«ما فيه معلوم»

  • 3/11/2014
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

اللغة ترتبط ارتباطا وثيقا بالفكر، فحكمك على الأشخاص من خلال منطوقهم ولغتهم هو أمر بديهي، فالذي لا يحسن اللغة تجد أن أفكاره تفتقد للتّنظيم، وقد يستغرب بعضهم، لكن الواقع والدراسات تدل على ذلك لأن حسن المعنى لا يكتمل إلا بحسن اللغة. فكثير من الناس لديه أفكار مميزة ويستطيع أن يستنتج ويحلل لكنه لا يحسن التعبير فقد تخونه اللغة في ذلك وهذا هو الفرق بين الإبداع والاسْتِخْفاف. لقد أضعنا لغتنا العامية الطبيعية فضلاً عن الفصحى الأساسية التي يجب أن نتحدث بها، وأصبحت لدينا لغات أخرى هي أكثر تدميراً لأفكارنا وإبداعنا، من هذه اللغات ما يطلق عليه بعضهم مصطلح (مافيه معلوم). وهي لغة جديدة وأعتقد أن عمرها أقل من 30 عاماً حيث ابتدعها أبناء هذا الجيل الجديد الذي هو نتاج تعليمي ضحل، كان الهدف من هذه اللغة هو تسهيل التفاهم بين الجاليات وأهل الوطن لكن الهدف انحرف وأصبح تدمير اللغة بدل تسهيلها، ولو عدنا إلى آبائنا وأجدادنا لاكتشفنا أنهم أكثر خبرة ودراية منّا لماذا؟ لأنهم يتفاهمون مع الأعجمي بسليقتهم وإن كانت تلك السليقه عامية، إلا أنهم تمسكوا بطبيعتهم حتى يتطبع غيرهم بطبعهم وهذا مبدأ عظيم، لأن الثقافة يجب أن تنتشر عن طريق أهلها وعرّابيها، بخلاف التصنع الغريب الذي لا يجلب إلا مزيداً من الدمار. ما أسوأ أن تسمع وترى تلك اللغة الوليدة البغيضة في السوق وفي الشارع وفي البقالة وفي كل مكان، فلقد انتشرت انتشار النار في الهشيم وأصبح حتى الأطفال يتكلمون بها. هناك كره للغتنا أو حساسية منها، فعندما ترى شخصا يتكلم بالفصحى السهلة ترمقه أعين الانتقاد، وقد يُرمى بألفاظ نابية كالجنون والتخلف، وباعتقادي أن التخلف هو التخلي عن اللغة التي شرفها الله بكتابه الكريم.

مشاركة :