تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، يسدل الستار اليوم على منافسات مشروع تحدي القراءة العربي البالغة مجموع جوائزه 11 مليون درهم، والذي يمثل أكبر مشروع إقليمي عربي لتشجيع القراءة لدى الطلاب في العالم العربي وصولا لإبراز جيل جديد متفوق في مجال الاطلاع والقراءة وشغف المعرفة.وتختتم منافسات التحدي بتتويج بطل الدورة الأولى في حفل يعقد بعد ظهر اليوم في أوبرا دبي بحضور أكثر من 1200 شخصية من أصحاب السمو الشيوخ، والوزراء وكبار المسؤولين الحكوميين وأعيان البلاد، إلى جانب ممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى الدولة، والطلبة العشر الأوائل عن كل دولة عربية مشاركة بالتحدي، وذوي الطلبة الأوائل ومنسقي التحدي والمشرفين ومدراء المدارس المتميزة التي شاركت في التحدي وممثلي وسائل الإعلام المحلية والإقليمية. وسيقدم الحفل كل من الإعلامية بروين الحبيب مقدمة البرامج في تلفزيون دبي، والإعلامي مصطفى الأغا.وأعلنت اللجنة العليا المنظمة للتحدي عن اختتام التصفيات النهائية للتحدي يوم أمس بعد منافسة محتدمة تم خلالها تقييم 18 طالباً وطالبة هم أوائل الدول العربية المشاركة في الدورة الأولى من التحدي، وامتدت المنافسات على مدار يومي أمس وأمس الأول بإشراف فريق التحدي ولجنة التحكيم الرئيسية.ويشهد الحفل الختامي الإعلان عن 3 مرشحين نهائيين سيخضعون لاختبارات إضافية اليوم على منصة أوبرا دبي، ليتم من بعدها الإعلان عن بطل الدورة الأولى من تحدي القراءة العربي. كما سيعلن اليوم عن المدرسة الفائزة بجائزة أفضل مدرسة ضمن مشروع تحدي القراءة العربي من أصل 5 مدراس ترشحت للمرحلة الأخيرة. فائزان حضر إلى مدرسة «البحث العلمي» مجموعة من الفائزين بالمراكز الأولى في بلدانهم، لكنهم لم يشاركوا في التصفيات النهائية ولم يخضعوا للاختبار الأخير. وكان من بينهم الطالب، عبدالله عزان العامري من أندونيسيا (18 عاماً)، وأكد أنه شارك في التحدي لأنه يعشق كلمة التحدي، مشيراً إلى أن التحدي أدخله عالم القراءة بشكل فعلي، وكانت القراءة الذكية أولى بداياته مع القراءة، موضحاً أنه بعد التحدي بات أكثر قدرة على اختيار الكتب التي تعجبه. بينما أكد المشرف عليه، عيسى الشمري، أن التحدي كان تحدياً لعبدالله بالفعل، خصوصاً أنه لا تتوافر مكتبات توفر الكثير من الكتب، منوهاً بأنه ساعده في اختيار الكتب المناسبة لعمره. بينما تأهل السعودي مصعب القحطاني عن دولة ماليزيا، ولفت إلى أنه شارك بسبب حبه للقراءة، واختار له والده الكتب المفيدة والمناسبة لعمره. أجواء مرحة تميزت أجواء اليوم الثاني من التصفيات النهائية بالكثير من المرح، فعلى الرغم من التوتر الذي قد يرافق الطلاب في الامتحان الأخير في التحدي، إلا أنهم تمكنوا من تخطي حواجز القلق من خلال الأجواء المسلية والمرحة التي حملت الكثير من المزاح والأغاني، بالإضافة إلى التصفيق الحار الذي يعقب خروج كل طالب من غرفة لجنة التحكيم. الطالبة المصرية، منة الله ممتاز موسى (17 عاماً)، لفتت إلى أنها تحب القراءة منذ الصغر، حين بدأت قراءة القرآن الكريم في سن صغيرة، الأمر الذي ساعدها في تحسين لغتها العربية، ثم بدأت تقرأ الروايات، ولهذا فإن التحدي بالنسبة لها لم يكن صعباً، بل كان أمراً أقبلت عليه بسهولة. وأشارت إلى أن الروايات قد غلبت على قراءاتها، وقد اختارت مجموعة من الكتاب الذين تحب أن تقرأ لهم، ومن بينهم هيفاء بيطار وأحلام مستغانمي، منوهة بأن «نسيان دوت كوم» من أجمل الكتب التي قرأتها وأثرت بها، كون الكاتبة تبرز فيه عالم المرأة وكيف يمكن أن تتعايش مع المجتمع ومع الرجل. أما المشرفة عليها، رباب حسن، فأشارت إلى أن (منة) تحب القراءة منذ الصغر، وأن الدور الذي لعبته معها يكمن في زيادة غرس حب القراءة، والمساعدة في انتقاء الكتب المناسبة لسنها.