«الهلال الأحمر» السعودي.. جزء من مسيرة عمرها 153عاماً

  • 10/22/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

نفذت هيئة الهلال الأحمر السعودي خلال العام الماضي (1437هـ) أكثر من 1345 برنامجاً ودورة لـ 19 ألف و219 متدرباً في المركز الرئيس للإدارة العامة للتدريب والموارد البشرية في الرياض، لتستمر في عطاءها ضمن مسيرة عالمية استمرت 153 عاماً. ففي أرجاء سهل «سولفرينو» في إيطاليا، وبعد معركة دموية وقعت العام 1859 بين الجيش الامبراطوري النمساوي والاتحاد الفرنسي السرديني تقاتل فيها 30 ألف جندي من شروق الشمس إلى غروبها على مدى 15 ساعة، كان السويسري هنري دونان يمر من المكان فهاله ما رأى، بعد سماعه صرخات حوالى 40 ألف جريح، فنظم مجموعة من الأفراد المحليين لتضميد جراح الجنود وإطعامهم، والعمل على راحتهم، لكن بعد فوات الأوان، فكثير من الجرحى قضوا لبقائهم من دون إسعاف لمدة طويلة. ولدى عودته إلى موطنه، نادى دونان بإنشاء جمعية وطنية للإغاثة تهدف إلى مساعدة جرحى الحرب، وكتب قائلاً: «أوليس هناك وسائل في وقت السلم لتكوين جمعيات إغاثة تهدف إلى الاعتناء بالجرحى في وقت الحرب من خلال متطوعين متحمسين ومتفانين ومؤهلين جيداً لمثل هذه المهمة»، وبذلك مهد الطريق لـ«معاهدة جنيف في المستقبل». ثم خرج «الصليب الأحمر» إلى النور في العام 1863 عندما كوّن دونان وأربعة آخرين «اللجنة الدولية لإغاثة الجرحى» في جنيف، والتي تحولت في ما بعد إلى «اللجنة الدولية للصليب الأحمر»، وكان شعارها يحمل ألوان العلم السويسري نفسها، وبعد سنوات عدة تبنت 12 حكومة «معاهدة جنيف الأولى»، والتي تشكل علامة بارزة في تاريخ البشرية. وخلافاً للاعتقاد الشائع، فإن «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» ليست منظمة غير حكومية ولا منظمة دولية أو هيئة مشتركة بين الدول، وإنما هي وكالة خاصة تديرها لجنة يتراوح عدد أعضائها بين 15 و25، وتوظف اللجنة الدولية اليوم حوالى 11 ألف و800 موظف في جميع أنحاء العالم.   «الهلال الأحمر» اعتمدت البلدان العربية والإسلامية بعد انضمامها إلى الاتفاقات صورة «هلال» بدلاً من «الصليب» في الشعار وبالألوان نفسها، ثم تأسس «الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر» في العام 1919 في باريس في أعقاب الحرب العالمية الأولى، وجذبت إليها الملايين من المتطوعين لبناء كيان كبير من الخبرات، وذلك من خلال النشاطات والمساعدات الإنسانية التي قدمتها باسم أسرى الحرب والمقاتلين. ويحتفل «الصليب الأحمر» و«الهلال الأحمر» في الثامن من أيار (مايو) من كل عام بيومها العالمي.     «الهلال الأحمر» السعودي بهدف السعي إلى تخفيف حدة المصائب والآلام البشرية من دون تمييز أو تفرقة في المعاملة لأي سبب، أنشأت المملكة العربية السعودية جمعية الهلال الأحمر السعودي  في العام 1383 هـ في الرياض. ويشمل نشاطها جميع أنحاء المملكة بنظام قائم على أساس «اتفاقات جنيف» والمبادئ التي أقرتها «مؤتمرات الهلال والصليب الأحمر الدوليين»، وتم تحويل مسمى الجمعية إلى هيئة الهلال الأحمر السعودي بقرار مجلس الوزراء في العام 1429 هـ. ويترأس الهيئة الأمير فيصل بن عبد الله بن عبد العزيز منذ العام 1427 هـ.     