الفالح: استعادة التوازن في سوق النفط يسير ببطء ويحتاج إلى عمل عالمي جاد لتسريعه

  • 10/24/2016
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

لفت وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح اليوم (الأحد) إلى التوازن والتعافي الذي بدأت تعيشه أسواق النفط خلال الأسابيع الثمانية الأخيرة، موضحاً أن عملية استعادة التوازن تسير ببطء وتحتاج إلى إجراءات ناجعة وعملٍ عالمي جاد، لتسريعها، لا سيما من قبل كبريات الدول المصدرة للنفط. جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عُقِدَ اليوم في مقر الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي، مع وزير الطاقة القطري الدكتور محمد بن صالح السادة، ووزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك. ونقلت «وكالة الأنباء السعودية» (واس) عن الفالح قوله خلال المؤتمر إن « دول مجلس التعاون تنعم باقتصاداتٍ متينة وثابتة، مكّنتها طوال عقود من تجاوز مختلف العقبات والتحديات والأزمات الاقتصادية العالمية، التي عانت منها العديد من الدول»، مشيراً إلى الأزمة التي شهدتها أسواق النفط بسبب الهبوط الكبير في الأسعار، ما خلّف تبعات سلبية على مستوى تصدير النفط والاستثمارات والصناعات المعتمدة بشكل رئيس على منتجاته. وأشار الفالح إلى نتائج اجتماعات الدول أعضاء منظمة «أوبك» الاستثنائية التي احتضنتها الجزائر في أيلول (سبتمبر) الماضي، وأيضاً الاجتماعات التي جرت مع دول أخرى خارج المنظمة مثل روسيا، ورحب بالوزير الروسي والوفد المرافق له، والذي شارك وزراء الطاقة في دول مجلس التعاون الخليجي اجتماعاتهم ذات العلاقة بمجال النفط والطاقة والصناعة. وأشاد وزير الطاقة والثروة المعدنية بالمحادثات مع الجانب الروسي، سواء الثنائية منها، أو التي جمعت وزراء الطاقة في دول مجلس التعاون، مؤكداً أنها «اتسمت بالجدية والتوافق الكبير في الرؤى والأفكار المنتظر بلورتها لتكون خريطة طريق وإجراءات تكفل تحسين السوق النفطية العالمية، وتزيد من سرعة استعادتها لتوازنها». وأوضح الفالح أن لقائه مع نظيره الروسي حظي بتطابق وجهات النظر، واتفاق على الأهداف، لافتاً إلى أن «هذه هي الزيارة الرسمية الأولى لوزير الطاقة الروسي إلى السعودية، والذي كان حريصاً على الاطلاع على جهود المملكة الكبيرة في مجال صناعة النفط، ومختلف المجالات المهنية، أو مثيلاتها المعنية بالطاقة». وأضاف أنه «جرى خلال الاجتماعات مع الوزير الروسي تبادل وجهات النظر والاتفاق على صياغة شراكة وتعاون فني وتقني ذي علاقة بالطاقة بمختلف أشكالها، إلى جانب مناقشة الأراء والأفكار والحلول القادرة على احتواءالأزمات التي يعاني منها سوق النفط العالمي، وهو الأمر الذي بدا فيه التفاهم والتناغم واضحاً بين الجانب السعودي والروسي، مع التأكيد على أن هذه الحلول لا يمكن تطبيقها على أرض الواقع، إلا إذا تمت بالتكامل بين الدول المعنية والعمل وفق منظومة واحدة جادة ومحترفة، تثق في قدرتها على تجاوز أي تحدي أو عقبة، في سبيل تسريع عودة التوازن إلى السوق النفطية». من جهته شدّد نوفاك على