* تحقيقُ جريدةِ «المدينة» المنشورُ يومَ الخميسِ الماضي تحت عنوان: «مرضى يتوسَّدون أرصفة البغدادية» كارثةٌ أخلاقيةٌ بكلِّ المعاييرِ.. الإنسانيةِ، الحضاريةِ، التنمويةِ وغيرها مريضان مرميَّان على أرصفةِ الحي بلا حسابٍ ولا رقيبٍ ولا علاجٍ. * الأدهى في المشهدِ ليس فقط وجودَ المريضين بصورةٍ تقشعرُّ لها الأبدانُ حيث يشتكي أحدُهما من الفئران وهي تأكلُ جزءاً من جسدِه أو مرضَ الآخرِ «الإيدز والكبد الوبائي».. بل تعاملُ الجهاتِ المسؤولةِ مع الحالة!؟ * الرقمُ الموحدُ (911) يردُّ على محررِ الجريدةِ «بأن هكذا حالة ليستْ من اختصاصِهم» رغم أنَّ وزارةَ الداخليةِ أوجدتْ الرقمَ لتسهيلِ الاتصالِ وتسريعِ التجاوبِ!؟ والمسعفون رغم حضورِهم وجهدِهم في فحصِ حالةِ أحدِ المريضين إلَّا أنهم في الأخيرِ لم يتمكَّنوا من نقلِه لمعرفتِهم «برفضِ المستشفياتِ استقبالَه». * الأدهى من ذلك كُلِّه موقفُ الشؤونِ الصحيةِ التي برَّر مُتحدِّثُها الإعلاميُّ وجودَ المريضِ مرمياً فوق الرصيفِ لـ»عدمِ تعاونِه وسلوكِه الاجتماعيِّ غيرِ السويِّ»!؟ وهو ما يثيرُ تساؤلاً بحجمِ الفضاءِ أليس دورُ الوزارةِ معالجتَه من هذه الأعراضِ حتى وإن بقيَ في مستشفياتِها فترةً طويلةً أم أنَّ دورَها يقتصرُ فقط على حَبَّةِ إسبرين!؟ * ثم كارثةُ الكوارثِ ردةُ فعلِ الشؤونِ الاجتماعيةِ فلا مُتحدِّثُها في منطقةِ مكة المكرمة أجابَ على استفساراتِ الجريدة!! ولا مُتحدِّثُ الوزارةِ الذي لم يهتمْ أصلاً بالرد...!؟ في تأكيدٍ على هروبِهم المُتعوَّدِ عليه من كافةِ شرائحِ المجتمعِ عن ردّة فعلِ الوزارةِ أمام هكذا «كوارث»!؟. * أُكرِّرُ وأقولُ بملءِ الفمِ إنْ لم تتمْ المحاسبةُ الحازمةُ وبسرعةٍ فإنَّ الدرعا ستبقى ترعى وسيبقى الكِتّان كما كان وإلى الله المُشتَكَى.!؟ aalorabi@hotmail.com
مشاركة :