أكد سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري مستشار بالديوان الأميري مرشح دولة قطر مديرا عاما لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" ضرورة أن يُساهم التّعليم الجامعي في بناء العقل النقدي الذي يسمح لخرّيجيه بأن يمحّصوا بوسائلهم الشخصية بين الغثّ والسمين وألاّ يكونوا ضحايا "التفكير بالوكالة" الذي ينتشر في صفوف المتطرّفين. ودعا سعادته خلال كلمته التي ألقاها أمام اجتماع "اتّحاد الجامعات المتوسطية" في العاصمة الايطالية روما بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخامسة والعشرين لإنشاء الاتحاد، إلى أن يساهم رجال العلم والأكاديميون في وضع السياسات التّعليميّة والارتقاء بموادّ التّعليم القيمي الذي يمنع ولادة التّطرّف ، حيثُ إنّ عددًا من قادة التّطرّف في العالم هم من خرّيجي أهمّ وأكبر الجامعات في مجالات حيويّة ، لافتا إلى أن ذلك يعود إلى غياب زرع القيم ، وتغلّب التّلقين على الفكر النقدي، وهو ما يستدعي إصلاحا للمناهج من خلال تحديثها والتركيز على القيم المشتركة من تسامح ورفض للتعصّب واحترام الآخر. وأوضح أنّ "اليونسكو" تواجه تحديات عالميّة كثيرة تعكس ضرورة بثّ دم جديد في عروقها كي تتصدّى لهذه التحديات ، مشيرا إلى أنّ الأيادي الآثمة التي دمّرت صروحا من تراث الإنسانيّة في العراق وسوريا وليبيا وأفغانستان وتومبكتو هي نتاج منظومة تعليميّة فشلت في إنتاج عقول خيّرة ومواطنين صالحين، مؤكدا أنّ التّعليم هو خير وسيلة للتّصدّي لهذا النّزوع الإجرامي، وهذه هي مهمّة الجامعة بقدر ما هي مهمّة المدرسة والمعهد. وأضاف الدكتور الكواري أنه "من حقّ الجامعيين اليوم أن يكونوا أقرب إلى اليونسكو من ذي قبل، ليعبّروا عن مشاغلهم التي تهمّ الإنسانيّة ويقدّموا البدائل للمشاكل التي يمرّ بها العالم فليس أقدر منهم على تقدير خطورة المرحلة وعلى صياغة المشاريع، فقد كانت الجامعة وما تزال المختبر الحقيقي للأفكار وموطن نموّ العقل ومصدر كلّ إبداع جديد". وأشار سعادة الدكتور الكواري خلال كلمته إلى دور اتحاد الجامعات المتوسطية ومبادراته الإقليمية التي تدرس احتياجات خرّيجي الجامعات وتسعى لتلبية طموحاتهم وفق متطلبات العصر وتوجهات سوق العمل العالمية ، مثمنا نتائج المؤتمر الذي نظّمه الاتحاد حول تشغيل خريجي الجامعات في قطاع الصناعات الإبداعية ، لافتا إلى أهمية هذا القطاع والذي تحدث عنه في كتابه "المجلس العالمي"، وكذلك إشرافه على عدة مؤتمرات عالمية للفت الأنظار إلى أهمية الصناعات الإبداعية عندما كان رئيسا لمنظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد). وأكد سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري مستشار بالديوان الأميري مرشح دولة قطر مديرا عاما لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، في كلمته أمام اتحاد الجامعات المتوسطية، على دور اليونسكو في الجانب التعليمي، مشيرا إلى وجود مساهمات دول عديدة في العالم لدعم مشاريع اليونسكو الثقافية والعلمية والبحثية، "ولكن اليونسكو لم تستطع بمفردها أن تواجه متطلّبات المشاريع التعليميّة الضّخمة في العالم، ولم تتمكّن من ترسيخ مشروعاتها بسبب الأزمة الماليّة الخانقة التي تمرّ بها". وأوضح أن الأزمة المالية التي تتعرض لها المنظمة تحتاج إلى إبداع في الطّرح للتّعامل معها، لافتا في الوقت نفسه الى أنّ دولا عديدة خليجيّة وعربيّة وأوروبية وآسيويّة وغيرها قدّمت دعما هائلا لليونسكو خلال مسيرتها النّاجحة رغم ما اعتراها من صعوبات حفظت مكانة اليونسكو ومكنتها من تحقيق جزء من أهدافها منذ إنشائها. ورأى الدكتور الكواري أن اليونسكو بحاجة إلى انطلاقة جديدة تتّسم بالإبداع في المقاربة وتمكّنها من التّعامل مع التّطوّرات التي تعيق أداء عملها على الوجه المطلوب ، وأن يتمّ التعريف بها وتقديم أهدافها من جديد وعندما يدرك المجتمع الدّولي حاجته إليها في زرع السّلام في العقول أكثر من أيّ وقت مضى فإنّه سيتجاوب معها وسيوفّر لها الوسائل الكفيلة بأداء مهمّتها على أفضل وجه. وأضاف أن هذا الطّرح المجدّد يشمل كلّ العناصر الفاعلة في تغيير المجتمعات نحو الأفضل وفي إرساء السّلام في العالم، الأمر الذي سيعمل على إيجاد البدائل الماليّة التي قدمها المرشح القطري ضمن خطته للنهوض باليونسكو في تحقيق ما يصبو إليه الجميع في مجال الثقافة والتّعليم الجامعي والبحث العلمي ليثري الثقافات والتفاهم ويدعم المجتمعات السلميّة ويحقق تغييرا في التّفكير بشأن التنمية البشريّة. ودعا مرشح دولة قطر لليونسكو "اتحاد الجامعات المتوسطية" والمنظمات الإقليمية المماثلة إلى التفكير في مشاريع جامعية وعلمية وبحثية وعرضها للتمويل المشترك من قبل اليونسكو مع كبريات الشركات العالمية والمؤسسات الاقتصادية ومنظمات المجتمع المدني الخيرية التي ترغب في تمويلها من أجل أهدافها النبيلة في خدمة الإنسان أينما كان ، واعدا بانطلاقة جديدة لقضايا التّعليم العالي والبحث العلمي ومخرجاته في العالم بالتعاون مع اليونسكو، ومشددا على أنّ مشروع بناء تعليم قيمي يؤدّي إلى السّلم العالمي هو معركة جماعيّة تحتاج جميع الجهود. جدير بالذكر أن اجتماع "اتّحاد الجامعات المتوسطية" في روما، حضره سعادة السيد عبدالعزيز بن أحمد المالكي الجهني سفير دولة قطر لدى الجمهورية الإيطالية، ورئيس اتحاد الجامعات المتوسطية ورؤساء وممثلون لأكثر من 80 جامعة من 20 دولة حول العالم. ;
مشاركة :