اهتمت صحيفة فيننشيال تايمز البريطانية بشن تركيا غارات جوية على ميليشيات كردية مدعومة أميركياً في شمال سوريا، وقالت إنها تأتي في إطار استراتيجية تركيا والرئيس أردوغان لإبقاء الشمال السوري بعيدا عن هيمنة نفوذ الأكراد ذوي المساعي الانفصالية. وأضافت الصحيفة أن الغارات الجوية التي بلغ عددها 26 ضد ما يسمى بوحدات الحماية الشعبية التي تتلقى دعما من أميركا في شمال محافظة حلب يمكن أن يكون لها تداعيات على علاقة أنقرة بواشنطن، خاصة أن الغارات استهدفت ملاجئ للمسلحين ومستودعات ذخيرة وعربات مدرعة. وأضافت فيننشيال تايمز أن هذه هي المرة الأولى التي تؤكد فيها أنقرة شن غارات داخل سوريا منذ نوفمبر 2015 عندما أسقط سلاح الجوي التركي طائرة روسية على الحدود، ما سبب شرخا دبلوماسيا بين البلدين. وكانت تركيا قد حثت حليفها الأميركي على استعمال قوات المعارضة السورية التي دربتها تركيا من أجل شن عمليات داخل سوريا، لكن هؤلاء المسلحين أثبتوا عجزهم عن التقدم في الأرض دون إسناد من الجيش التركي. ولفتت الصحيفة إلى أن تركيا تدعم المعارضة السورية للإطاحة بنظام بشار الأسد منذ خمس سنوات، لكنها تخشى من أن يقيم أكراد سوريا دولة انفصالية على أراضيهم بشكل يعزز طموح أكراد تركيا أنفسهم. وأتت هذه الغارات في وقت انتقد فيه الرئيس أردوغان استخدام ميليشيات شيعية وكردية في العراق ضمن عملية تحرير الموصل من تنظيم الدولة، بدلا من طلب حكومة العراق وأميركا الدعم من تركيا، التي تتمركز قوات لها داخل العراق منذ أكثر من عام. وتعتبر تركيا وحدات الحماية الشعبية حليفا لحزب العمال الكردستاني الإرهابي الذي ينشط داخل تركيا، وهو ما دفع أنقرة للتدخل بسوريا لوقف توسع الأكراد، في عملية لم ترض الجانب الأميركي.;