قطر تودع الأمير الأب.. فقيد الوطن

  • 10/24/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة - إبراهيم بدوي وقنا: (بسم الله الرحمن الرحيم) "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي" صدق الله العظيم. بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره ينعى الديوان الأميري فقيد الوطن المغفور له بإذن الله صاحب السمو الأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني الذي وافته المنية مساء الأحد الموافق 23 أكتوبر 2016 عن عمر يناهز 84 عاماً. تغمّد الله الفقيد الكبير بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته مع الصدّيقين والأبرار وجزاه خير الجزاء عما قدّم لوطنه وأمّته، وألهمنا جميعاً الصبر والسلوان، "إنا لله وإنا إليه راجعون". وقد أمر حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بإعلان الحداد العام في كافة أنحاء الدولة على الفقيد الكريم لمدة ثلاثة أيام. قدم الفقيد لوطنه خدمات جليلة، وقاده في فترة تاريخية صعبة شهدت العديد من التحديات الإقليمية والدولية. واستطاع الأمير الأب خلال فترة حكمه وضع لبنة الدولة الحديثة المنفتحة على محيطها الإقليمي والدولي. وشهدت فترة حكم فقيد الوطن انطلاقة في إعادة هيكلة المؤسسات الحكومية واستحداث وزارات وهيئات وتدشين علاقات دبلوماسية مع عدد من الدول على مستوى السفراء لأول مرة في تاريخ البلاد فضلاً عن المساهمة في تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية. من المواقف البارزة في حياة صاحب السمو الأمير الأب، إعلانه خطاب استقلال قطر عن الاستعمار البريطاني في 3 سبتمبر 1971، ثم توليه السلطة في 22 فبراير 1972. واتسم عهد الأمير الأب بالانفتاح على العالم ووضعه اللبنات الأولى في صرح الشخصية القطرية المتوازنة بين الأصالة والحداثة، وقام بتعيين وزير للخارجية لأول مرة في تاريخ قطر ليعبر عن السياسة الخارجية للدولة ويمد جسور التواصل والتفاهم مع دول العالم. إعادة تكوين مجلس الشورى وإنشاء ديوان المحاسبة تماشياً مع التوسع في الوظائف الإدارية للدولة أعيد في عهد صاحب السمو الأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني تكوين مجلس الشورى في الرابع من ديسمبر 1990م، وتم تعيين 19 عضواً واحتفظ 11 عضواً سابقاً بعضويتهم. إضافة إلى ذلك تم إنشاء ديوان المحاسبة للتدقيق في كل من أداء الأجهزة الحكومية وذلك وفقاً للموازنة. وفي الإدارة المالية، وأمام توسع مهام الحكومة وخدماتها أعيد تنظيم ديوان الخدمة المدنية. من إعادة هيكلة الأجهزة الحكومية إلى اتفاقيات الشراكة الأمير الأب وضع لبنة الدولة الحديثة في عهده بدأ تشكيل وزارات الدفاع والخارجية والبلدية والإعلام تؤكد صفحات التاريخ، دور صاحب السمو الأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني في تدشين أولى فصول الطموح القطري نحو الدولة العصرية الحديثة، بإعادة هيكلة الأجهزة الحكومية وتشكيل الوزارات مثل الدفاع والخارجية والبلدية والإعلام وتوسيع وتطوير الخدمات بأجهزة الدولة فضلاً عن بدء اتفاقيات الشراكة مع كبرى المؤسسات النفطية للاستفادة من ثروات البلاد في البناء والتنمية. ووضع فقيد الوطن لبنة مشروع الدولة القطرية الحديثة فيما أرسى دعائمها صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، حفظه الله، والذي حوّل الطموح، إلى كيان ملموس ودور حيوي، فاعل على الساحتين الإقليمية والدولية مع رؤية وطنية واضحة المعالم، يستكمل بناءها بروح قيادية شابة، حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى. اتفاقيات الشراكة في عهد الفقيد ضاعفت العائدات استثمار ثروات النفط والغاز لتحقيق التنمية قدّر صاحب السمو الأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني أهمية العامل الاقتصادي في نهضة الأمم وأولى اهتماماً كبيراً لاستثمار الثروات الطبيعية للبلاد. وشهد عهده زيادة ملحوظة في عائدات الدولة من النفط