رغم أن عمره لا يتجاوز 30 عامًا، فإن خبرته في عمله بمحمية «جبل علبة» بمنطقة حلايب، جنوب البحر الأحمر تتجاوز عشرات السنين في مرافقة الزائرين والباحثين بالمحمية كدليل بيئي لديه خبرة ومعرفة بدروب المحمية وأماكن تواجد النباتات والأشجار والطيور والحيوانات. وقد أخذ «عيسى» هذه الخبرة من والده الذي يعد أحد شيوخ القبائل بمنطقة محمية «جبل علبة»، كما ورث عن والده الخبرة في معرفة تفاصيل التحرك بالمحمية، وكرم الضيافة للزائرين للمحمية. وبجوار عمله كحارس بيئي بالمحمية يعمل كدليل لباحثي البيئة، يدلهم علي الطرق والمدقات الجبلية التي توصلهم للأماكن التي يرغبون في زيارتها، ليتمكنوا من إجراء أبحاثهم العلمية بها، ثم العودة بهم مرة أخري لأماكن إقامتهم، بالإضافة إلى درايته بأماكن تواجد ونمو النباتات والأعشاب والطيور والحيوانات والزواحف التي تسكن المحمية، أو تاتي إليها مهاجرة، ومناطق الأمطار والمياة الجوفية، فهو يحفظ داخل عقله خريطة وتفاصيل أكبر وأهم محمية طبيعية في مصر من حيث التنوع البيئي والبيولوجي والمساحة. الشاب «عيسي الحسن كرب»، الحاصل علي الثانوية الأزهرية، وابن قببلة البشارية، والذي يعمل حارس بيئي بفطرته وخبرته التي اكتبسها من والده أحد شيوخ الأودية الصحراوية بمنطقة جبل علبه، وورث عن والده الشيخ الحسن كرم الضيافة للزائرين للمحمية، عمل بفطرته التقليدية ومعارفه التي تساوي مؤلفات وموسوعات علمية عن الصحراء الشرقية، ولديه من المعارف والخبرات ما يساوي مئات المؤلفات والأبحاث عن الحياة البرية بمحمية جبل علبة. وساهم «عيسى» في نقل خبرته لصغار الباحثين المبتدئين، ولم يبخل عليهم بأي معلومة، وقام بتدريب الباحثين علي اكتشاف النباتات وتعريفها واقتفاء أثر الحيوانات، وأماكن تواجدها، ورغم صغر سنه إلا انه يتواصل مع الباحثين ودائم التردد والتواجد داخل المحمية برفقه عصاه الخشبية، ليرافق الزائر للمحمية بمنطقة حلايب جنوب البحر الأحمر. لا تخلو حياة «الحسن» من مواجهة صعوبات خلال عمله بالمحمية، بينها السير والمبيت في أماكن مختلفة بالمحمية ليلًا ونهارًا، وأن وسيلة تنقلاته تكون بالجمال، وهذه الصعوبات أضافت له قوة في الشخصية والمعرفة وتنمية لمهاراته بمختلف مكونات المحمية. وأكد الدكتور أحمد غلاب، الخبير البيئي ومدير محميات البحر الأحمر، أنه يتم الاعتماد علي السكان المحليين للعمل كحراس بيئة لدرايتهم بجغرافيا ومكونات وكائنات المحمية التي يسكنون داخلها، ووصفهم بأنهم «دليل بيئي للباحثين خاصة بمحميتي جبل علبة ووادي الجمال».
مشاركة :