أكد فضيلة الشيخ عادل الكلباني أن الكتابة الإلكترونية كشفت مستوى مختلف الشرائح التي ترتادها وجسّدت بشكل واضح أن بعض كتّاب الصحف ومع كل أسف ليس لديهم من المخزون الثقافي ما يجعلهم قادرين على كتابة مدادها القراءة. ورأى فضيلته خلال زيارته أمس الأول لمعرض الرياض الدولي للكتاب أن الإقبال الكبير على معارض الكتب ليس دليلا قطعيًا على القراءة، لأنه ربما يكون الاقبال محصورًا فقط على الشراء، موضحًا أن ما يدلنا على شيوع القراءة هو الأثر الذي لا بد وأن يتبع هذا الإقبال على شراء الكتاب من تجديد المعرفة والإفادة بشكل حقيقي من هذا الاقتناء الكبير. وقال: من خلال جولتي في المعرض لم أشاهد في دور النشر الحضور اللافت لتميز دار نشر معينة من هذه الدور، إذ ما وجدته خلال زيارتي للمعرض أن مستوى العرض يكاد يكون مشابهًا إلى حد كبير لما وجدناه معروضًا في الدورة السابقة. وأضاف: لمست أيضًا خلال تجولي في المعرض مزيدًا من حسن الترتيب والتنظيم الذي عهدناه في الدورة الماضية وخاصة بعض الأجنحة التي لم تخل أيضًا من الإصدارات الجديدة. وزاد الشيخ الكلباني: شيوع المقروئية عبر أوعية المعلوماتية ووسائطها لغاية ما، ربما يأتي هذا الشيوع بهذا الشكل من أشكال القراءة، مجرد قراءة من أجل تدوينها في أشكال «تغريدات» عبر شبكة «تويتر، على جانب ما نلمسه في هذا الجانب من قراءة المقالات الصحفية والإخبارية، إلا أنني أرى أن قراءة المفيد قراءة عميقة من خلال الكتب تظل قليلة ومحدودة الشيوع في هذا الجانب. وفيما يتصل بالكتابة وشبكات التواصل الاجتماعي عبر المنتديات، والمواقع الإلكترونية، و»تويتر» ومدى ما تعكسه مضامينها عن المستوى الثقافي بوصفه مرآة للقراءة، قال فضيلته: الكتابة الإلكترونية كشفت مستوى مختلف الشرائح التي ترتادها، وجسّدت بشكل واضح أن بعض كتّاب الصحف أيضًا ومع كل أسف أن ليس لديهم من المخزون الثقافي ما يجعلهم قادرين على كتابة مدادها القراءة. وحول قدرة الكتاب على الصمود أمام شيوع أوعية الرقمنة، وتدفقها المعلوماتي، قال: سيظل للكتاب أصالته ومرجعيته الرصينة وثقله المعرفي وقيمته العلمية وقدرته على تقديم التفصيل العميق عبر محتواه، مقارنة بما يشاع في مواقع التواصل الاجتماعي التي لها قدراتها المختلفة في التواصل، إلا أنها غالبًا ما توصل لقارئها معلومات يسيرة بسيطة، مردفًا بقوله عن الإقبال على شراء الكتاب الديني: الشعب بمشيئة الله سبحانه وتعالى متديّن بطبيعته وحريص على المعرفة الدينية والتعلّم، وما نرجوه أن كل مفيد يُقرأ وأن يُترجم إلى سلوك في أخلاقنا وتعاملاتنا. وحول ما يتمناه فضيلته كمقترح يقدمه لإدارة المعرض في الدورة المقبلة، قال الشيخ الكلباني: أتمنى ألا يُمنع أي كتاب، ما لم يمس الثوابت الشرعية، التي نعرفها بوصفها ثوابت، والتي يعرفها أهل العلم أيضًا التي تمس صراحة ثابتًا من ثوابتنا.
مشاركة :