حينما تلقيت خطابا شخصيا من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل.. وزير التربية والتعليم تعليقا على مقالة سابقة لي تتحدث عن التعليم وآمالنا وطموحاتنا حوله.. سعدت كثيرا بهذا التجاوب الشخصي من سموه (غير المستغرب) وذلك لسببين: السبب الأول: إنها بادرة غير مسبوقة، فأنا ابن الوزارة ما يزيد عن ثلاثة عقود، ولم نعتد على أن يكون هنالك رد على ما يكتب إلا من العلاقات العامة والإعلام التربوي بالوزارة ــ هذا إذا حصل الرد ــ وغالبا الردود لا تعترف بالخطأ وإنما تبرره. السبب الثاني: أن سموه كشف لنا جانبا يهم كل إعلامي وهو أنه من نوعية المسؤول الذي يطلع على ما يكتبه الإعلام أو يقوله ويتعامل معه بجدية خلاف البعض الذين لايلقون بالا لما يكتب ولا يثير اهتمامهم أو ردة فعلهم.. ونظرا لما للإعلام من أهمية قصوى في إيصال الحقيقة وصوت المواطن إلى المسؤول ووضع اليد على مكامن الخلل أو التقصير, وقد أظهـر سموه الجانب الذي يحبه الإعلام من المسؤول وهو التفاعل مع ما يكتب وهذا مبشر بالخير ويعكس مدى حرص واهتمام سموه.. وهذا الذي تعودناه منه وعرفناه عنه. لاشك أن وزارة التربية والتعليم بما لها من أهمية قصوى باعتبارها (صانعة التغيير) إلى الأفضل وهي المعنية بأهم قطاع من قطاعات أي دولة (التعليم) تحتاج إلى مثل هذا الفكر وهذا النوع من القيادة.. وهنالك مؤشرات نشعر بها نحن كتربويين ونتعامل معها (بحس تعليمي) بالرغم من قصر المدة التي قضاها سموه في الوزارة.. هذه المؤشرات تدل على أننا قادمون على مرحلة متطورة في المجال التعليمي بفضل الفكر التربوي والقيادي الذي يحظى به سموه الكريم خاصة بعد أن نال ثقة القائد (حفظه الله).. وحصد النجاحات في كل موقع ذهب إليه.. وترك خلفه بصمات في كل موقع غادره تركت أثرا طيبا في نفوس كل من تعامل معه.. شكرا لسموه.. ونحن على ثقة أن ــ القادم أجمل ــ وبالرغم من صعوبة المهمة.. ووعورة الطريق.. لكن أمام قوة الإرادة ينشطر المستحيل إلى نصفين.