القاهرة - وكالات: يترقّب المصريون، بشغف وحذر كبيرين، ما يمكن أن تسفر عنه مظاهرات 11 نوفمبرالمقبل، والمعروفة إعلامياً بـ"ثورة الغلابة"، وسط ترقّب لدلالات ومآلات خطة الـ 6 ساعات وسيناريو معسكرات اللاجئين، كرسالتي تهديد بعث بهما النظام المصري الحاكم، في محاولة مُسبقة لإجهاض تظاهرات الغلاء والجوع. قد تكون تظاهرات محدودة، لكن تزامن التاريخ المحدّد للتظاهرات المرتقبة مع يوم جمعة، يُعطي إشارة حمراء على إمكانية تحرّك الحشود من المساجد باتجاه الميادين العامة، في محاولة لاستعادة أجواء ثورة يناير، الأمر الذي يبعث على القلق لدى النظام المصري، خشية تكرار سيناريو "جمعة الغضب" 28 يناير 2011. وعلى الرغم من الزخم الإعلامي الذي نالته دعوات 11/11، فإن القوى السياسية المصرية، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين التي أطيح بها من الحكم في انقلاب عسكري نفذه الجيش المصري في 3 يوليو 2013، لم تعلن تبنيها لتلك التظاهرات، أو الدعوة للمشاركة فيها. وأمام إحجام القوى السياسية والحزبية في مصر، عن تبني ثورة الغلابة، ربما تحسباً لفشلها أو خشية تحمّل كلفة نتائجها الأمنية والسياسية، ظهرت حركة مجهولة تدعى "ضنك" تدعو لمظاهرات الغلابة وتقول إن أعضاءها لا يوجد لهم أي توجّه سياسي أو أيدولوجي وإن شعارهم هو لا للفقر لا للجوع لا للمرض لا للظلم. لكن النائب العام المصري نبيل صادق رد عليهم بحبس 13 من أعضاء حركة 6 أبريل 15 يوماً احتياطياً، على ذمة التحقيقات التي تجريها النيابة العامة في الاتهامات الموجهة إليهم بالتظاهر في منطقة العجوزة بالعاصمة القاهرة، ضمن فعاليات ثورة الغلابة. واتخذت دعوات التظاهر في 11 نوفمبر المقبل تحت شعار "ثورة الغلابة" من مواقع التواصل الاجتماعي منصّة لها، تحت مسمّيات عديدة منها ثورة الغلابة، حركة غلابة، دموع الناس الغلابة، واحنا الناس الغلابة، والغلابة يا حكومة و11/11، والغلابة هتكسر العصابة. وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، على نطاق واسع داخل مصر، بوسترات تدعو للمشاركة تحت عنوان اغضب.. انزل.. احشد.. شارك، مصحوبة بفيديوهات غاضبة حققت ملايين المشاهدات على موقع يوتيوب، منها فيديو سائق التوك توك الذي انتقد الأوضاع المعيشية بطريقة عفوية مؤثرة، وفيديو شرشوبي همّام الذي حمّل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مسؤولية تفاقم الفقر في البلاد، وفيديو بوعزيزي الإسكندرية الذي أشعل النار في نفسه، وصرخة سيدة مسنّة في برنامج العاشرة مساء والذي يقدّمه الاعلامي المصري وائل الإبراشي عبر قناة دريم الفضائية، قائلة واللي لو السيسي يقتلني أرحم من إني أجوع وأموت من الجوع بسبب العيشة اللي عايشينها. ويمكن التأكيد على أن الاضطرابات الاقتصادية، وتردي الأوضاع المعيشية، لم تؤثر على الفقراء فقط بل امتدت إلى الطبقة الوسطى، والأثرياء أيضاً إلى حد ما. حتى الآن، لم تتمكن الجهات الأمنية في مصر من تحديد الجهة الداعية لمظاهرات يوم الجمعة 11/11، احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية، وارتفاع الأسعار، واختفاء بعض السلع الإستراتيجية، وانهيار سعر الجنيه أمام الدولار، وارتفاع فواتير الكهرباء والمياه والغاز، بشكل جنوني. ويُجري الأمن الوطني تحقيقات مكثفة لمعرفة من يقف خلف صفحة ثورة الغلابة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ويروّج للدعوة لتلك التظاهرات.
مشاركة :