يسعى مهرجان أيام قرطاج السينمائية في دورته السابعة والعشرين هذا العام الى تجاوز ذكرى الهجوم الإرهابي الصادم، الذي هز العاصمة في ذروة الاقبال الجماهيري في دورة العام الماضي. وفي خطوة رمزية أعلن منظمو المهرجان العريق أمس الخميس عن برنامج الدورة لهذا العام في مؤتمر صحافي من داخل خيمة كبيرة نصبت بذات المكان في قلب العاصمة الذي شهد تفجيرا إرهابيا مروعا يوم 24 نوفمبر. وقال مدير المهرجان إبراهيم اللطيف للصحفيين «اختيارنا لهذا المكان فيه رمزية كبيرة، وهو دفع للحياة والأيام الجميلة التي عشناها خلال أيام الدورة الفارطة». وكان انتحاري من منتسبي تنظيم داعش المتطرف تسلل إلى حافلة للأمن الرئاسي كانت مرابطة بشارع محمد الخامس على بعد نحو 200 متر من مقر وزارة الداخلية وقاعات، قبل أن يفجر نفسه بحزام ناسف ويقتل 12 عنصر أمنيا. ووصل دوي الانفجار إلى مسامع المتفرجين في قاعات السينما المطلة على شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي القريب من مقر التفجير. وصادف الحادث اليوم الثالث للدورة آنذاك، لكن السلطات قررت الابقاء على بقية العروض رغم إعلان حالة الطوارئ وسط حضور قياسي للجماهير. وإلى جانب استحضار الذكرى الأليمة وتكريم ضحايا المؤسسة الأمنية، يعمل منظمو الدورة الحالية على يكون مهرجانا احتفاليا بمناسبة الاحتفاء بخمسينية السينما التونسية. وقال اللطيف «عملنا أن تكون الدورة استثنائية من حيث المضمون. الدورة ستكون مهمة للذاكرة وللأجيال الجديدة». وتفتتح الدورة يوم 28 أكتوبر بعرض فيلم «زهرة حلب» للمخرج التونسي رضا الباهي وبطولة النجمة التونسية هند صبري وتمتد الدورة إلى الخامس من نوفمبر. وخصصت وزارة الثقافة بالتعاون مع الشركة التونسية للبنك «بنك عمومي» 3.2 مليون دينار لتمويل المهرجان. وسيحتضن قصر المؤتمرات بالعاصمة أحداث الدورة بما في ذلك حفلي الافتتاح والاختتام. وتشمل الدورة مشاركة 18 فيلما روائيا وثائقيا طويلا يمثلون 11 دولة عربية وأفريقية، من بينها أربعة أفلام من تونس بجانب 19 فيلما قصيرا من 16 بلدا عربيا وأفريقيا. وسيشهد تكريم عدد من المخرجين من بينهم المخرج المصري الراحل يوسف شاهين والمخرج السنغالي جبيرل ديوب. وسيحظى المهرجان بحضور عدد من الضيوف في مقدمتهم نجوم السينما المصرية، من بينهم عزت العلايلي ولبلبة وعمرو واكد ومحمود حميدة وغادة عب الرازق كما سيحضر عادل إمام حفل الاختتام.
مشاركة :