مهمات «الهلال الأحمر» السعودي تعمل هيئة الهلال الأحمر السعودي على تطبيق رسالتها الإنسانية في الاستعداد والعمل في زمن السلم والحرب بصفتها مساعدة للإدارات الطبية في القوات المسلَحة على سبيل التعاون والتكامل لمصلحة جميع ضحايا الحرب المدنيين والعسكريين في جميع الأحوال المنصوص عليها في «اتفاقات جنيف»، خصوصاً نقل المرضى والجرحى وإنشاء المستشفيات في المواقع التي تحددها القيادات الحربية، إضافة إلى تخزين المهمات ومعدات الإيواء والأدوية وكل ما يلزم علاج المرضى والجرحى والعناية بالأسرى. وعلى الصعيد الاجتماعي تعمل الهيئة على توفير الإسعافات العاجلة الضرورية لضحايا الحوادث والكوارث والنكبات العامة، ونقل المرضى والمصابين والمساهمة في علاجهم والمشاركة في محاربة الأوبئة، ونشر الثقافة الصحية من طريق البرامج والدورات التدريبية للعاملين في القطاع الصحي والمتطوعين. وتتمير هيئة الهلال الأحمر السعودي عن نظيراتها من الهيئات الدولية في تقديم الخدمات الصحية والمساعدات الطبية إلى حجاج بيت الله الحرام ورعايتهم صحياً بالتعاون مع الإدارات المختصة، ففي موسم الحج الماضي تلقت الهيئة عبر فرقها الأرضية والجوية ألفان و33 بلاغاً في العاصمة والمشاعر المقدسة، تم نقل 524 حالة منها إلى المستشفيات القريبة (24 بالإسعاف الجوي)، وعلاج ألف و113 حالة في مواقعها، فيما تعذر مباشرة 396 بلاغ لعدم جديته ووضوحه أو لكون الحالة لا تستدعي التدخل الطبي الطارئ. وتباشر فرق الهيئة مئات البلاغات يومياً في أنحاء المملكة كافة، منها الإصابات ومنها الحالات المرضية وحالات الطوارئ.   البرامج والدورات وتنفذ الهيئة برامج ودورات تدريبية على مدار العام، في إطار حرصها على إبراز دورها المجتمعي وتوطيد علاقتها مع الجهات الأهلية، والحفاظ على منسوبيها بتدريبهم وتأهيلهم، ونشر الوعي الثقافي في الإسعافات الأولية للتعامل مع الحالات الطارئة سواء في المنازل أو أماكن العمل أو المدارس والجامعات. فخلال العام الماضي (1437هـ) نفذت «الهلال الأحمر» أكثر من ألف و345 برنامجاً ودورة لـ 19 ألف و219 متدرباً في المركز الرئيس للإدارة العامة للتدريب والموارد البشرية في الرياض. ونقلت «وكالة الأنباء السعودية» (واس) أن نسبة النجاح وصلت إلى 99 في المئة، إذ استطاع 19 ألف و111 متدرباً اجتياز هذه الدورات، فيما لم يحالف الحظ 108 آخرين. وتصدر برنامج «الأمير نايف للإسعافات الأولية» البرامج المنفذة بواقع ألف و219 دورة، استفاد منها 17 ألف و715 متدرباً من جميع فئات المجتمع كالموظفين وطلاب المدارس والجامعات. وعقد برنامج «دعم الحياة الأساسي» 59 دورة، استفاد منها 575 مشاركاً، وبرنامجي «دعم الحياة القلبي» المتقدم و«التعليم الطبي المستمر» (التنشيطي) بواقع 49 دورة شارك فيها 723 متدرباً. ونفذت إدارة التدريب في الهيئة برنامج «إعداد المدربين» لبرنامجي «دعم الحياة الأساسي وبرنامج الأمير نايف للإسعافات الأولية» بواقع ثلاث دورات، تم تأهيل 29 مدرباً من خلالها، فيما شارك أكثر من 39 متدرباً في برنامج «المستجيب الأول» بعقد أربع دورات على مدار العام الماضي. وتعمل «الهلال الأحمر» في برامجها ودوراتها التدريبية التي تنفذها في مناطق المملكة كافة للعاملين في القطاع الصحي والإسعاف وطب الطوارئ وغيرهم، على تطوير مهارات منسوبيها بما يتوافق مع متطلبات المسعف الميداني ليكون على أتم الاستعداد لمباشرة أي حالة طارئة.

مشاركة :