لم يعط وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر رسالة واضحة وقاطعة بشأن السماح لتركيا بالمشاركة في العملية الجارية لتحرير مدينة الموصل من تنظيم داعش، لكنه أعلن تأييد بلاده مشاركة تركيا في جميع العمليات الرامية لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي دون تحديد، معتبرا قيامها بذلك «أمرا معقولا». وقال كارتر خلال لقائه نظيره التركي فكري إيشيك، في مقر وزراة الدفاع التركية في العاصمة أنقرة، أمس، إن «اهتمام تركيا بالتطورات الأخيرة في سوريا والعراق أمر معقول، وندعم اتخاذها تدابير لحماية أمن حدودها، كما نؤيد مشاركتها في العمليات ضد تنظيم داعش الإرهابي». ولفت كارتر إلى «توافق أميركي - تركي حول المبادئ»، حتى وإن كان هناك اختلاف في وجهات النظر، قائلا: «محاربة جميع أنواع الإرهاب هو أحد هذه المبادئ، وبالمحصلة يمكن أن تكون هناك اختلافات حول الأساليب المتبعة في تحقيق الأهداف، لكن يمكننا تجاوز هذه الاختلافات حين العمل بوصفنا حليفين قريبين». من جانبه، قال وزير الدفاع التركي فكري إيشيك، إن تركيا هي الدولة الأكثر تأثرا بتهديدات تنظيم داعش، وبالتالي فهي الدولة الأكثر فعالية في محاربة التنظيم، وإنها اتخذت كثيرا من الخطوات المهمة للقضاء على تهديدات «داعش» من الأراضي السورية، ومن أهم هذه الخطوات إطلاقها عملية درع الفرات في ريف حلب الشمالي. وأجرى كارتر مباحثات مع نظيره التركي فكري إيشيك تركزت بشكل أساسي على عمليتي «درع الفرات» في شمال سوريا وعملية الموصل ومكافحة تنظيم داعش الإرهابي، كمال التقى رئيس الوزراء بن علي يلدريم والرئيس التركي رجب طيب إردوغان، وزار مبنى البرلمان حيث تفقد آثار القصف الذي تعرضت له أجزاء من المبنى ليلة محاولة الانقلاب الفاشل في تركيا منتصف يوليو (تموز) الماضي. وفي وقت لاحق أمس، قال كارتر «توصلنا إلى اتفاق من حيث المبدأ سيتيح لتركيا في نهاية المطاف لعب دور في حملة استعادة مدينة الموصل من تنظيم داعش». وأوضح كارتر أن التفاصيل بشأن دور تركيا المحتمل في العملية العسكرية الجارية ما زالت قيد البحث. وأوضح مسؤول دفاعي أميركي كبير، أن المساعدة غير العسكرية للحملة تشكل خيارا مطروحا. وأضاف هذا المسؤول «هناك طرق عدة للمساهمة» في الحملة لتحرير الموصل، مشيرا مثلا إلى «دعم طبي ومساعدة إنسانية»، وربما أيضا تدريب قوات عراقية كما يحصل اليوم في قاعدة بعشيقة. ونقلت وكالة «رويترز» عن كارتر قوله للصحافيين في ختام زيارته لأنقرة «من الواضح أن هذا (الشكل النهائي) سيكون أمرا يتعين على الحكومة العراقية أن توافق عليه، وأعتقد أنه جرى التوصل إلى اتفاق من حيث المبدأ». وأضاف: «وصلنا حاليا إلى التفاصيل العملية... وهذا ما نعكف عليه». بدورها، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن كارتر قوله «إن العراق يفهم أن تركيا بصفتها جارة لمنطقة الموصل مهتمة بما ستكون عليه نتيجة المعركة لاستعادة مدينة الموصل»، مضيفا: «أنا مقتنع بأنه سيكون بإمكاننا حل المشكلة، وبأن تركيا قادرة على القيام بأمور بناءة» في هذه المعركة «وبأن ما علينا القيام به هو فقط تحديد الإجراءات العملية» لهذه المشاركة.
مشاركة :