أما الأردنية رؤى حمو، وعمرها تسع سنوات، في الصف الرابع، فشاركت في التحدي لأنها وجدت فيه ما يشبه الرحلة، فكيف لا تقوم بها وهي رحلة على جناح اللغة العربية. وأشارت حمو إلى أنها عشقت القراءة منذ زمن، وهذا أسهم في تقوية اللغة العربية لديها، كما أصبح تواصلها مع الآخرين أكثر سهولة، وأصبح تفكيرها إيجابيا. وقد اختارت الكتب التي تناسب عمرها، ومنها الدينية والأدبية والعلمية، فعندما زارت المكتبة انتقت الكتب التي لم تكن تعرف عنها شيئاً، بمساندة المشرفة التي تنصحها بما يناسب عمرها، إلى جانب والدتها التي كانت تنصحها بكتب ذات محتوى مميز. وتشعر حمو بالفخر لوصولها إلى هذه المرحلة ولتمثيل بلدها، مشيرة إلى أنها في حالة الفوز ستتبرع بجزء من الجائزة لشراء الكتب وتوزيعها على من لا يستطيعون شراءها.أما الطالب القطري، عبدالله الكعبي (13 عاماً) في الصف التاسع، فوصل إلى التصفيات في التحدي بعد أن اختار مجموعة من الكتب التي كانت حصيلة سنوات من القراءة، إلى جانب مجموعة جديدة من الكتب التي انتقاها ليقرأها خصيصاً لهذا التحدي، منتقياً الكتب الأقرب إلى قلبه والتي تمثله. ولفت إلى أن هذا التحدي يثبت أنه مازالت هناك قراء في العالم العربي، منوهاً بأن ما يميزه في هذا التحدي أنه قطف من كل بستان زهرة، ونوع في الكتب التي اختارها، سواء كتب الإلقاء والخطابة، أو الكتب العلمية، أو حتى الروايات. وشدد على أن القراءة غرست فيه الكثير من القيم والعلوم، مشيراً إلى أن العصر الحالي يفتقد هذا العلم الذي يخرج من هذا التحدي، فمجرد المشاركة يعني الفوز. أما المشرف عليه، أحمد الدقس، فلفت إلى أنه لعب أكثر من دور معه في انتقاء الكتب، موضحاً أنهم نشروا تحدي القراءة وعقدوا العديد من الاجتماعات في المدرسة، مشيداً بالإقبال على المشاركة.أما الطالب السعودي، عصام صلاح الدين المحمدي (17 عاماً) في الصف الثالث الثانوي، فشارك في تحدي القراءة كونه يقرأ منذ أن كان في الصف الرابع، وهذا التحدي كان الدافع الأكبر نحو المزيد من القراءة، والدخول بشكل أعمق نحو عالم الكتب، مشيراً إلى أن التنافس في مجال القراءة منافسة شريفة. واختار الكتب الخاصة بالخطابة والإلقاء، وكذلك الكتب الدينية والعلوم المتنوعة، مشيراً إلى أن المشرف ساعده في اختيار الكتب، بينما كان كتاب «فن الإلقاء الرائع» من أكثر الكتب التي أثرت فيه، كونه يقدم الكثير من المعلومات التي لابد أن يدركها من يقدم خطاباً. وأشار إلى أنه في حال فاز بالجائزة قد يقسمها على بعض إخوانه، منوهاً بأنه من الممكن أن يشارك في التحديات المقبلة، لأن هذا يزيد من الدافعية للقراءة، ويزيد من انغماس الشخص في عالم الكتب والمعرفة. بينما كان الإعلان الخاص بالتحدي هو السبب في دخول العمانية إيمان الهمامية (18 عاماً) بالصف الـ12، إلى التحدي، حيث قررت المشاركة بعد أن رأته، ولفتت إلى أنها كانت تقرأ منذ الطفولة ككل الصغار، ولكن القراءة معها تطورت مع الوقت والزمن، فباتت تنهي الكتب الكبيرة في فترة قياسية، مبينة أن كتاب «مئة من عظماء أمة الإسلام» هو أبرز الكتب التي أثرت فيها، كونه يعرض من قاموا بتغيير وجه العالم، ويستحقون أن تهتدي بهم وتسير على خطاهم، وأكدت أن طموحها الحصول على المركز الأول. أما الطالبة ولاء عبدالهادي البقالي من مملكة البحرين (17 عاماً) في الصف الثالث الثانوي، فأشارت إلى أنها شاركت في التحدي بسبب حبها للقراءة، إذ بدأت قراءة القصص القصيرة في الصغر، ثم انتقلت بعدها إلى الشعر والروايات. ولفتت إلى أنها عضو في مبادرة «البحرين تقرأ» التي تهدف إلى قراءة 5000 كتاب في عام 2016، وهذا ساعدها أكثر في انتقاء الروايات التي تميل إلى قراءتها، إذ إنها تجد في الرواية ما ينمي الخزينة اللغوية لدى القارئ ويجعله يبحث عما وراء الكلمة، مشيرة إلى أن ما أوصلها إلى