تعاني غوريلات السهول الشرقية في جمهورية الكونغو الديموقراطية، من انخفاض أعدادها بشكل كبير. وكشفت دراسة جديدة أن هذا الانخفاض يرتبط بمعادن معينة تستخدم في صناعة الهواتف النقالة. ويقول العلماء إن أعداد غوريلات السهول الشرقية انخفضت إلى الربع خلال الـ20 سنة الماضية، إذ كانت تصل أعدادها إلى 17 ألف قبل اندلاع الحرب الأهلية الأولى في الكونغو عام 1996، ومن ثم تراجعت إلى الـ3800. ويخشى العلماء أن تنقرض هذه المخلوقات تماماً في غضون الخمس سنوات المقبلة، بحسب صحيفة "تيلغراف". وقال الباحث الرئيس في الدراسة أندرو بلامبتر، من جمعية الحفاظ على الحياة البرية "إن المناطق البرية التي تعيش فيها هذه الحيوانات يهددها النشاط التعديني بسبب احتوائها على معدني الذهب والكولتان المستخدمان بشكل كبير في صناعة الهواتف النقالة". واتهم العلماء عمال المناجم المستوطنين في المناطق البرية باصطياد غوريلات السهول الشرقية للتغذي عليها أثناء التنقيب عن الموارد الطبيعية، وبإزالة الغابات على نطاق واسع. وأضاف بلامبتر "عندما أعلنا عن هذه النتائج في نيسان (أبريل) الماضي، التقينا حكومة جمهورية الكونغو للتحذير من هذا الوضع وطالبنا بمنطقتين محميتين لوضع 60 في المئة من الغوريلات التي لا تعيش في مناطق محمية فيهما". وأشار الباحثون إلى أن مستخدمي الهواتف النقالة والأجهزة الاكترونية تقع على عاتقهم مسؤولية الضغط على الشركات المصنعة للتأكد من أن المعادن المستخدمة لا تسبب أي صراعات أو مشاكل. وتم ضخ المساعدات المالية الأجنبية لزيادة الحراسة الأمنية على محمية "فيرونغا" الوطنية التي تعيش فيها أعداد كبيرة من الغوريلات، أما محمية "كاهوزي بيغا" الوطنية في الجنوب فلا تزال بلا أي حماية تذكر. وغوريلات السهول الشرقية المعروفة أيضاً باسم "غوريلا غرير" تعد أكبر نوع من أنواع الغوريلات الأربعة، إذ يصل وزن بعضها إلى 300 كيلوغرام. وتم إدراج هذه الحيوانات الشهر الماضي على قائمة الأصناف المهددة بالانقراض من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.
مشاركة :