طالبت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل أمس الجمعة بوضع نهاية للهجمات التي تشنها قوات الحكومة السورية وروسيا على مدينة حلب. وأضافت أن الاتحاد الأوروبي سيتخذ إجراءات ضدهما إذا ما استمرت الحملة «الوحشية». وأضافت مركل: «نطالب بنهاية لهذه الهجمات. لم نقل أن بوسعنا فرض عقوبات على سورية وحسب بل أيضاً على كل المتحالفين مع سورية. هذا ينطبق على روسيا». أما رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي فقالت، أن على الاتحاد الأوروبي أن يدرس كل الخيارات للضغط على روسيا والرئيس السوري بشار الأسد لوقف الهجمات على حلب. وقالت خلال مؤتمر صحافي بعد أول مشاركة لها في قمة للاتحاد الأوروبي منذ توليها منصبها: «كنا واضحين للغاية في شأن دور روسيا وواضحين للغاية في شأن ضرورة أن يدلي الاتحاد الأوروبي بالتصريح الواضح الذي أدلى به و... إذا استمرت الفظائع أن يدرس كل الخيارات وهذا بالضبط ما سنقوم به». وجاءت تصريحات مركل وماي في وقت عبّرت الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في قمة عقدتها الخميس والجمعة في بروكسيل عن «إدانتها الحازمة» مشاركة روسيا في الهجوم على حلب إلى جانب الحكومة السورية، لكنها تجنبت الإشارة الى عقوبات ممكنة تثير تحفظات لدى ايطاليا على وجه الخصوص. ولم يعد النص الذي أقره قادة الاتحاد ونشر ليلة الخميس - الجمعة، يتضمن أي إشارة للجوء ممكن إلى «تدابير تقييدية (عقوبات) إضافية» تستهدف «داعمين» لنظام دمشق، كما كان وارداً في مسودة اتفاق اطلعت عليها وكالة «فرانس برس» صباح الخميس. وورد في النص الجديد أن «الاتحاد الأوروبي يدرس كل الخيارات المتوافرة اذا تواصلت الفظائع». وتطلب الدول الـ28 في النص أيضاً «وقفاً فورياً للأعمال القتالية» في حلب، كما قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك. كما يطلب أن تتمكن فرق الإنقاذ من الوصول «بلا عراقيل» الى المدنيين في كل أنحاء البلاد. وقال النص النهائي أنه «ينبغي بذل كل الجهود لتمديد وقف إطلاق النار، وتقديم المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين وتهيئة الظروف لاستئناف المفاوضات حول عملية انتقال سياسي في سورية». واعترف رئيس الحكومة الايطالي ماتيو رينزي ضمناً بأنه لا يؤيد أي إشارة واضحة الى عقوبات يمكن أن تستهدف روسيا. وقال رينزي بعد القمة: «أعتقد أن لا معنى لإدراج إشارة الى عقوبات هنا، وأعتقد انه الموقف الذي وافق عليه وزراء الخارجية الإثنين» خلال اجتماع في لوكسمبورغ. وتابع أن من الضروري «ممارسة كل الضغوط الممكنة للتوصل الى اتفاق في سورية». وكانت مركل قالت في تصريح سابق: «أعتقد أن هناك توافقاً واسعاً إلى حد ما في ما يتعلق بالخيارات الاستراتيجية إزاء روسيا». وأوضحت: «أدركنا أنه يجب أن يكون هناك حل مشترك، أن تكون هناك حلول وسط في ما بيننا (...) هذه الرغبة في التوصل الى صوت موحد شكلت أولوية». وكانت مركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند هددا بفرض عقوبات على موسكو بعد اجتماع ساده التوتر في برلين مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. لكنّ عدداً من القادة عبروا عن تحفظات عند وصولهم الى بروكسيل لحضور القمة. وقال رئيس وزراء لوكسمبورغ كزافييه بيتيل أن «ما يحدث في حلب غير مقبول وأدين بأشد عبارات الحزم. لكن هل العقوبات هي موضوع النقاش الجيد اليوم؟ إنه أمر مدان ويجب أن نرى بأي طريقة». أما نظيره السويدي ستيفان لوفن، فقد قال أن العقوبات «خيار» لا يلقى إجماعاً في الاتحاد.
مشاركة :