الباريدوليا هي ظاهرة نفسية تجعل العقل يفسر بعض الأشكال غير المنتظمة ويقربها إلى أشكال معروفة، وهي سلوك من العقل الباطن بنمط شبه لا إرادي وأقرب إلى التلقائية غالباً، ومن أمثلة الباريدوليا تخيل وجه رجل على سطح القمر ورؤية صور بعض الحيوانات تتشكل في السحاب وغيرها من التنميط إلى أن تصل لمرحلة متقدمة من سماع أصوات خفية غريبة في بعض التسجيلات الصوتية. ولتوضيح الباريدوليا أكثر فإن اختبار بقعة الحبر على القماش الأبيض هي أسهل الطرق ويكون ذلك بأن كل شخص سيرى تشكل بقعة الحبر على القماش بشكل مختلف، فمنهم من قد يراها تشبه الحيوانات، وبعضهم كسيارة أو دراجة وغيرها. ويكون تصور تشكل بقعة الحبر هذه من منظور شخصي عقلي أساسي بتداخل ثانوي من بعض العوامل الخارجية. وربط بعض الباحثين والمختصين بعلم النفس بين ظاهرة الباريدوليا والفراسة في علاقة غير مباشرة ناتجة من تراكمات مخزون ما يمكن تشبيهه بالذاكرة العشوائية للدماغ البشري الذي يحاول بعمل مستمر تقريب وتشبيه المواد والصور الخارجيةالتي تراها العين لتسهيل واختصار عمله وسرعة فرز ما يستقبله من صور وأنماط وضمها لما هو موجود سابقاً من مجموعات وتقسيمات وكمثال فإن الإنسان بتصرف فطري قد يستخدم سلوك الباريدوليا في التعرف على الخطر أو العدو الذي يقابله أو يواجهه لأول مرة. ولكن هناك وجهة نظر علمية مناقضة لهذا التفسير تصف الباريدوليا بأنها اسقاط يتم بمحاولة ربط أشياء وأحداث منفصلة بعد تحميلها معنى جديد ليس من أصلها في صلات خيالية عشوائية لا مبرر لها ولا تفسير منطقي وواقعي لفعلها وليس لها أي معنى حقيقي أو مفيد غالباً وتتم بتشبيه صورة أو شكل بآخر بمنظور فردي قد يتسع ليشمل مجموعة من الأشخاص بعد فرض الإقناع الشكلي عليهم. وفي الحقيقة فإن الأراء والتعاريف والدراسات عن الباريدوليا كثيرة ومختلفة نتيجة لصعوبة إدراكها حسياً بوضوح نمطي ليصل الأمر ببعض الأبحاث الطبية بوصفها أنها قد تكون نوعاً من الاضطرابات العقلية السلوكية البدائية والبسيطة التي لا تستدعي القلق بشأنها إلا بتطورها لمراحل متقدمة مؤثرة على التصرفات البدنية للفرد.
مشاركة :