نتيجة لزيادة عدد اتفاقيات الشراكة في الإنتاج التي وقعتها الحكومة مــع عدد من شركات النفط الأجنبية، وأبرمت اتفاقيتا مشاركة في الإنتاج مع شركة ستاندارد أويل أف أوهايو في يناير 1985م، ومع أموكو في فبراير 1986م. كما أبرمت اتفاقية أخرى في يناير 1989م بين قطر وشركة ألف أكتين الفرنسية. ولم تتوقف ينابيع الخير عن التدفق في فترة حكم صاحب السمو الأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني وفي أواسط عام 1991م بدأ إنتاج الغاز الطبيعي في حقل الشمال الذي يعتبر ثاني أكبر حقل منفرد للغاز غير المصاحب في العالم، واحتياطيه المثبت حوالي 500 تريليون قدم مكعبة. وتبرز تلك الاكتشافات الاهتمام الكبير الذي أولاه فقيد الوطن تجاه تنمية ثروات البلاد من النفط والغاز واستثمارها لصالح تنمية وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين. بعد تدعيم دولة المؤسسات القوية الأمير الأب يؤسس دور السياسة الخارجية فور تولي صاحب السمو الأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني مقاليد الحكم، لم يتوان عن أخذ كافة التدابير اللازمة لإقامة دولة حديثة متطوّرة ذات علاقات إقليمية ودولية. وظلت تلك الأهداف والرؤى راسخة ومحركاً أساسياً فب سياسة قطر الخارجية بانفتاحها على العالم ولعبها دوراً محورياً بالعديد من القضايا على المستويين الإقليمي والدولي. وكان أول عمل قام به فقيد الوطن الراحل في مسيرة إعادة تنظيم دولة المؤسسات القوية، هو تعيين وزير للخارجية، ومستشار للأمير في شؤون البلاد اليومية. وتوالت الخطوات الفاعلة لصاحب السمو الأمير الأب في بناء الدولة الحديثة، وفي 19 أبريل عام 1972م قام بتعديل الدستور، وزاد عدد الوزراء بتعيين وزراء جدد، وأنشأ وزارة الدفاع وأقام علاقات دبلوماسية مع عدد من الدول على مستوى السفراء. وفي 18 يوليو 1989م أجرى تعديلاً وزارياً لأول مرة، خرج معظم الوزراء السابقين من الوزارة، والتي أصبحت تضم 15 وزيراً. وتم تعديل وزاري آخر في الأول من سبتمبر 1992م برئاسة صاحب السمو الأمير الأب وصار عدد الوزراء 17 وزيراً. تعديل الدستور وإعادة تشكيل مجلس الوزراء فور تولي صاحب السمو الأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني الحكم وسع تشكيل الحكومة، فعين له وزيراً للخارجية، ثم عين مستشاراً له في شؤون البلاد اليومية. في19 أبريل عام 1972م قام بتعديل الدستور، وزاد عدد الوزراء عندما أنشأ وزارتين الأولى للشؤون البلدية والثانية للإعلام وعين وزراء جدداً لها. في 31 مايو 1977، اختار ابنه الشيخ حمد بن خليفة ولياً للعهد وأنشأ وزارة الدفاع وعينه وزيراً للدفاع مع احتفاظه بمنصبه كقائد عام للقوات المسلحة القطرية. في 18 يوليو 1989م أجرى الشيخ خليفة تعديلاً وزارياً لأول مرة، خرج به معظم الوزراء السابقين من الوزارة، وأصبحت وزارته تضم 15 وزيراً. في 4 ديسمبر 1990 أعاد تكوين مجلس الشورى وتم تعيين 19 عضواً واحتفظ 11 عضواً سابقاً بعضويتهم، إضافة إلى ذلك تم إنشاء ديوان المحاسبة للتدقيق في كل من أداء الأجهزة الحكومية وذلك وفقاً للموازنة، وفي الإدارة المالية، وأعيد تنظيم ديوان الخدمة المدنية. تم تعديل وزاري آخر في 1 سبتمبر 1992 وأصبح الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني رئيساً للوزراء في وزارة وسعت لتضم 17 وزيراً. خدمات جليلة للوطن والأمة قدم صاحب السمو الأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني خدمات جليلة لوطنه وأمته.. ففي بداية عهده أقام علاقات دبلوماسية مع عدد من الدول على مستوى السفراء لأول مرة. وفي عهده ساهمت قطر بتأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية عام 1981. وشارك الجيش القطري خلال عهد الأمير الأب في حرب تحرير الكويت بقوات برية وبحرية وجوية تمثل 23% من إجمالي القوات المسلحة القطرية، فشاركت القوات البرية في معركة الخفجي، كما نفذت القوات الجوية أكثر من 60 مهمة جوية.

مشاركة :