مع نهاية الجولة الرابعة من «دوري فيفا» لكرة القدم، ما زال ما يعرف بـ «فرسان المراهنة» على لقب البطولة يقدمون مستويات دون المتوقع منهم حتى وان حققوا الانتصارات في اغلب المباريات التي خاضوها. وعلى عكس المواسم الماضية التي أقيمت بنظام «الدمج الصرف» حيث لا صعود ولا هبوط، لم تعد مواجهة احد فرق الصدارة لمنافس «متوسط» مهمة سهلة وفرصة لتحقيق فوز كبير واستعراضي على صعيد العرض والأهداف. هذا الموسم يبدو مختلفاً، ومن شاهد مباريات الجولات الأربع الاولى من المسابقة يلمس بأن ثمّة صعوبات تواجه المنافسين التقليديين على اللقب عندما يواجهون فرقاً تطمح لايجاد موطئ قدم لها في «دوري الأضواء» في الموسم المقبل. هذا الحافز الذي كان مفقوداً في المواسم السابقة ساهم في رفع «همّة» الاندية الطامحة وليس بالضرورة بالارتقاء بمستوياتها الفنية، وبمعنى أوضح الحماس الذي كانت هذه الأندية تفتقده في الماضي القريب استعادته بقوة هذا الموسم وبات سلاحها الأول في مواجهة «حيتان» الصدارة. حماس وشيء من الانضباط كانا كفيلين في الجولات الماضية في أن يسببا المشاكل لأندية القمة التي بدورها لم تقدم مستويات مقنعة حتى الآن، وهذا الامر لا يستثنى منه أحد. فالقادسية حامل اللقب والمتصدر، وان حقق ثلاثة انتصارات وتعادلاً واحداً في المباريات الأربع، فإنه لا يزال بعيداً عن مستواه المعروف وافتقد هذا الموسم الكثير من مميزاته أهمها القدرة على تدوير الكرة وخنق المنافس في وسط ملعبه من خلال استحواذ شبه كامل. ورغم ان «الأصفر» واجه خصماً «فتيّاً» ووافداً جديداً على المسابقة، الا ان عامل الخبرة هو ما حسم المواجهة مع برقان بخمسة أهداف جاء اغلبها في أواخر اللقاء. «الكويت» وصيف الموسم الماضي والمنافس الدائم على اللقب في العقد ونصف الماضيين، واجه هو الآخر صعوبات في مواجهة خيطان، والتي حسمها بهدف وحيد جاء بقدم المدافع فهد الهاجري، في وقت عجز فيه المهاجمون عن التسجيل الامر الذي وضع الفريق في موقف مقلق حتى صافرة النهاية. أما السالمية، فحقق فوزاً هو الأول له منذ الجولة الافتتاحية على التضامن المندفع. ولم يكن «السماوي» استثناء، فقدم لقاء باهتاً كان أفضل ما فيه خروجه بالنقاط الثلاث التي أنهت تعثره بهزيمة وتعادل في الجولتين الثانية والثالثة، والأمر ينسحب على كاظمة الذي حقق فوزين صعبين على الجهراء والنصر قبل ان يُجبر على التعادل مع الشباب سلبياً. آخر أطراف المنافسة التقليدية على الدوري، ونتحدث هنا عن البطولة بكامل تاريخها لا عن الأعوام الأخيرة، هو العربي، الذي على عكس الموسمين الماضيين، سجل بداية سيئة على صعيد العروض والنتائج. ورغم ان «الأخضر» لم يتكبّد اي هزيمة حتى الآن، الا انه في المقابل، لم يحقق الفوز في ثلاث مباريات متتالية اي أن ما جناه من التعادلات الثلاث كان يمكن ان يحصل عليه لو أنه خسر مباراتين وفاز في مثلهما. واذا كان من كلمة اشادة، فيستحقها فريق الساحل الذي يمضي بخطوات ثابتة نحو أحد مقاعد الدوري الممتاز في الموسم المقبل، فيما البقية تقدم مستويات ونتائج متذبذبة صعوداً ونزولاً بين جولة وأخرى. رجل الجولة | كتب حسن موسى | سحب مدرب الصليبخات أحمد عبدالكريم، البساط من «زملاء المهنة» في الجولة الرابعة، واستحق لقب «رجل الجولة». عبدالكريم لم يخطف نقطة من فم العربي