أتقاعد أو لا أتقاعد ؟ | لولو الحبيشي

  • 10/22/2016
  • 00:00
  • 61
  • 0
  • 0
news-picture

- أجزم أن هذا السؤال أكثر سؤال شغل الموظفين الحكوميين بعد صدور قرارات إلغاء البدلات الأخيرة ، وكانت حساسية القرارات لشدة مساسها بحياة الناس واستقرارهم الاقتصادي جديرة بأن يصاحبها شرح مستفيض يساعد الموظف الحكومي في اتخاذ قرار التقاعد المصيري في الوقت المناسب بما يحفظ مصالحه ويتوج خدمته لوطنه وليس فقط لرأب الصدع الذي أحدثه الصرف على مشاريع لا ناتج لها وهذا - إن صح - تتحمله المؤسسات والمسؤولون الذين اعتمدوها وأنفقوا عليها وليس الموظفين الحكوميين الذين لم يشاركوا حتى في اتخاذ قرارات تنفيذها ولم يكونوا جزءاً من العاملين عليها ولم يتكسبوا من ورائها. - وكان المنتظر أيضاً أن يتحدث ممثل المؤسسة الحكومية للموظفين بكل شفافية ومنطقية وعدالة ، وألا يغيب عن ذهنه وهو يتحدث للمواطنين أنهم محور اهتمام أولي الأمر وأن أولي الأمر يرون في استقرار المواطنين استقراراً للجبهة الداخلية، وأنهم شركاء في ثروات البلاد وتنميتها وحمايتها، فلا يصح أن يكون الخطاب الموجه من المسؤولين للمواطنين إذعانياً ومستفزاً لا يزيد القلق إلا قلقاً، ولا يزيد الموقف إلا غموضاً وتشتتاً. - برنامج الثامنة استضاف معالي وزيري المالية والخدمة المدنية ومعالي نائب وزير الاقتصاد والتخطيط فتوقع الجميع أن يجدوا إجابات واضحة لتساؤلاتهم تحسمها ، فالطرفان ليسا نِدَّين ولا متفاضلين بل مؤسسة حكومية ومواطن لا يمكن تصور العلاقة بينهما إلا تكاملية ، لكن هذا لم يحدث بل ذهل الجميع بالفشل الذريع للمؤسسة العامة للتقاعد في إدارة أموال الموظفين ، وتلميحات وزير الخدمة بأن ثمة قرارات قادمة ستهوي برواتب التقاعد مازاد الطين بلة ، فلا الوزير صرح بهذا بكل وضوح ولا نفى نية المساس بها . - إحداث هذا القلق الكبير لدى الموظفين حيال مستقبلهم يمس ثقة المواطن بالمؤسسة الحكومية ، ويمكن أن يشرخ العلاقة بشكل فادح ، كما أنه سيحدث تسرباً ضخماً من الوظائف الحكومية لإنقاذ مايمكن إنقاذه والنجاة براتب التقاعد الذي لا يحق أن يمن به على الموظف الحكومي الذي أفنى عمره في خدمة بلده وهذا الحق مستقطع من راتبه وكانت مؤسسة التقاعد تستثمره سنوات طوالاً. - أما الحديث الفاجعة فهو زعم أن السعودية التي نتباهى بمتانة اقتصادها ووفرة احتياطياتها حتى وقت قريب ، إن لم تتخذ هذه القرارات بحق الرواتب ستفلس في غضون ثلاث سنوات.!! - استشهد وزير الخدمة المدنية بدراسة مبهمة قالت إن إنتاجية الموظف الحكومي لا تتجاوز ساعة واحدة ، وقد طعن في الدراسة معالي نائب وزير التعليم الأسبق د.حمد آل الشيخ بأنها دراسة أوصى معهد الإدارة بعدم الأخذ بها، والسؤال إذا كان الموظف لا ينتج إلا ساعة عمل واحدة لماذا يتم إجباره على التمتع بإجازاته الاعتيادية ليجدد نشاطه ويقضي وقتاً مع أسرته؟ - حديث الوزراء المعنيين لم يجب على التساؤلات ولم يهدىء النفوس، بل أضر بالدافعية للعمل وشرخ العلاقة بين المؤسسة الحكومية وموظفيها، وجعل التقاعد بمثابة فرار الفريسة من الصياد وهذا محبط ولا يليق مطلقاً. - حديث الوزراء للأسف لم يُقدِّرعقل المواطن ولا العلاقة بينه وبين المؤسسة الحكومية وترك السؤال مشتعلاً في نفوس الموظفين : هل التقاعد الآن منجاة ؟ @Q_otaibi lolo.alamro@gmail.com

مشاركة :