(المواطن رجل الأمن الأول).. هذا الذي علِمنا أيها الراحل الكبير الأمير نايف بن عبدالعزيز «يرحمه الله»، وهي الروح الدافعة التي حوَّلت وزارة الداخلية من وزارة همُّها الأول رعاية الأمن الوطني إلى مؤسسة وطنية ترعى، إلى جانب الأمن، التعليم والصحة، وتُطلِق المبادرات الاستثمارية الناجحة، مثل شركة العلم، والأهم أن هذه الروح الدافعة هي التي جعلت المواطن يكون قائد المبادرة لمحاربة الإرهاب ودحضه. وفاءً للراحل الكبير، وللدور المتميِّز الذي قدَّمه لمسيرة الأمن في بلادنا، نتمنى أن تتبنى وزارة الداخلية وضع هذه الكلمات الأربع الثرية بالدلالة؛ لتكون مصاحبة لجميع خدماتها الرقمية وتطبيقاتها العديدة التي يتعامل معها الناس، إنها أكبر من شعار أو هوية. ضروري أن يجدها كل مواطن يتعامل يوميًّا مع خدمات الوزارة حاضرة لتذكِّره بدوره الهام لصيانة الجبهة الداخلية، وبالذات في هذه السنوات التي تواجهنا فيها تحديات عديدة خطيرة. هذه الأيام، وفي الحقبة القادمة، أمن المعلومات أصبح يوازي أهمية التهديدات الأمنية التقليدية، فالتأكيد المستمر على الدور الأمني للمواطن نحتاجه أيضًا في سلامة استخدام الخدمات الإلكترونية، والتعامل مع البيئة الرقمية يحتاج المواطن الواعي المدرك لخطورة أمن المعلومات، وضرورة الحفاظ عليها، وكفاءة التعامل معها. نحتاج من وزارة الداخلية أن تنقل جهدها إلى رفع مستوى الإدراك الوطني لاستيعاب تحديات أمن المعلومات، وارتباطه بالأمن الوطني. أغلب الناس غير مدركين أن حرب المعلومات والحرب النفسية واغتيال الشخصية الوطنية للدول والشعوب دخلت الآن بقوة في إدارة الصراع الدولي، وآثارها المدمّرة سريعة وفعَّالة وغير مكلِّفة. نحتاج كل المنبهات الوطنية التي تجعل الناس يبدؤون تشكّل الوعي الجديد بالمهمة الأمنية الجديدة للمواطن. الآن يتبدل التصوُّر التقليدي الذي يحصر الخطر على الأمن من اللصوص والمجرمين والإرهابيين. نحن في الانطلاقة الأولى لحقبة التجسس على المعلومات، هناك سرقة للمعلومات الشخصية لأغراض التسويق والدعاية، هناك البرامج التي تتبع المتصفحين لمعرفة سلوكهم في الشراء والبيع وفي أمور كثيرة. لإخواننا في الداخلية، نقول: اجعلوا وصية الأمير نايف، يرحمه الله، حاضرة، نراها كل لحظة نتعامل فيها مع خدماتكم الواسعة.. وهذا أقل الوفاء للراحل الكبير.
مشاركة :