الجدية التي أظهرتها المحادثات التي جمعته بالوزراء في دول مجلس التعاون الخليجي، مؤكداً أن «المجتمعين كانوا يريدون بإلحاح واهتمام الوصول إلى حلول ممتازة، قادرة على احتواء الأزمة، والبحث عن السبل كافة، الكفيلة بتسريع إعادة التوازن الى السوق النفطية العالمية التي تضررت منها جميع دول العالم». وتابع أن «الوزراء اتفقوا على جملة من الرؤى لتحقيق مستقبل واعد لبلدانهم، وأكدوا التزامهم التعاون الكامل بالعمل والسعي لتقييم سوق النفظ، وأن يتواصل التنسيق في توجهاتنا وجهودنا». وأشار نوفاك إلى «الثقل الكبير الذي تمثله دول مجلس التعاون الخليجي على مستوى صناعة الطاقة وتصدير النفط، لا سيما وأنها تشكل 20 في المئة من الإنتاج العالمي للنفط». واعتبر وزير الطاقة الروسي أن «الأزمة التي عاشتها أسواق النفط وعدم استقرارها، هاجساً مزعجاً للعالم بأسره، لأنها تنبئ بأزمات أكبر إذا ما استمرت بذلك الوضع، بل إن لها تبعات طالت الاستثمارات في مجالات الطاقة والنفط والصناعة النفطية، إضافة إلى أنها بدأت تهدد الاحياطات النفطية لدى الدول المصدرة»، مؤكداً أن «هذا المصير الاقتصادي المظلم يحتم علينا التعاون والاتفاق على تقديم حلول ناجعة وعاجلة، وأن تضعها الدول المعنية في مطلع أولوياتها واهتماماتها». وأشاد بما تم التوصل إليه في اجتماعات اليوم، والأيام القليلة الماضية والتي «ارتقينا بعلاقاتنا من خلالها بشكلٍ كبير»، مؤكداً أنهم «سيتابعون باهتمام الاتفاقات والمواضيع التي تزيد من توطيد العلاقة مع دول مجلس التعاون الخليجي». من جانبه وصف وزير الطاقة القطري علاقة دول مجلس التعاون الخليجي ببعضها بالمتينة والوثيقة، مؤكداً أنه «تحققت من خلال هذه العلاقة الكثير من المكتسبات التي جعلتنا نتميز على جميع الأصعدة، لا سيما الصعيد الاقتصادي، الذي كان نموذجاً في الثبات والاستقرار، طوال الأزمات التي عاشها ويعيشها العالم من فترة لأخرى»، مستشهداً باجتماع «اليوم للجنة التعاون النفطي بدول المجلس، الذي يعيش عامه الـ 35، ما يجعل النجاحات المحققة إرث مهم وجزء من هوية أبناء الخليج العربي الذي يجب أن يتواصل العمل لأجله، بحرص وإخلاص وتفان». وأكد السادة أن «اجتماع اليوم جاء امتداداً لاجتماعات سابقة ناجحة، تحظى باجماعٍ واتفاقٍ على المضي قدماً نحو الامتياز والريادة، وتجاوز كل العقبات والتحديات»، مشيراً إلى أزمة أسواق النفط التي بدت بالانفراج والعودة للتوازن والوضع الطبيعي، مؤكداً في الوقت نفسه أن «هذه العودة تسير ببطء، وهو الأمر الذي دفع وزراء الطاقة في دول مجلس التعاون الخليجي ونظيرهم في روسيا، وكذلك خلال اجتماعاتهم الأخيرة في أوبك مع بقية الأعضاء، إلى اتخاذ خطوات جادة نحو إيجاد حلول وإجراءات، أطلق عليها خريطة طريق، تعنى بتسريع إعادة توازن أسواق النفط وتعافيها». وشدد الوزير القطري على أن هذه الخطوات حظيت بمباركة الدول المصدرة للنفط من خارج «أوبك»، والذين يعملون مع الدول الأعضاء «بتعاون بناء وتنسيق رفيع ودقيق، لبلورة الأفكار والرؤى لتصبح إجراءات وعمل حقيقي على أرض الواقع، يكفل تحقيق النجاح والمأمول».

مشاركة :