عند السير على طريق المدينة المنورة الذي يربطها بمدينة تبوك مرورا بمحافظة خيبر، تشعر بأن الطريق موحش بعد ان تحول كثير من المسافرين إلى الطريق الآخر عبر قرية الميليلح. جولة «عكاظ» هدفت للكشف عن هذا الطريق والإشكاليات التي تواجه المسافرين لكثرة حوادثه المتكررة بسبب قطعان الإبل السائبة التي تعبره حتى أن أحدها كاد أن يصطدم بسيارتنا لولا لطف الله بنا، وعندها شعرنا بأن هناك خطرا ماثلا يتربص بمرتادي الطريق، خاصة أثناء السير ليلا، وقد لاحظنا ندرة السيارات التي كانت تمر فيه باستثناء سيارات أهالي القرى التي تقع عليه فأصبح طريقا موحشا وخاليا من المسافرين، وذلك بعد أن هجره كثير من السائقين واتجهوا إلى طريق شجوى - العلا الجديد. كما رصدنا خلال الرحلة العديد من الملاحظات على الطريق وتتمثل في عدم وجود محطات أو استراحات ولذلك كان لا بد من التزود بالوقود في محافظة العلا عند المغادرة إلى المدينة المنورة، فضلا عن خطورة المنحنيات وإزالة اللوحات الإرشادية في بعض مفارق الطريق، حتى أننا عند وصولنا إلى مفرق المدينة وجدنا ان اللوحة التي ترشد المسافرين إلى المدن قد تم تمت إزالتها فكان من الصعوبة بمكان تحديد الاتجاه الى المدينة المنورة مرورا بخيبر التي تبعد عنها بنحو (180) كم وهو خط مزدوج، ورغم الانتهاء من أجزاء كبيرة من الطريق، إلا أن التحويلات الكثيرة على الطريق تشكل خطورة على السائقين خاصة ان الطريق يمثل حلقة مهمة للكثير من سكان المحافظات والقرى والمعلمين والمعلمات الذين يعملون في المدارس التي تقع شمال المدينة المنورة، فيما يعد الطريق الخط الرئيسي الذي يربط المدينة المنورة بمدينة تبوك. توقفنا عند قرية الصلصلة التي تبعد عن المدينة المنورة بـ (160) كلم والتقينا الرشيدي أحد سكانها وسألناه عن وضع الطريق بعد ازدواج أجزاء كبيرة منه، فأجاب بأن الحوادث قد انخفضت بشكل كبير لكن الطريق ما زال يشكل خطرا على المسافرين في ظل وجود تحويلات على طول الطريق اضافة الى ان كثيرا من السائقين من أهالي القرى يعكسون الطريق للبحث عن مخرج الى المسار الآخر. غادرنا قرية الصلصلة لنصل الى قرية المليليح الأقرب للمدينة المنورة بمسافة (50) كم وهناك استمعنا لشكاوى الأهالي من التحويلات الموجودة على مسار الطريق والجمال والحمير السائبة التي تهدد حياة عابريه. يقول فالح الجهني: للأسف كثير من الحوادث وقعت على طريق تقاطع المليليح المدينة المنورة مما يتوجب على الجهات المعنية وضع حد لنزيف الدماء خاصة ان السائبة تنتشر على الطريق بشكل كبير، بل تعد أحد أهم الأسباب الرئيسية لوقوع الحوادث. «عكاظ» اتصلت على مدير عام ادارة الطرق والنقل في المدينة المنورة المهندس زهير كاتب للوقوف على حقيقة الأمر، فأوضح أن وزارة النقل قد أوكلت طريق المدينة المنورة العلا القديم لإحدى الشركات للقيام بأعمال الصيانة، حيث تم مؤخرا إنشاء جسور متعددة على الطريق لمنع تجمع المياه على الطريق حتى لا تتوقف حركة السير. وعن الجمال السائبة، قال إن هناك لوحات تحذيرية على الطريق وضعت في معابر الجمال. أما التحويلات فقد تم الانتهاء من أعمال ازدواج الطريق، فيما يتم حاليا تأهيل وإصلاح الطريق القديم من قبل شركات الصيانة وهناك لوحات إرشادية وضعت على طول الطريق لتحذير المسافرين، لافتا الى ان العمل جار على قدم وساق بطريق المدينة المنورة تبوك الدولي للانتهاء من المشروع الذي يعد نقلة نوعية وليصبح الطريق القديم طريقا محليا فقط.
مشاركة :