“الاكتئاب” يحتل المرتبة الثالثة عالميا في قائمة مسببات للوفاة

  • 10/21/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

كشف أحدث الإحصائيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية بأنَّ مرض الاكتئاب يحتل المرتبة الثالثة من إجمالي الأمراض التي تؤدي للوفاة بعد أمراض القلب وحوادث الطرق، ويصيب الاكتئاب النساء أكثر من الرجال، ويقدر عدد حالات الاكتئاب في العالم بحوالي 340 مليون حالة، ونسبة الإصابة بالاكتئاب تصل إلى 7% من سكان العالم، ويؤدى إلى ما يقرب من 800 ألف حالة انتحار كل عام. وتشير تقديرات بيانات المنظمة إلى أنَّ الأمراض النفسية تسبب في حدوث عدد كبير من الوفيات وحالات العجز وهي تمثل 8.8 % و16.6% من عبء المرض الإجمالي الناجم عن الاعتلالات الصحية في البلدان المتدنية الدخل والبلدان المتوسطة الدخل على التوالي. شح البيانات عائق ومن جانبها أكدت الدكتورة منار الغمراوي-رئيس المركز الخليجي لأبحاث المسؤولية الاجتماعية ومقره مملكة البحرين- ومدربة معتمدة في التنمية الذاتية-، أنَّ شح البيانات الإحصائية يقف حجر عثرة وعائقا في تلمس حجم المشاكل النفسية التي تعاني منها منطقة الخليج بصورة خاصة والمنطقة العربية بصورة عامة. وأكدت أنَّه لايزال المجتمع الخليجي ينظر بعين القصور للمشاكل النفسية وأهمية التصدي لها بالعلاج سواء من خلال الأطباء النفسيين، أو الاستشاريين النفسيين، لافتة إلى أنَّ أيضا هناك عزوف من قبل الكوادر لمهنة الاستشاري النفسي، حيث أن البعض يعتبرها وصمه لاسيما في المجتمعات الخليجية. الدراما شوهت صورتنا وأسفت الدكتوره الغمراوي في تصريحات لـالشرق على الصورة القاصرة التي تجسدها الدراما الخليجية لصورة الطبيب النفسي أو الاستشاري النفسي في أعمالها، دون الرجوع لذوي الاختصاص، حيث من يلعب دور الشخصية عادة ما يظهر وكأنه مختل عقلي، أو أشعث أغبر غير مهتم بهندامه، داعية خلال حديثها المعنيين للجوء إلى ذوي الاختصاص، معربة عن استعداداها في تقويم صورة الطبيب أو الاستشاري النفسي بالدراما من خلال الدور الحقيقي الذي يقوم به كل من الطبيب أو الاستشاري النفسي. وشددت الدكتورة منار الغمراوي على دور وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في بث رسائل لرفع الوعي الجتمعي بأهمية الصحة النفية، وأهمية السلامة النفسية التي تنعكس إيجابيا على الصحة البدنية، مؤكدة أنَّ بث الرسائل التوعوية له من الأثر الإيجابي في دفع فئات وأفراد المجتمع لرفض الصورة الرمادية العالقة في أذهانهم عن المصحات النفسية ودورها المهم في الوقاية من الاعتلالات النفسية قبل الإصابة بالمرض النفسي الذي يجهل الكثيرين علاجه بسبب الصوره المضلله عن هذا النوع من الاستشارات. وتابعت: البعض يعتبر اللجوء إلى الأطباء النفسيين أو الاستشاريين النفسيين فيه تعارض مع الدين الإسلامي ، على الرغم من أنَّ هذا الأمر لا يتعارض مع الدين بل من أهم شروط العلاج هو التأكيد على علاقة الشخص بالله من خلال أداء فرائضه والتحصن بالأذكار وبالقرآن، ليأتي بعد ذلك دور الاستشاري النفسي الذي يختلف عن الطبيب النفسي، حيث أن الاستشاري النفسي يعمل على تغيير الأفكار التي من شأنها أن تبث مشاعر سلبية وبالتالي سلوكا سلبيا، بعكس الطبيب الذي يعتمد في علاجه على العقاقير الدوائية. رسائل إيجابية ملغومة وحذرت الدكتورة الغمراوي في هذا الصدد من بعض الشخصيات التي انتشرت بوسائل التواصل الاجتماعي والتي تبث رسائل إيجابية من برجها العاجي دون تلمس حاجة المجتمع، ودون ملامسة الواقع وما به من ضغوطات لأسباب عدة، داعية إلى أهمية بث هذه الرسائل من خلال الواقع الذي يحياه السواد الأعظم من الناس، وذلك بتدريب الأفراد على كيفية التعامل مع الإحباطات اليومية، وبالتالي تقبل الواقع، مع الإيمان بالله وبالقدر، الأمر الذي يقود إلى تقبل الفرد وضعه الحالي واستشعاره بالسعادة من خلال الموجود وليس بالبحث عن المفقود!. الدين لا يتعارض مع الاستشاره النفسية واختتمت الدكتورة الغمراوي حديثها بأهمية الحفاظ على سلامة الصحة النفسية، وفهم الذات، وبالتالي فهم المحيط الخارجي بحيث التفاعل معه بطريقة صحيحه وسليمة، مشددة على أهمية النعمة التي نحيا بها كمسلمين في اللجوء إلى الله وعدم الاستسلام للأفكار السلبية، أو مجالسة السوداويين، حيث أن ديننا الإسلامي دين اهتم بالصحة النفسية وهذا يتضح من خلال فرض الفرائض الخمسة، والأذكار التي تحفظ وتحصن النفس، كما لم يمنع الدين الإسلامي من اللجوء لذوي الاختصاص وعدم اللجوء للمدعين، متطلعة أن تتبنى الجهات المعنية مبادرات تدفع بالاهتمام بالصحة النفسية للأمام لتصبح أمرا بعيدا عن ثقافة العيب السائده في أغلب مجتمعاتنا الخليجية.

مشاركة :