وشم \ محمد مهاوش الظفيري

  • 10/23/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

2016/10/20 يقول العباس بن الأحنف في محبوبته وأميرته: أميرتي، لا تغفري ذنبي فإن ذنبي شدّة الحب ِّ حدّثت قلبي دائماً عنكمُ حتى قد استحييت من قلبي لقد اشتهر هذا الشاعر العباسي الذي كان ممن لازم هارون الرشيد بعذوبة الشعر ورقة المعاني وحلاوة الكلام، وقد وصفه الشاعر البحتري بأنه «أغزل الشعراء»، لِمَا امتاز به من الأشعار الغزلية، حيث لم يتكسب بشعره، إذ لم يمدح أو يهجو أو يفتخر كعادة الشعراء في الأزمان السالفة، وقد شهد له علماء كبار بهذا التفرد كالجاحظ والمبرّد. اختلفت الآراء حول حقيقة هذه الحبيبة التي أسماها بعديد من قصائده باسم «فوز» فهل هي أميرة عباسية أم امرأة من سائر مجتمع الناس؟ وهل هي حرّة أم جارية؟ وهناك من يقول بأنها الأميرة عُليّة بنت المهدي أخت هارون الرشيد، وربما هذا الشيء أو شيء آخر هو ما دعا الشاعر للترميز باسم «فوز» عن هذه الأميرة المحبوبة. ومهما يكن حال السؤال، أو تكون شكل الإجابة، فإن الشاعر يوضح في هذين البيتين لأميرته بأن لا تغتفر له ذنبه، لأن هذا الذنب جاء به الحب الذي ملك على الشاعر مجامع قلبه وأطراف مشاعره، لهذا فقد استحى من قلبه لكثرة ما كان يحدث عنها نفسه في حلّه وترحاله، وفي سكناته وهدوئه.

مشاركة :