أنقرة وواشنطن تتفقان على تعاون وثيق لهزيمة الجهاديين

  • 10/21/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

وزير الدفاع الأميركي اشتون كارتر إلى أنقرة على تعزيز الجهود المشتركة لإلحاق "هزيمة نهائية" بجهاديي تنظيم الدولة الاسلامية، وفق ما اعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون). والتقى كارتر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس وزرائه بن علي يلدريم ووزير الدفاع فكري ايشيك أثناء زيارة خاطفة إلى تركيا التي تعتبر حليفا مهما وحساسا في الحرب ضد التنظيم المتطرف. إلا أن هناكم نقطة خلافية بين الحليفين هي الوحدات الكردية في سوريا التي تدعمها واشنطن في قتالها للتنظيم المتطرف بينما تعتبرها أنقرة ارهابية وامتدادا لحزب العمال الكردستاني. وقال المتحدث باسم البنتاغون بيتر كوك في بيان إن "الجانبين اتفقا على الابقاء على اتصالات منتظمة حول مجموعة كاملة من الاهتمامات المشتركة ومن بينها التنسيق الوثيق والشفافية المستمرة في جهود التحالف لإلحاق هزيمة نهائية بداعش". وخلال المحادثات جدد كارتر التأكيد على دعمه لتحالف استراتيجي بين الولايات المتحدة وتركيا وتعهد بأن واشنطن "ستواصل الوقوف جنبا إلى جنب مع حليفتها في حلف شمال الأطلسي ضد التهديدات المشتركة". وتعبر واشنطن عن قلقها من التوتر بين تركيا والعراق مع دخول معركة استعادة الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية من تنظيم الدولة الاسلامية، مرحلة حاسمة. وتقول تركيا أنها لا يمكن أن تبقى على الحياد بسبب مخاوفها من أن هجوم الموصل يمكن أن يعزز نفوذ فصائل كردية مناهضة لأنقرة، إلا أن بغداد تعارض بشدة مشاركة القوات التركية في معركة الموصل. سيادة العراق وترغب الولايات المتحدة في أن تمتنع تركيا عن القيام بأي عمليات عسكرية في العراق دون أخذ الضوء الأخضر من بغداد وتخشى أن تعرض الحرب الكلامية بين بغداد وأنقرة للخطر اتفاقا هشا لإبقاء المجموعات الطائفية والأثنية خارج الموصل. وقال اشتون كارتر للصحافيين في الطائرة التي أقلته إلى تركيا إن احترام سيادة العراق "مبدأ مهم" يحترمه جميع الأعضاء الآخرين للتحالف. وأوضح مسؤول أميركي كبير في وزارة الدفاع طالبا عدم كشف هويته أن واشنطن "تطلب من الطرفين التخفيف من حدة تصريحاتهما". وقال "لقد تحدثنا خلف الكواليس لدفع العراقيين والأتراك إلى التوصل لتفاهم حول كيفية المضي قدما بشأن الموصل والتواجد التركي في العراق". وتأتي الزيارة فيما شنت المقاتلات التركية هجمات دامية في شمال سوريا على وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة "منظمة إرهابية"، لكنها تتعاون مع الولايات المتحدة في محاربة تنظيم الدولة الاسلامية. وأعلن الجيش التركي الخميس أنه قتل ما بين 160 و200 عنصر من تلك الوحدات خلال عمليات القصف في شمال سوريا. وفي الطائرة التي أقلته إلى أنقرة، رفض وزير الدفاع الأميركي التعليق على هذه الحادثة. واكتفى بالقول للصحافيين قبل ساعات من الوصول الى العاصمة التركية "لا نعرف بالضبط ما حصل". هدف مهم وتعارض تركيا التي تريد منع إقامة منطقة حكم ذاتي كردية في شمال سوريا على حدودها، مشاركة الوحدات الكردية في هذه العملية. وقد شنت أنقرة أواخر أغسطس/اب عملية برية غير مسبوقة في شمال سوريا وأرسلت دبابات وجنودا لدعم المعارضة السورية التي أخرجت تنظيم الدولة الاسلامية من عدد من مناطق سيطرته. ودعمت الولايات المتحدة والتحالف هذا الهجوم الذي أتاح قطع آخر الطرق التي كان يستخدمها الجهاديون للوصول إلى الحدود التركية. وبذلك تمكن مقاتلو المعارضة السورية المدعومة من تركيا من استعادة بلدة دابق القريبة من الحدود التركية والتي تحظى بأهمية رمزية لدى التنظيم المتطرف الاسبوع الماضي. وقال كارتر إن استعادة دابق "كان هدفا مهما" في الحملة مضيفا أن "الأتراك يتحملون عبء المعركة وقد نجحوا" في ذلك، مضيفا "سنعمل معهم لترسيخ هذه المنطقة الحدودية". وتسبب الانقلاب الفاشل في 15 يوليو/تموز بحصول توتر بين واشنطن وأنقرة. وتطالب تركيا واشنطن بتسليم الداعية التركي فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة والمتهم بتدبير هذه المحاولة الانقلابية. كما أن ملف أكراد سوريا من بين الملفات التي فجرت خلافات بين الحليفين خاصة مع اصرار تركيا على استئصالهم من المناطق الحدودية بأي ثمن. وعملية درع الفرات التي أطلقتها أنقرة تحت مسمى حماية حدودها من التنظيمات الارهابية تأتي بالأساس لقطع الطريق على تشكيل كيان كردي يمثل امتدادا للكيانات الكردية الأخرى مثل الأكراد في شرق تركيا الذين يطالبون بالانفصال. وبعد زيارته إلى تركيا، سيتوجه كارتر إلى الإمارات على أن يشارك في باريس الثلاثاء في اجتماع لوزراء الدفاع في التحالف الدولي ثم في اجتماع وزاري للحلف الاطلسي الاربعاء في بروكسل.

مشاركة :