عناصر الشرطة في المكسيك يتدربون على يد ابطال في المصارعة الحرة

  • 10/23/2016
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

مكسيكو (أ ف ب) - تلجأ الشرطة في المكسيك لخدمات ابطال في المصارعة الحرة، اللعبة ذات الشعبية الكبيرة في هذا البلد، لتدريب عناصرها على مهارات تفيدهم في الامساك بالمطلوبين من دون استخدام السلاح. يقف المصارع دراغون روخو امام 190 شرطيا في مركز للشرطة في حي ايستابالاغا احد اخطر احياء العاصمة مكسيكو، ويبدأ حصة التدريب برفع معنويات متدربيه صائحا "كيف حالكم؟" فيجيبونه بصوت واحد "على ما يرام". بعد ذلك تبدأ التدريبات الرياضية على وقع صوت الصافرة المنتظم، ويحاول المتدربون، رجالا ونساء، ان يجاروا مدربهم وهم يتصببون عرقا، لكن البعض منهم لا يجدون بدا من التوقف والتقاط الانفاس. ويقول احد المتدربين ويدعى خويل غارسيا لمراسل وكالة فرانس برس "نذهب عادة في دوريات، لكننا نشعر ان جسمنا مصاب بالصدأ، مع هذه التمارين بدأنا نشعر بالنشاط وصرنا نجري، ونشعر اننا اكثر خفة وحالنا افضل". ويروي انه حاول ان يوقف مشتبها به قبل ان يخضع لهذه التمارين، لكنه افلت منه اذ جرى بسرعة. وهو بات يقبل على هذه التمارين بحماسة كبيرة، حتى انه جاء الى هذه الحصة بعد 24 ساعة متواصلة من العمل، لكنه لم يستطع ان يخلد الى الراحة ويفوت التدريب مع المصارع، وهو الذي كان شديد الاعجاب بالمصارعين في طفولته. - تحسين صورة الشرطي - مصارع آخر، بولفورا، يقدم خدماته للشرطة مرتين في الاسبوع، في حي ايستابالابا حيث ولد ونشأ. ويقول "لي الفخر في ان اساهم في تحسين صورة الشرطي المكسيكي المنطبعة في الاذهان على انه دائما بدين ويفتقر الى اللياقة". ويضيف "سنحاول تقديم مساهمة بسيطة في تغيير هذه الصورة". تعود فكرة تدريب عناصر الشرطة على فنون القتال الى الكابتن الفريدو الفاريس، الذي تولى قبل ثلاثة اشهر منصب منسق قسم الشرطة، والذي ازعجه ان يرى الكثير من عناصره في حالة من الخمول. وقد اقترح عليه رئيسه اثناء حديث بينهما حول هذه الظاهرة، اللجوء الى خدمات هذين المصارعين من ابناء الحي. وفيما يتدرب الشرطيون في البرازيل على الكابويرا، ونظراؤهم في الصين على الكونغ فو، وفي اليابان على الكاراتيه، من الطبيعي ان يتدرب المكسيكيون على المصارعة، اللعبة ذات الشعبية الواسعة في هذا البلد، بحسب الفاريس. لا تملك الشرطة المكسيكية المقدرات المالية لدفع اجرة مصارعين مدربين، لذا قدم المصارعان دراغون وبولفورا خدماتهما مجانا، ودربا حتى الآن 380 عنصرا. - انحسار استخدام القوة - والهدف من هذه التدريبات تمكين عناصر الشرطة من السيطرة على المشتبه فيهم من دون استخدام السلاح، وقد انحسر بالفعل استخدام القوة في الآونة الاخيرة. ويقول دراغون "لم يعد ممكنا للشرطي اليوم ان يستخدم الهراوة ولا الغاز، سلاحه الوحيد اليوم هو جسمه، لذا عليه ان يكتسب المهارات" القتالية اللازمة. ويعرض المدرب كيف يمكن السيطرة على مشتبه فيه وتثبيته في الارض، ثم يحاول المتدربون ان يفعلوا مثله. وتقول الشرطية اليخاندار الفاريس البالغة من العمر 27 عاما "نحن الآن افضل بكثير ولدينا لياقة اعلى" بفضل هذه التدريبات. ولا يبدو ان هذه التدريبات ضرب من الترف في حي ايستابالابا، الذي يبلغ عدد سكانه مليوني نسمة، والذي سجلت فيه 150 جريمة قتل منذ مطلع السنة الحالية، بحسب الارقام الرسمية. ومن العوامل المساهمة على اقبال عناصر الشرطة بحماسة على التدريبات انهم "حين كانوا صغارا كانوا ينظرون الى المصارع على انه بطل، ونحن بهذا نخاطب الجانب الطفولي الذي ما زال في داخلهم، وهذا يفيدنا في جعلهم يتدربون اكثر"، بحسب دراغون.

مشاركة :