في الوقت الذي ينتظر فيه الكثيرون أنباء تقدم القوات العراقية في الموصل، حيث اليوم الخامس للمعركة، استيقظوا على هجوم إرهابي مباغت نفذه تنظيم داعش، لكنه هذه المرة في كركوك، شمال العراق، حيث استهدف محطة الكهرباء وعدة مبان نفطية وأخرى أمنية وسيادية. وحسب بما أفادت مصادر أمنية، أسقط الهجوم، الذي تم فجر اليوم الجمعة، 16 قتيلا، بينهم إيرانيا يعملان محطة كهرباء كركوك، في حين أن منشآت إنتاج الخام لم تستهدف، وإن إمدادات الطاقة تتواصل دون انقطاع في المدينة. المصادر العراقية أشارت كذلك إلى إن قناصين تابعين لتنظيم داعش، الذي أعلن مسؤوليته عن الهجمات في بيانات على الإنترنت، انتشروا فوق أسطح عدة مبان في كركوك، فيما دارت اشتباكات عنيفة بين عناصر الشرطة العراقية، يساندها أهالي المحافظة من أحياء العسكري والعروبة وسط المحافظة، وبين عناصر داعش. من جانبها، فرضت السلطات حظر تجوال في محافظة كركوك حتى إشعار آخر، وقالت اللجنة الأمنية في المجلس المحلي بمحافظة كركوك، في بيان، إن اللجنة الأمنية في محافظة كركوك، قررت فرض حظر على التجوال في المدينة حتى إشعار آخر، وعزت ذلك إلى ضمان قيام الأجهزة الأمنية بمهامها البطولية والشجاعة وضمان سلامة وأمن مواطني كركوك. الاشتباكات بين الشرطة ومسلحي داعش أدت إلى مقتل 6 من عناصر الشرطة، على الأقل، و12 مسلحا من عناصر التنظيم الإرهابي، وهذا أيضا وفق إفادة مصادر أمنية عراقية. وقال ضابط برتبة عقيد في شرطة كركوك، لوكالة فرانس برس، إنه حتى الآن قتل 6 من عناصر الشرطة، وأصيب 12 آخرون في كركوك، مشيرا إلى مقتل ما لا يقل عن 12 مسلحا من داعش خلال اشتباكات في أحياء متفرقة في جنوب كركوك وشرقها. الخبير العسكري، اللواء محمد صابر هموندي، يرى أن الهجوم أجل تشتيت القوات العراقية لعرقلتهم في تحرير الموصل بشكل كامل، مشيرا إلى أن قوات الأمن العراقية استطاعت السيطرة على ما يحدث في كركوك. وأوضح صابر، أن تنظيم داعش استغل ضعف التواجد الأمني في كركوك، وهاجم الجزء الجنوبي منها، للرد على قوات البيشمركة على وجه الخصوص. فيما قال يعقوب جرجس، نائب لجنة البيشمركة بإقليم كردستان، إن هناك تمشيطا في كركوك من قبل القوات الأمنية، للبحث عن العناصر التي تسربت داخل المدينة في أماكن غير معلومة، لافتا إلى أن ما حدث من هجوم مباغت لتنظيم داعش على المدينة جاء بعد الضغط والتقدم الحربي لقوات الجيش. وطمأن جرجس أهالي كركوك بأن العملية ستنتهي في غضون ساعات قليلة، وتعود الأمور للهدوء، مشيرا إلى أن كركوك هي خليط متنوع من مكونات الشعب العراقين وتعيش في الفترة الماضية حالة رخوة من التنسيق الأمني، ويسهل اختراقها، وبالتالي كان هناك خلايا نائمة، بالإضافة لتسرب عناصر من داعش في اتجاه المدينة، والهدف من العملية ليس السيطرة على المدينة، لأنه مستحيل السيطرة على المدينة، بل هدفها إحداث إرباك أمني. ومازالت الاشتباكات مستمرة، حيث أفاد محمد فاضل، مراسل الغد في كركوك، بأن هناك أنباء عن عودة الاشتباكات مع تنظيم داعش في كركوك، بعد محاولة تسلل عناصر التنظيم داخل المدينة، وهناك تدخل مباشر من قبل قوات الأشايس، وهي قوات أمنية كردية تابعة للأقليم. وأضاف فاضل، خلال مداخلة هاتفية، اليوم الجمعة، أن هناك قتلى وجرحى في صفوف الطرفين، وأن قوات البيشمركة استطاعت أن تصل لمدينة كركوك وفرضت أسوارا أمنية على المدينة، وكذلك يستعد جهاز مكافحة الإرهاب للتدخل. وأشار إلى أنه كان هناك هجوم انتحاري بسيارة مفخخة لتنظيم داعش حاولوا تفجير المركز القديم للشرطة، ولكنها أحبطت، مؤكدا أن الجميع يحمل السلاح لدعم قوات الأمن في كركوك. وتسيطر قوات البيشمركة على محافظة كركوك، التي يقطنها الأكراد والتركمان والعرب، منذ فرار الجيش العراقي أمام زحف مسلحي داعش قبل أكثر من عامين، ولا يزال التنظيم يحكم قبضته على قضاء الحويجة، التابع لمحافظة كركوك في الجنوب الغربي على بعد نحو 30 كيلومترا.
مشاركة :