الأمم المتحدة في ورطة بسبب "المرأة المعجزة"

  • 10/23/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

اختيار الأمم المتحدة بأنه "مخيب للآمال"، مؤكدين أن "الأمم المتحدة لم تستطع العثور على إمرأة حقيقية لتكون بطلة حقوق جميع نساء العالم في المساواة الجنسية والنضال من أجل تمكينهن."سبب الاختيار تعود شخصية البطلة الخارقة الخيالية للقصة إلى الحياة باقتراب عرض الفيلم الجديد "المرأة المعجزة" تقوم بطولته الممثلة الإسرائيلية غال غادوت التي ظهرت في احتفال الأمم المتحدة بهذه المناسبة مع الفنانة ليندا كارتر التي جسدت شخصية بنفس الاسم في مسلسل أمريكي عُرض في السبعينيات من القرن العشرين. Image copyright APGETTYWARNER BROS Image caption احتج المعارضون لاختيار الأمم المتحدة على الشخصية لكونها إمرأة يتعرى جزء كبير من جسدها والمرأة المعجزة هي أميرة من منطقة الأمازون نسجها من خياله الكاتب وعالم النفس المعروف ويليام مولتون مارستون عام 1941، مستوحيا الشخصية من زعماء أسسوا حركة المطالبة بمنح المرأة حق التصويت، التي يعتبرها البعض أيقونة نسائية. وقال ماهر نصار، المسؤول بالأمم المتحدة: "كان التركيز على خلفيتها الأنثوية، لأنها المرة الأولى التي تكون فيها شخصية البطل الخارق إمرأة، خاصة وأنها كانت تحارب دائما من أجل تحقيق النزاهة، والعدالة، والسلام." وقالت المنظمة إن اختيار الشخصية قصد به "التركيز على ما يمكن أن تحققه المرأة حال تمكينها." وأضافت أنه من الضروري "لتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات" كان من بين ما استهدفته من هذا الاختيار، وفقا لبيان نشرته على موقع الأمم المتحدة لأهداف التنمية المستدامة.من أين جاء رد الفعل؟ ويبدو أن اختيار السفير الشرفي كان غير موفق على الإطلاق، إذ تزامن مع اختيار رئيس الوزراء البرتغالي السابق أنطونيو غوتيريز لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة وسط مطالبات للمنظمة الدولية باختيار إمرأة لهذا المنصب للمرة الأولى في تاريخ المنظمة. وقال تحليل حديث إن تسعة من كل عشرة مناصب في الأمم المتحدة يتولاها رجال. وكان من بين المرشحات لمنصب أمين عام المنظمة رئيسة وزراء نيوزلندا السابقة، والمدير العام لمنظمة يونسكو الثقافية، ونائبة رئيس وزراء جزر الملديف، وإحدى كبار المسؤولات الحكوميات في الاتحاد الأوروبي. Image copyright GETTY IMAGES Image caption رأت ناشطات في مجال حقوق المرأة أنه لابد من اختيار شخصية حقيقية لتكون سفيرة شرفية لتمكين النساء والفتيات حول العالم وجاء في الالتماس أنه "من المثير للقلق أن تختار الأمم المتحدة شخصية عارية ومثيرة جنسيا في الوقت الذي تحتل فيه عناوين الأخبار في الولايات المتحدة والعالم ضرورة مقاومة معاملة المرأة كشيء." ونظم مئة من طاقم العمل في الأمم المتحدة احتجاجا ضد اختيار الأمم المتحدة هذه الشخصية، وذلك في مقر المنظمة، حيث حملوا لافتات مدون عليها عبارات مثل "أنا لست دمية"، و"نريد شخصية حقيقية".كيف استجاب آخرون؟ وكان هناك جبهة معارضة أخرى على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل ناشطات حقوق المرأة حول العالم اللاتي طالبن باختيار شخصية حقيقية بدلا من الشخصية الخيالية التي اختارتها الأمم المتحدة، وهي شخصية "المرأة المعجزة". وقالت سيغولين رويال، السياسية البارزة في فرنسا، إن "وانغاري ماثاي الحاصلة على جائزة نوبل للسلام كان من الممكن أن تكون اختيارا موفقا." وقالت أنا ماري غوتيز، أستاذة الشؤون الدولية بجامعة نيويورك والمستشارة السابقة للسلام والأمن في منظمة الأمم المتحدة للمرأة، إن القرار كان "مثيرا للاشمئزاز". وقالت أيقونة نشطاء حقوق المرأة غلوريا ستاينم إن الاختيار "ركز على الرمزية، لكننا نبحث عن نساء لديهن قوة حقيقية على الأرض." وأضافت أنها تتطلع إلى وصول امرأة إلى منصب الأمين العام للأمم المتحدة. Image caption تظاهر مئة موظف في مقر الأمم المتحدة على اختيار شخصية "المرأة المعجزة" كشخصية العام النسائية الشرفية هل كان الاختيار ملائما؟ قال مراقبون إن اختيار الأمم المتحدة للشخصية النسائية لهذا العام ملائم، خاصة في وقت تحتل فيه قضية المساواة بين الجنسين صدارة القضايا الدولية. وقالت دايان نيلسون، المديرة التنفيذية لدي سي إنترتاينمنت، لبي بي سي إنها "تعبر عن أشياء لا زال الناس يهتمون بها وسوف يستمرون في الاهتمام بها إلى حدٍ كبيرٍ، لذا ستظل موجودة دائما ولن تغيب." وأضافت أن "قدرتها على أن العمل باستقلالية ومع الآخرين بنفس القوة ونفس مستوى القدرات مثلها مثل أبطال خارقين من الرجال، أعتقد أنها شهادة ترجح كفة هذه الشخصية، علاوة على وجود علاقة قوية بين ما سبق وبين اختيار الأمم المتحدة لها لدعم فكرة المساواة بين الجنسين." وقال ستيفن دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في وقت سابق من هذا الأسبوع إنه "من أجل الوصول إلى الشباب، ومن أجل الوصول إلى الجماهير خارج هذا المبنى، نحتاج إلى أن نكون مبدعين ونحتاج أيضا إلى أن يكون شركاء مبدعين." لكن سؤالا يفرض نفسه عن مدى انطباق هذه التصريحات على الواقع: "هل يمكن لبطل خارق يتجاوز عمره عمر الأمم المتحدة نفسها أن يصل إلى الشباب؟" وخاضت "المرأة المعجزة" الانتخابات الرئاسية في كتاب كوميدي لمارستون عام 1943، كما ظهرت في قصة نشرتها مجلة ميس التي أسستها ميس ستاينم عان 1972. لكن هذه الشخصية سقطت من ذاكرة الجماهير في المرتين بعدما اخترقت هيلاري كلينتون السقف الزجاجي لتصبح أول سيدة تقود حزب سياسي رئيسي في الولايات المتحدة إلى انتخابات الرئاسة، وهو ما يجبر المرأة المعجزة على التراجع أمام هذا الإنجاز.

مشاركة :