في ليلة اغتنمت من الألوان بهاءها ومن التاريخ سحره ومن الشعر اسمه قدمت مصممة الأزياء السورية منال عجاج الثلاثاء الماضي أكثر من 30 تصميماً من توقيعها في عرض للأزياء ضمن أسبوع الموضة في بيروت. جاء العرض بعنوان «أبجدية الياسمين-2» وهو الاسم المشتق من ديوان شعر للشاعر الراحل السوري نزار قباني. وجاء العرض امتداداً للعرض الأول الذي أقامته منال عجاج بنفس الاسم في العاصمة برلين عام 2014. وقدمت منال عجاج مجموعة فساتين مستوحاة من 13 حضارة منها الفينيقية والآشورية والفارسية والإغريقية والرومانية والبيزنطية والأموية والعباسية والفاطمية والمملوكية والعثمانية وصولا إلى الحداثة. كما شمل العرض فساتين أعراس حملت اسم «أعراس الياسمين» وتميزت التصاميم بالزخرفة والتطريز والألوان الهادئة الترابية في مجملها. وأقيم العرض في مركز (فورم دي بيروت) بوسط بيروت وتوزعت شاشات كبيرة في أنحاء المكان تعرض صوراً من الحقبة التي تجسدها العارضات من خلال الأزياء. افتتحت العرض الممثلة السورية جيني إسبر مرتدية الفستان المستوحى من حضارة أوجاريت تلك المملكة القديمة التي قامت في غرب سوريا. وقام الممثل والمخرج المسرحي السوري عبدالمنعم عمايري بإخراج عرض درامي راقص في منتصف الحدث حمل عنوان «معاناة الياسمين»، يصف خلال دقائق حرباً تعيشها سوريا منذ سنوات. وأدخل إلى التوليفة القصيرة رسالة سلام وأمل داعياً 4 فتيات صغيرات إلى الخشبة لينثرن الورود على الراقصة الممتدة أرضاً مجسدة سوريا لتقف مجدداً مستمدة قوة من الجيل الجديد. وألَّف الموسيقى المصاحبة للعرض السوري إياد ريماوي وتبدلت الأنغام لتناسب أجواء الحقب المتتالية بأحداثها المحورية التاريخية. ولدت منال عجاج في العاصمة السورية دمشق وبدأت العمل في مجال تصميم الأزياء وهي في العاشرة من عمرها؛ حيث ارتادت دور العرض والتطريز في أحياء دمشق القديمة. صممت وأنجزت أول ثوب للزفاف وهي في سن الرابعة عشرة وأدخلت لاحقاً في معظم الأزياء التي ابتكرتها الخطوط والتصاميم المستوحاة من حضارة دمشق. وأرادت من خلال هذا الحدث الفني المتكامل في رؤيته -كما أوضحت في الكتيب المخصص للعرض- أن تترجم الأحداث التي تمر بها سوريا لتشمل الماضي والحاضر دون أن تغض الطرف عن مستقبل أفضل. وقال منظِّم الحفل الرئيس التنفيذي لشركة (الموضة في بيروت) جوني فضل الله «منذ إطلاقنا الموضة في بيروت أخذنا على عاتقنا استعادة صورة بيروت الجميلة عاصمة الذوق والجمال. ومع إطلاق كل نسخة يكبر طموحنا أكثر فأكثر وبالتالي تضاعف جهدنا ليصبح الحدث أكبر وأهم في كل مرة».;
مشاركة :