«السركال أفنيو».. مساحات جديدة في زمان الإبداع

  • 10/22/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

دبي: زكية كردي في عام 2006، كان مجمع السركال عبارة عن تجمع للمعارض الصناعية، التي تستعرض منتجاتها مثل الرخام، والزجاج، وغيرها، وبعدها بالتدريج بدأت العجلة تدور، مع افتتاح غاليري أيام عام 2008، لتلحق به المعارض الفنية وتتمركز هناك، وتصبح هوية المنطقة مقرونة بالفنون والأفكار الإبداعية، بالإضافة إلى هويتها الأصلية المرتكزة على الصناعة، ومع الوقت صار هناك حاجة لتوسيع مشروع الفنون، فبدأت خطة التوسعة منذ عام 2013، لخلق مساحة فنية جديدة، ووجهة إبداعية تليق باختلاف دبي. تم افتتاح منطقة التوسعة مؤخراً في احتفالية فنية فريدة من نوعها، شهدت إقبالاً منقطع النظير، على كل المعارض الفنية التي أزاحت الستار عن مفاجآتها بمناسبة الافتتاح، والذي رافقه الإعلان عن برنامج الفعاليات الفنية والاجتماعية في المنطقة لموسم الخريف الفني. التجمع الفني الكبير في كل صالات العرض، والذي تضمن معارض فنية منوعة وجديدة، بالإضافة إلى العروض الحية والمباشرة، مع استعراض أنواع جديدة من الفنون، جعل بافتتاح الموسم الفني للخريف، أشبه بعرس فني كما وصفته مها السباعي مصممة مجوهرات، فتقول: لم تلفت نظري الفنون الكلاسيكية، بل تلك الأعمال التي شبهتها بموسيقى الراب، بسبب طريقتها البسيطة والمباشرة للتعبير عن الشارع، فعبر الفنانون من خلالها عن ازدحام الأفكار الذي تعيشه مجتمعاتنا، فقام بعضهم باستخدام مجموعة كبيرة من علب أدوية الاكتئاب المستعملة والفارغة للدلالة على الفراغ الذي يسيطر على حياتنا، وتشير إلى معرض كل شي حيتصلح، بفكرته المختلفة التي تركز على أن كل شيء سوف يتم إصلاحه، لكن لا أحد يعرف من أين يبدأ، من الذات، أم من خارجها، وهذا ما جعل الأفكار تتزاحم برأسها حول الأولويات المتبدلة، والمبادئ المتغيرة. لم يكن من المعتاد أن تكون هذه المنطقة مفتوحة ليلاً، والأجمل أن يكون فيها هذا الإقبال الكبير من قبل عشاق الفن، حسب ريمة خطيب موظفة، وهذا أكثر ما كان لافتاً ومبهجاً بالنسبة لها، وتقول: لم يكفني الوقت لأكمل جولتي على كل المعارض، كنت أرغب حقيقة في الاطلاع على كل التجارب المطروحة، والاستمتاع قدر الإمكان بكل منها على حدة، لكن مع هذا الزخم في الأفكار، وهذه الكثافة في الإبداع، لم يكن الأمر سهلاً، حقيقة فوجئت بالحضور الكبير من قبل العرب والأجانب، ولم أكن أتخيل أن الناس لديها جوع للفن بهذه الدرجة، وهذا شيء مفرح ومبشر، فرغم الحر والرطوبة، كان الناس يتنقلون من معرض لآخر بشغف، وكأن أمطار الخريف تغازلهم هناك. توافقها في الرأي طرفة شما فنانة، التي لاقت صعوبة في إيجاد موقف لسيارتها بسبب الازدحام الشديد، وتقول: من كل الجنسيات، ومن مختلف الإمارات كان هناك أناس حرصوا على التواجد في هذه الفعالية، وهذا كان شعوراً استثنائياً بالنسبة لي، وتلاءم هذا الحضور مع