مرت الجامعات السعودية بمراحل صعود وهبوط متفاوتة، وذلك حسب إمكانياتها المالية أو الإدارية أو الأكاديمية والأخيرة هي الأكبر تأثيراً. وليس المقصود هنا بيان ترتيبها تبعاً لذلك، فالأمر متيسر لمن أراد التفصيل. إنما أحببت هنا أن أسلط الضوء على تجربتين أو مبادرتين تحسبان لجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض، إحداها أكاديمية والأخرى تنظيمية أو إدارية . أما الأولى فهي إرسال طلبة كلية الطب إلى كندا خلال فترة الصيف للتدرب في مستشفياتها مع أساتذة الطب والكوادر هناك. اعتدنا أن الابتعاث وفي الغالب يكون بعد إتمام البكالوريوس ، وبالنسبة للأطباء بعد إتمام فترة التدريب في المستشفيات ، لكن أن يكون التدريب والابتعاث له خلال الدراسة فهذه تجربة ومبادرة سبّاقة ومعلوم تأثيرها الإيجابي على التحصيل الأكاديمي والتطبيق العملي، خاصة وأن الطب علم تطبيقي بالدرجة الأولى ويعتمد على الممارسة وتراكم الخبرة. من جهة أخرى نعلم أنّ مستشفيات كندا تزخر بتواجد الأطباء والطبيبات السعوديين، إما أنهم يسعون للحصول على (البورد الكندي) هناك، أو أنهم أطباء زائرون لتميزهم وخبرتهم فيدربون الأطباء الكنديين والأجانب حديثي التخرج في كندا ، وهكذا تصبح هذه المبادرة من قِبل الجامعة أكشثر ثراء وعمقاً ليلتقي طلبة وطالبات كلية الطب التابعة لجامعة الإمام بمن سبقوهم علماً وتجربة من السعوديين والسعوديات. وربما ينطبق الأمر على الولايات المتحدة حسب ظني إنما ليس هناك فرق يذكر، فالمهم هو الفكرة وجودة تطبيقها وأثرها العلمي والتحفيزي والنفسي . أما مبادرة الجامعة الثانية الإدارية فهي تعاقد إدارة الجامعة مع شركة أمنية متخصصة في التنظيم المروري، لتنظيم حركة السيارات داخل الجامعة وعلى بواباتها، بعد الشكاوى المريرة من الوضع المروري هناك ، وذلك عملاً بالمبدأ الإداري المعروف (بالتفويض) وإعطاء الأمور لأهلها. فمسالة أن المنشأة تدير وتعمل كل ما يتعلق بها فهذه بداية انحدار الأداء وبالتالي توقع الفشل، وليت مؤسساتنا العامة تؤمن بهذا المبدأ، والتنظيم وحسن الإدارة من أسس الإنتاج والتقدم.
مشاركة :