من المعروف للجميع أن شرب المياه الغازية من الأمور الضارة، خصوصاً تلك المحلاة بالسكر، لكن هل فكرت يوماً بالرحلة التي يقطعها كل كوب مياه غازية تشربه داخل جسمك، وكيف ينتهي به الأمر بتدمير صحتك؟ وفقاً لتحليل قدمه موقع "ذا رينغاد فارمسيست"، فإن التأثير السلبي لهذه المشروبات يبدأ بعد 20 دقيقة من شربها، إذ تبدأ مستويات السكر في الدم بالارتفاع بشكل متسارع، ما يحفز الكبد على إفراز كمية كبيرة من الأنسولين لتحويل السكر إلى دهون. ويحتوي كل كأس مشروبات غازية على ما مقداره 10 ملاعق من السكر تمد الجسم بكمية سعرات حرارية تعادل ما يحتاجه الإنسان على مدار يوم كامل، فهل لك أن تتخيل كمية السعرات التي تدخل جسمك في حال تناول كوبين من المشروبات الغازية في يوم واحد؟. وعلى رغم كمية السكر الكبيرة، لا يتضايق الإنسان من حلاوة المشروب بسبب الغاز الذي يقلل من تأثير السكر، ويجعل الطعم مستساغاً. وفي حال المشروبات الغازية التي تحتوي على الكافيين، فإن الجسم يمتص الكافيين بعد امتصاص السكر بـ 20 دقيقة تقريباً، ما يؤدي إلى اتساع بؤبؤ العين، وارتفاع ضغط الدم، وزيادة مستوى التنبيه واليقظة. وتبدأ استجابة الدماغ للمشروب بعد 45 دقيقة عبر تنشيط مادة "الدوبامين"، وهي مادة كيماوية تتفاعل في الدماغ، وتؤثر على الأحاسيس والسلوكيات بما في ذلك الانتباه. ويؤدي "الدوبامين" دوراً رئيساً في الإحساس بالمتعة والسعادة والإدمان، ولذلك يشعر الفرد عند هذه المرحلة بنوع من الرضا، يشبه في آليته الطريقة التي ينتشي بها مدمنو المخدرات. ولكن هذه السعادة لا تستمر طويلاً، فبعد 15 دقيقة فقط ، يبدأ مفعول الكافيين في إخراج السوائل من الجسم بالعمل، ويضطر الفرد إلى التبول، ما يعني أنه سيفقد كميات كبيرة من الكالسيوم والماغنيسيوم والزنك والصوديوم والمياه التي حصل من المشروب الغازي، فيما تواصل معدلات السكر ارتفاعها. ويؤدي كل ما سبق إلى التوتر، وتخبط الشعور بين التعب والخمول. من جهة ثانية، يتهم أطباء الأسنان المشروبات الغازية بالوقوف وراء بعض أمراض اللثة، بالإضافة إلى تدمير مينا الأسنان. وكشفت دراسات حديثة أن خطر هذه المشروبات يكون أكثر بـ70 في المئة على الأطفال والمراهقين. بعد كل هذه المضار، يعود الخيار لك، فإما أن تقرر الحفاظ على جسمك وتدارك آثار المتعة الموقتة التي تسببها هذه المشروبات، أو تجاهل الأمر وتناول زجاجة مشروب غازي جديد، لتبدأ رحلة جديدة في تدمير جسمك.
مشاركة :