النهائيات هو حبها للغة العربية والقدرة على التحدث بلغة سليمة، مشددة على أنها ستواصل القراءات وتقديم المراجعات عن الكتب التي تقرأ، فالقراءة بمثابة تحليق في عالم الثقافة. بينما لم تمنع الإعاقة البصرية، الكويتية جوري العازمي (15 عاماً) في الصف التاسع، من الوصول إلى المرحلة النهائية وتمثيل الكويت، فقد وجدت أن ما أدى لوصولها إلى التصفيات النهائية هو توفيق من الله أولاً، ثم اجتهادها وطموحها اللذان رافقاها للوصول إلى النهائيات ثانياً. وأشارت إلى أن انتقاء الكتب للمشاركة في التحدي أتى بالتنويع في اختيار الكتب، سواء الدينية أو الخيال العلمي أو الأدبية، على الرغم من ضيق الوقت المخصص للمسابقة. ووصفت العازمي كل الطلاب الذين وصلوا إلى النهائيات بكونهم يحملون المستوى نفسه، وهم على قدر عالٍ من الثقافة، موضحة أن طموحها إكمال مسيرة أبطال الكويت العالميين. وشجعت العازمي الذين لم يشاركوا على أن يتقدموا للتحدي في الدورات المقبلة، فهو فرصة لصقل المواهب، والفوز ليس شرطاً، فهو مفيد في تنظيم الوقت والمعلومات. أما الفلسطينية، مريم محمد ثلجي (17 عاماً) في الصف الـ12، فقد انتقت الكتب بعناية كي تكون متنوعة، حيث أتت اختياراتها من مجالات أدبية وعلمية وفكرية، كي تكون القراءة نقطة انطلاق لشخصية مفكرة ومبدعة، وكان من بين الكتب التي قرأتها تلك التي تعالج قضيتها وتعبر عن معاناة الفلسطينيين، ومنها كتب غسان كنفاني ومريد البرغوثي، إلى جانب الكتب الأدبية كـ«الأيام» لطه حسين، و«الخيميائي» التي تعبر عن شخصية انطلقت حتى تصل إلى هدفها. أما في حال الفوز فتنوي مريم مساعدة بعض الطلبة، كما تنوي تحقيق طموحها في دراسة الطب والتخصص في معالجة أورام السرطان. بينما أكدت مشرفتها، آمال الداودة، أنها ساندت مريم في تحليل الكتب وشخصية الكاتب، بحيث كانت معها في نقد وتحليل الكتب، مشيرة إلى أن مريم تتحلى بالصبر والإرادة والعزيمة القوية، والتحدي أسهم في إنقاذ العقول العربية من غفلتها وشرودها. محمد عبدالله جلود، أصغر الذين وصلوا إلى نهائيات التحدي، وعمره سبع سنوات، في الصف الثاني الابتدائي، تحدث عن هوايته وقال: «أحب المطالعة والألعاب الذهنية، وأمارس الكاراتيه»، وأشار إلى أنه اختار بعض الكتب بمساعدة والده، وبعض الكتب اختارها من خلال تجوله في المكتبات، فكانت تجذبه العناوين الغريبة ويدفعه الفضول لقراءتها، أما أكثر الكتب التي يحبها فهي الدين والأدب. وشارك في التحدي أولاً بتشجيع من والديه لأن المسابقة تفتح له أبواب العلم والمعرفة، والسبب الثاني هو تحدي الذات، وقد أتم قراءة 50 كتاباً في فترة وجيزة، وكان كتاب «إنسان الكهف في العصر الحجري» أكثر الكتب التي أعجبته. في المقابل شاركت المصرية، سارة خالد (18 عاماً)، في التحدي لأنها وجدت فيه قيمة معنوية تكمن في الحصول على العلم، ولهذا انتقت بعض القراءات القديمة والحديثة. أما الكتب التي ركزت عليها، فهي الكتب التي تنمي شخصيتها، بينما كتاب «الثقة بالنفس» فهو من أبرز الكتب التي أثرت فيها، ولفتت إلى أن التحدي يسهم في تنمية حب القراءة، وكذلك روح الأخوة العربية، موضحة أنها في حال الفوز تنوي الدراسة بجامعة أكسفورد في بريطانيا. للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط. بينما انتقت، مها فؤاد الجار (18 عاماً) من السعودية، الكتب التي قرأتها بعناية بناء على الموضوعات التي تحب القراءة فيها، ومنها الأدب والفلسفة والنقد والشعر، مشيرة إلى أن كتاب «إنسانك مسروق»، الذي يتحدث عن الإنسان وكيف يمكن أن يثبت نفسه ولا ينجرف مع النفاق، من أكثر الكتب التي أثرت فيها. ووجهت الجار نصيحة إلى كل من لا يقرأ بضرورة القراءة، لأن القراءة في هذا الزمن باتت حاجة، ويلزمنا أن نقوي معرفتنا، وهذا التحدي يهدف إلى إثبات الشباب العرب لأنفسهم.
مشاركة :