بدأت قوى وشخصيات ومجموعات سياسية فلسطينية حملات جديدة لإنهاء الانقسام بين حركتي «فتح» التي تسيطر على الضفة الغربية، و»حماس» التي تسيطر على قطاع غزة. وشملت مبادرة قام بها عدد من الشخصيات الوطنية للتقريب بين قيادتي الحركتين وإقناعهما بإنهاء الانقسام. وضمت المجموعة كلاً من رئيس لجنة المتابعة للجماهير العربية في إسرائيل محمد بركة ورجل الأعمال الفلسطيني منيب المصري ورئيس لجنة الانتخابات المركزية الدكتور حنا ناصر وغيرهم. وعقدت لقاء مع الرئيس محمود عباس، وستلتقي نهاية الأسبوع الجاري رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل في الدوحة. وقال هاني المصري مدير عام مركز مسارات للدراسات والأبحاث إن الرئيس محمود عباس أبدى انفتاحاً على جهود المجموعة. وأضاف: «بارك الرئيس محمود عباس جهود المجموعة وقال إنه مستعد للذهاب إلى أبعد مدى من أجل إنهاء الانقسام». ووصل الرئيس عباس أمس إلى أنقرة للقاء الرئيس رجب طيب أردوغان، ومن المقرر أن يتوجه إلى الدوحة للقاء أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وقالت مصادر فلسطينية إن الرئيس الفلسطيني سيلتقي في الدوحة مشعل ويبحث معه المصالحة وإنهاء الانقسام. وبدأت مجموعة «وطنيون من أجل إنهاء الانقسام» التي تضم عشرات المناضلين المستقلين أو المنضويين في فصائل سياسية، حملة شعبية لإنهاء الانقسام تشمل سلسلة أنشطة وتظاهرات واعتصامات شعبية تطالب بإنهاء الانقسام. واستضافت المجموعة وفداً من قيادات الجماهير العربية في إسرائيل للمشاركة في تظاهرة أقيمت أمس وسط مدينة رام الله في الضفة الغربية لإنهاء الانقسام. وألقى عضو لجنة المتابعة العربية الشيخ منصور عباس كلمة في التظاهرة دعا فيها إلى الإنهاء الفوري للانقسام، وقال: «إن تجربة لجنة المتابعة العربية تبين أنه يمكن لجميع القوى السياسية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار العمل معاً في إطار الوحدة الوطنية الفلسطينية». وأضاف: «تجلس الحركة الإسلامية إلى جانب الحزب الشيوعي في لجنة المتابعة العربية، وكلنا يعمل من أجل فلسطين، فما الذي يعيق فتح وحماس عن الجلوس تحت مظلة وطنية واحدة». وقال أحد قادة «وطنيون من أجل إنهاء الانقسام» تيسير الزبري أن المجموعة بدأت اتصالات مع الاتحادات الشعبية والطالبية والنقابات والأحزاب المختلفة من اجل القيام بسلسلة أنشطة شعبية لإنهاء الانقسام. وأضاف: «في الأيام المقبلة، سيقام العديد من التظاهرات والمؤتمرات والاعتصامات للضغط على الطرفين من أجل إنهاء الانقسام». وكان الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» رمضان شلح طرح في احتفالات حركته بتأسيسها، مبادرة وطنية لإنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية. وشملت المبادرة عشرة بنود، في مقدمها إلغاء اتفاق أوسلو، ودعوة منظمة التحرير الفلسطينية إلى سحب الاعتراف بدولة الاحتلال، وإعادة بناء منظمة التحرير لتصبح إطاراً وطنياً يضم كل القوى الفلسطينية بحيث يتاح لحركتي «حماس» و»الجهاد الإسلامي» الدخول إليها، وإعلان أن المرحلة التي يعيشها الشعب الفلسطيني مرحلة تحرر وطني، وإنهاء الانقسام، والبحث في آليات تعزيز صمود وثبات الشعب الفلسطيني، وملاحقة الاحتلال في المحافل الدولية وتقديمهم كمجرمي حرب وتفعيل المقاطعة، وإطلاق حوار شامل. وأثارت مبادرة رمضان شلح نقاشاً واسعاً بين الفلسطينيين في شأن الخيارات المستقبلية، وفي مقدمها إنهاء الانقسام. في غضون ذلك، أطلق شبان فلسطينيون في الداخل ومخيمات اللجوء أمس على مواقع التواصل الاجتماعي حملة هاشتاغ «#مع_مبادرة_الدكتور_رمضان»، لدعم المبادرة التي طرحها شلَّح للمصالحة الوطنية. وقال المغردون إن المبادرة «هي لأجل كل فلسطين، ولن ندعها تموت في زواريب الانقسام والواقع السياسي المتردي أمام الأخطار التي تتهدد قضية فلسطين». وتدعو الحملة كل الشباب الفلسطيني والعربي إلى التضامن معهم في حملتهم للضغط باتجاه تبني المبادرة. وحظي الهاشتاغ بتفاعلٍ كبير، خصوصاً أن المبادرة لاقت إجماعاً من القوى الوطنية والإسلامية، وحظيت بتقديرٍ واسع من النخب، والشخصيات، والمؤسسات، وعموم أبناء شعبنا. وكتب الناشط عيسى العريض على صفحته في «فايسبوك»: «الهرولة نحو العدو الصهيوني الغاصب خيانة للقدس وكل فلسطين»، #مع_مبادرة_الدكتور_رمضان. وغرد الناشط رشيد قاسم عبر موقع «تويتر» قائلاً: «الحوار خطوة أولى لمعرفة متطلبات التحول نحو هذا المسار الجديد الذي سيعيد الاعتبار لقضية فلسطين ويضعها على الطريق الصحيح»، #مع_مبادرة_الدكتور_رمضان. كما غرد محمد غازي عبر «فايسبوك» قائلاً: «اتفاق أوسلو الذي مضى عليه أكثر من ٢٣ عاماً أصبح ميتاً، لكن لا أحد يريد أن يعلن دفنه»، #مع_مبادرة_الدكتور_رمضان.
مشاركة :