أثبتت دراسة أن القردة قديما كان بإمكانها صنع أدوات تشبه تلك التي يصنعها الإنسان، وهو ما يلقي مزيدا من الضوء على قدراتها ومهاراتها. وذكر تقرير نشرته صحيفة تليجراف أن "علماء الآثار اكتشفوا أن القردة تنتج أدوات حجرية، كان يعتقد سابقا أنها من صنع الإنسان". وأضاف أن "الباحثين لاحظوا خلال الدراسة مجموعة من القردة التابعة لفصيلة الكبوشاوات في البرازيل، وهي تطرق الحجارة، كي تستخرج منها المعادن، مما تسبب في تطاير كسور وقطع كبيرة". وأوضح التقرير أن "علماء الآثار كانوا يعتقدون سابقا أن هذه الكسور المتطايرة من صنع البشر، وأنها نتاج لعملية يطلق عليها تشذيب الحجارة، يتم فيها طرق حجر كبير بأخرى صغيرة، لصنع أدوات حجرية حادة، يمكن استخدامها كالأسهم، أو الرماح أو السكاكين". وأبان أن "العلماء كانوا يعتقدون سابقا أن هذه الأدوات تمثل نقطة تحول في تطور الإنسان، لأنها أظهرت مستوى من التخطيط، والإدراك، والصناعة اليدوية، التي لا يمكن للحيوانات تحقيقها". أظهرت الدراسة الجديدة أن بالإمكان صُنع هذه الأدوات دون أي تبصر وفطنة، وأنه يمكن صنعها عن طريق الخطأ. قام فريق من كلية لندن الجامعية، وجامعة ساوباولو بدراسة القردة في متنزه "هسيرادا كابيفارا" الوطني بالبرازيل. وتمت ملاحظة القردة من فصيلة "الكبوشاوات"، وهي تقوم بعملية "طرق حجر بحجر آخر"، وجمع الباحثون حوالي 111 من الأجزاء المحطمة بعد رحيل القردة. واعتقد الباحثون أن القردة كانت تطرق الحجارة بهدف استخراج بودرة السيليكون، أو لإزالة الأشنة لأغراض طبية.
مشاركة :