في محطات توليد الطاقة العادية. بدأت تُصبح مشكلة إذ وصلت المصادر المتقطعة إلى 30 %، وستكون ضخمة جداً إذا وصلت إلى 50 %. وتختلف الأرقام بناءً على طبيعة الأشجار الموجودة في المنطقة. وفي تقرير 2008 لمجلس البرلمان البريطاني يُفيد بأن تحقيق 34 % من الطاقة المتجددة في المملكة المتحدة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح سيزيد من تكاليف الكهرباء بـ38 %. وتزيد التكلفة بسبب أن جزءا من زيادات الطاقة المتجددة يعود إلى التخزين ومتطلبات مرونة الشبكة. وأشار إيرل إلى أن العامل الاقتصادي والتمويلي من أهم العوامل المؤثرة في التقدم نحو هدف الاستفادة الكاملة من الطاقة المتجددة، مستشهدا بتقرير لبنك دويتشه يُقدّر أن مصادر الطاقة المتجددة وتخزينها قد يكونان أمراً تنافسياً في ألمانيا بحلول 2025، ويمكن عند احتساب ضريبة الكربون توفير دعم فعّال لمصادر الطاقة المتجددة.

مشاركة :