فحسب، بل تسبب في تفجير أزمة داخل أروقة «القلعة الخضراء»، إذ «أحرج» فريقاً مدججاً بلاعبين محترفين ومخضرمين وواعدين، ونجح في ان يكون نداً له خلال الدقائق التسعين، لا بل كان قريباً جداً من خطف النقاط الثلاث، وهو ما جعل عدداً من الجماهير العرباوية «تثور» على وضع الفريق، كردة فعل عفوية على الأداء الباهت. عبدالكريم، لاعب الجهراء الذي ساهم معه في التتويج بلقبه الوحيد في الدوري عام 1990، اكتسب خبرة لا بأس بها في عالم التدريب، إذ عمل مساعداً للبرازيلي جاسينير سيلفا في فريق أبناء «القصر الأحمر» قبل سنوات، كما قاد فريقي الشباب والرديف في النادي. وفي الموسم الحالي، تمت الاستعانة به ليقود الصليبخات، وهو قادر على صنع الفارق، معتمداً في المقام الأول على العامل النفسي الذي وظفه بطريقة إيجابية في المواجهات الأربع الماضية، فلم يكن صيداً سهلاً أمام «الكويت» وخسر 1-2 في الوقت بدلاً من الضائع، ثم تغلب على خيطان 2-1، قبل أن يتعادل مع الساحل والعربي صفر-صفر و1-1 على التوالي. الجدير بالذكر أن عبدالكريم يقود فريقاً لا يملك ملعباً للتدريب بسبب انشغال النادي في بناء ملعب جديد، واضطر إلى «التدريب المتنقل» منذ يوليو الماضي، بين ملعبي الصم والبكم في الصليبخات واتحاد اللعبة في العديلية. zoom تفاوت اداء الحكام في ادارة مباريات الجولة الرابعة، وظهر اكثر من حكم بشكل مميز وتحديدا ضيف الله الفضلي (العربي مع الصليبخات)، علي طالب (السالمية مع التضامن)، عبدالله جمالي (الكويت مع خيطان) وهاشم الرفاعي (الساحل مع اليرموك)، علماً ان الأخير كان يقود اول مباراة له بعد انقطاع 6 سنوات. في المقابل، تعرض الحكم محمد جواد، الذي ادار مباراة الجهراء والفحيحيل، للانتقاد بشدة، على خلفية بعض القرارات الخاطئة، فقد احتسب ركلة جزاء غير صحيحة للفحيحيل، وركلة حرة مباشرة للجهراء، رغم ان الخطأ كان داخل منطقة الجزاء. بدوره، لم يحتسب الحكم علي فؤاد ركلة جزاء للقادسية امام برقان، فيما احتج لاعبو الشباب وكاظمة كثيراً على قرارات الحكم عبدالله الكندري. ملاحظة بات تأخر انطلاق المباريات أمراً مألوفاً، ولم تخلُ جولة من الجولات الأربع من عدم الالتزام بمواعيد ضربة البداية. في الجولات الثلاث الماضية، كانت ركلة البداية تتأخر خمس دقائق، بيد أن هذه «الموضة» زادت عن حدها في مباراة القادسية والتضامن على استاد جابر حيث تأخرت صافرة انطلاق اللقاء 15 دقيقة. وقد يكون قرار اللجنة الموقتة القاضي بإعفاء الأندية من الغرامات المالية في الموسم الحالي، سبباً في ظهور هذه «الحالة الشاذة»، لذا يتوجب عليها اعادة النظر بالقرار، لا سيما وان الاتحادين الدولي والآسيوي للعبة، يشددان على ضرورة الالتزام بمواعيد ركلة البداية، فهي تعني «الانضباط والاحترام»، وهو ما يحذر «الفيفا» من عدم تطبيقه. بالأرقام 13 هو عدد الأهداف التي سجلت في الجولة الرابعة، بمعدل 1.85 هدف في المباراة الواحدة. 3 هو عدد الأهداف التي سجلها مهاجم السالمية نايف زويد منذ انطلاق البطولة، ويتصدر بها ترتيب الهدافين. 1 هو عدد حالات الطرد في الجولة، وكانت من نصيب ناصر خالد (اليرموك) في المباراة مع الساحل. 1 هو عدد ركلات الجزاء المهدرة، اخفق في تسجيلها عبدالله ماوي (الفحيحيل) امام الجهراء. 0 هو عدد ركلات الجزاء المسجلة.
مشاركة :