أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها رصدت 644 حالة يشتبه في إصابتها بمرض الكوليرا في اليمن، أمام 31 حالة مؤكدة مختبريًا؛ بينها 3 وفيات في صنعاء وعدن، وقالت المنظمة في حسابها الرسمي على موقع «تويتر»، إنها تدعم وزارة الصحة في اليمن لمنع انتشار الكوليرا بتعزيز الترصد، وتحسين التدبير العلاجي للحالات، وتوعية المجتمع. وذكرت المنظمة أن ثلثي سكان اليمن لا يحصلون على المياه النظيفة ويعانون نقص خدمات الإصحاح، مما يفاقم خطر الإصابة بمرض الكوليرا. وأضافت أنها دعمت أيضا مراكز التغذية العلاجية في اليمن لإنقاذ حياة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، محذرة من أن أمراض الإسهال المائي الحاد متوطنة في اليمن، وهي ثاني أكثر أسباب الوفاة شيوعًا، خصوصا بين الأطفال الرضع وتلاميذ المدارس. وفور وصوله إلى العاصمة المؤقتة عدن قادمًا من محافظة سقطرى، عقد رئيس الوزراء اليمني الدكتور أحمد دغر، مساء أمس، بقصر معاشيق اجتماعا طارئا لمناقشة سبل مواجهة أزمة الكهرباء ومرض الكوليرا الذي بدأ ينتشر في عدن والمحافظات المجاورة، وضرورة توفير عيادات متنقلة لمواجهة الوباء، وتم اللقاء مع محافظ عدن بحضور عدد من وزراء الحكومة اليمنية. وقال مصدر في مكتب رئاسة الوزراء اليمنية إن اللقاء شدد على رفع حالة الطوارئ في جميع مستشفيات الجمهورية لمواجهة مرض الكوليرا والوقاية منه وسرعة علاج الحالات المصابة بهذا المرض. وعلى صعيد تطورات الوضع الصحي في عدن، أكد الدكتور عبد الناصر الوالي مدير مكتب الصحة العامة والسكان في عدن، أن عدد حالات الإسهال الحاد بمحافظة عدن منذ تاريخ 5 وحتى 22 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي بلغت 180 حالة فقط، مشيرًا إلى أن عدد الحالات المؤكدة مخبريًا بأنها مرض الكوليرا 10 حالات فقط، بينما بلغ عدد الوفيات 9 حالات فقط من أصل 180 حالة إسهال. ولفت مدير مكتب الصحة بعدن في بيان إلى أن الماء الملوث المستخدم من مصادر غير صحية (أنابيب تم العبث بها أو براميل ملوثة) كان من أهم أسباب الإصابة بالمرض، منوها بأن الإصابات تركزت في الأحياء الشعبية العشوائية في دار سعد والمعلا، مؤكدًا في الوقت نفسه أن مياه الشرب في شبكة المياه آمنة ومعالجة وخالية من التلوث. وأكد مدير مكتب الصحة بعدن عبد الناصر الوالي، وجود خطة محكمة لمكافحة الوباء، و«أيضًا هناك غرفة طوارئ على مدار الساعة للإشراف على متابعة تنفيذ الخطة تحت إشراف لجنة الطوارئ العليا برئاسة اللواء عيدروس الزبيدي محافظ المحافظة، وعضوية جميع الجهات المختصة»، كما أكد وجود فريق استشاري في مكتب الصحة مشكل من خبراء فنيين وأكاديميين لمتابعة سلامة الإجراءات المتخذة، وفرق فنية محترفة للقيام بعملية الرصد والمتابعة. وأشار مدير مكتب الصحة بعدن إلى وجود فرق اختصاصية طبية وصحية لاستقبال إصابات الإسهال الحاد، «كما توجد مراكز لاستقبال جميع حالات الإسهال مزودة بجميع الأدوية والمستلزمات الضرورية لعلاج جميع حالات الإسهال الحاد»، مضيفًا: «هناك احتياطي كاف في الوقت الحاضر من الأدوية والمحاليل والمستلزمات، ونعمل بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية للحصول على ما يكفي للتعامل مع أي طارئ». وزاد بالقول: «نسعى لتوفير العلاجات والمستلزمات الضرورية لعلاج الإسهال الحاد في جميع المراكز الصحية بالمحافظة حتى نخفف من حركة تنقل المرضى»، مجددًا تأكيده أن لجنة الطوارئ بمكتب الصحة في عدن في حالة انعقاد دائم لمتابعة المستجدات بالتواصل مع المنظمات الأهلية والإقليمية والدولية، مستطردا: «الوضع في عدن إلى الآن تحت السيطرة، ونستبشر خيرا، ونأمل في التعاون من الجميع».
مشاركة :