أوقعت قرعة النسخة الحادية والثلاثين من نهائيات كأس الأمم الأفريقية التي تستضيفها الغابون بداية العام المقبل منتخبي مصر وغانا في مجموعة واحدة مع أوغندا بعد صدام هذا الثلاثي أيضا في تصفيات كأس العالم 2018، كما بينما تلتقي الجزائر مع جارتها تونس في قمة عربية. وستلعب مصر بطلة أفريقيا سبع مرات، وهو رقم قياسي في المجموعة الرابعة بجانب غانا وأوغندا ومالي، علما بأنها ستستضيف غانا في تصفيات كأس العالم الشهر المقبل. وستتنافس الجزائر مع تونس في المجموعة الثانية التي تضم أيضا السنغال وزيمبابوي. وسيلتقي المدرب الفرنسي إيرفي رينار الذي يقود المغرب حاليا مع فريقه السابق ساحل العاج بعد أن جمعتهما المجموعة الثالثة بجانب الكونغو الديمقراطية وتوغو. وتوج رينار مع ساحل العاج بالكأس في 2015، بعدما حقق الإنجاز نفسه مع زامبيا في 2012، ويلعب البلد المضيف الغابون في المجموعة الأولى مع الكاميرون بطلة أفريقيا أربع مرات، إضافة إلى بوركينا فاسو وغينيا. وتقام المباراة الافتتاحية بين الغابون وغينيا بيساو التي تشارك في العرس القاري للمرة الأولى في تاريخها في 14 يناير (كانون الثاني) المقبل، على أن تقام المباراة النهائية في 5 فبراير (شباط) المقبل، وكلاهما على ملعب الصداقة في أغوندجيه بضواحي العاصمة ليبرفيل (يتسع لـ44 ألف متفرج)، وهو الملعب الذي احتضن حفل سحب القرعة. وجنبت القرعة الأسوأ للممثلين العرب، كونها لم تضع 3 منها في مجموعة واحدة بالنظر إلى المستويات الأربعة التي صنفت فيها، بما أن الجزائر جاءت في المستوى الأول، إلى جانب الغابون وغانا وساحل العاج، وجاءت تونس في المستوى الثاني إلى جانب مالي وبوركينا فاسو وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وحلت مصر والمغرب مع السنغال والكاميرون في المستوى الثالث. وكان بالإمكان أن تتفادى المنتخبات العربية مواجهة بعضها لو اختيرت تونس ضمن المجموعة الأولى لدى سحب المستوى الثاني، بيد أن الاختيار وقع على بوركينا فاسو، ثم سحبت تونس مباشرة وراءها لتقع في مجموعة الجزائر. ووصف الأرجنتيني هيكتور كوبر، مدرب منتخب مصر، القرعة بـ«الإيجابية»، وقال: «القرعة متوازنة وإيجابية، حيث إننا سنلعب يوم 17 يناير، وهذا يمنح الجهاز الفني فرصة أكبر للاستعداد، خصوصا أن الفريق سيلعب في مدينة واحدة وأجواء ممتازة وملعب أكثر من رائع». وأضاف: «الفريق البطل لا بد أن يفوز على كل منافسيه، المستوى متقارب بين كل فرق البطولة، وليس صحيحا أن وجود مصر ضمن المجموعة الرابعة مع منتخبات غانا ومالي وأوغندا أمر سهل». وأكد كوبر أن ما يشغله الآن هو المباراة أمام غانا يوم 13 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل في تصفيات كأس العالم. من جانبه، شدد أسامة نبيه، المدرب العام لمنتخب الفراعنة، على أن القرعة وضعت مصر في مجموعة صعبة وقال: «وقعنا أمام غانا أوغندا مجددا بجانب منتخب مالي الذي يعد من أقوى فرق أفريقيا.. لكننا قادرون على إثبات تفوقنا». وتبدو الجزائر ثاني أفضل منتخب قاري في التصنيف الأخير للاتحاد الدولي، وعلى غرار النسخة الأخيرة في غينيا الاستوائية، المرشحة بقوة إلى حجز إحدى بطاقتي المجموعة، بل وإحراز اللقب، كونها تملك منتخبا قويا يبلي البلاء الحسن في العامين الأخيرين، خصوصا منذ تألقه في مونديال 2014 عندما بلغ الدور الثاني للمرة الأولى في تاريخه، وخرج بصعوبة على يد ألمانيا التي توجت باللقب لاحقا. وتبحث الجزائر التي ستشارك في النهائيات للمرة السابعة عشرة، عن مدرب لمنتخب بلادها بعد التخلي عن خدمات الصربي ميلوفان راييفاتش، عقب السقوط في فخ التعادل الإيجابي 1 - 1 أمام عقدتها في المباريات الرسمية ضيفتها الكاميرون في الجولة الافتتاحية للدور الحاسم من تصفيات مونديال 2018. ويبدو الفرنسي ألان بيران الأقرب إلى خلافة راييفاتش الذي ذهب ضحية ثورة لاعبي محاربي الصحراء بعد كبوة الكاميرون. في المقابل، تدخل تونس العرس القاري بقيادة مدربها الجديد القديم البولندي - الفرنسي هنري كاسبرجاك، وتمني النفس بدورها في رفع الكأس، بيد أن المهمة لن تكون سهلة اعتبارا من الدور الأول في ظل وجود السنغال وصيفة بطلة عام 2002 التي تصدرت مجموعتها في التصفيات عن جدارة واستحقاق، وزيمبابوي التي ستشارك للمرة الثالثة في تاريخها. إذا كان المغرب تفادى الوجود في مجموعة واحدة مع ممثل عربي أو اثنين، فإنه وقع في مواجهة ساحل العاج حاملة اللقب، والكونغو الديمقراطية وتوغو. ويعقد المغرب الذي ظفر بلقب واحد حتى الآن وكان عام 1976 في إثيوبيا وحل وصيفا عام 2004. على خبرة مدربه الفرنسي رينار، الذي أشار إلى صعوبة المهمة، وقال: «يمكن القول إن المجموعة التي وقعنا فيها صعبة جدا، وهناك عدة أمور نجهلها بعد هذه القرعة مثل المدينة التي سوف تحتضن مبارياتنا، وكذلك ظروف الإقامة، علما بأنه ليس من عادتي أن أقول مثل هذا الأمر عند إجراء أي قرعة». وأضاف: «هناك أيضا منتخب الكونغو الديمقراطية ومدربه فلوران إيبنجي الذي فاز معه من قبل ببطولة أفريقيا للمحليين، كما لعب قبل نهائي كأس أمم أفريقيا 2015، وهو منتخب صعب، لما يملكه من مؤهلات فردية عالية في الخط الهجومي». وحول حظوظ التأهل قال رينار: «من الصعب التكهن، من الأهمية أن نبدأ المنافسات بتحقيق الفوز حتى نسهل علينا المهمة في بقية المشوار». وسبق لمنتخب المغرب الفوز باللقب مرة واحدة عام 1976، وحل وصيفا للبطل عام 2004. وتقام مباريات المجموعة الأولى في ليبرفيل، والثانية في فرانسفيل، والثالثة في أوييم، والرابعة في بور - جنتيل. يذكر أن الغابون استضافت نسخة 2012 مشاركة مع جارتها غينيا الاستوائية. وستكون زامبيا بطلة عام 2012 في الغابون، ونيجيريا بطلة عام 2013 في جنوب أفريقيا، أكبر الغائبين عن النسخة الغابونية.
مشاركة :