التنوع في أنواع الفنون، والرسم، والنحت، والأزياء، والموسيقى، والكولاج، وإتاحة الفرصة أمام الجميع للمشاركة بأعمالهم الفنية التي يشكلونها على الفور، من المواد المتاحة في أحد المعارض، لتشكيل لوحة ضخمة، شارك فيها كل زائري المعرض، وهي فكرة رائعة بالفعل، وتضيف أن المنطقة نفسها بشوارعها المتقاطعة، وهويتها التي زاوجت بين الصناعة والفنون، عادت إليها بالذاكرة إلى مدينة نيويورك، التي تقدم أيضاً هذا النموذج، وأخيراً تذكر أن الطاقة الإيجابية التي يملكها المكان، جعلتها تحب زيارته يومياً، وتتمنى أن يستمر هذا الطقس الفني الجميل طوال أيام الموسم الخريفي، الذي تم الإعلان عنه تواً. ثمرة الشوكولاتة أقرب إلى رائحة الخل مصنع شوكولا مرزام، يعتبر من التجارب المثيرة في المنطقة، فهو ليس مجرد مصنع عادي، بل يتميز بأنه يقدم الفرصة لمحبي الشوكولا، أن يرضوا فضولهم حولها، ليتعرفوا إلى خط الإنتاج الذي يبدأ منذ بداية دخول المصنع، ليفاجأ بالرائحة القوية جداً لسائل الشوكولا الساخن التي سرعان ما يعتادها بعد برهة، وهو يقف أمام حاجز زجاجي، يستعرض خلفه الطهاة المختصون طريقة إعداد لوح الشوكولا، فيتسنى للزائر التعرف إلى دورة حياة هذه الحلوى المعشوقة، على مر العصر، حتى يصل إلى منطقة العرض التي يجد فيها ألواح الشوكولا مغلفة ومعروضة كما الكتب الثمينة، هناك حيث يمكنه تذوق النكهات الخاصة التي تخص المعمل، فهي مستوحاة من النكهات العربية الأصيلة، وأيضاً يجد من يهتم بأن يشرح له عن تاريخ الشوكولا، ويريه ثمرة الشوكولا التي يمكنه أن يلمسها ويشم رائحتها التي تبدو مفاجئة وصادمة في الوقت ذاته، فهي لا تحمل الرائحة الشهية التي خبرناها، بل تبدو أقرب إلى رائحة الخل. أروى حفيظ: توفر قطع أثاث قديمة واكسسوارات تجتمع تحت سقف واحد شركتان مميزتان جداً في عالم المفروشات والأثاث المنزلي، أما عن سر تواجد هذا الخط في منطقة السركال أفنيو، المعروفة بطابعها الثقافي، فتخبرنا عنه أروى حفيظ مديرة معرض ذا أوود بيس، حيث تقول: أما بالنسبة لشركة الأثاث المنزلي، فتتميز فكرتها في أنها توفر قطع أثاث قديمة وإكسسوارات، ووحدات إضاءة، تعود إلى فترة الخمسينات، والستينات، حتى سبعينات القرن الماضي. وتعتبر القطع الصغيرة المكونة للساعة، قطعاً استهلاكية عادة، لكن في معرض ماد للتحف الميكانيكية، نكتشف أنها يمكن أن تكون جزءاً من تحفة فنية فريدة، كما قرر ماكسيمليون بوفير، وهو صاحب مشروع إم بي أند إف إم إي دي غاليري، الذي تميز بإبداعه نماذج فنية بديعة من القطع الصغيرة، التي تكوِّن الساعة، ويوضح جاكوبو كورفو مدير المعرض، أنه يجمع كميات كبيرة منها بألوانها البراقة الذهبية، والفضية، لينثرها فوق دائرة مغناطيسية تدور من تلقاء ذاتها بفعل الحركة الميكانيكية، التي تؤلفها هذه الحالة الجميلة والفريدة. تجارب طعام استثنائية للطعام وجه ثقافي نلمسه جميعاً، لكن لا نتوقف عادة للاهتمام بتفاصيل التجربة، وهذه هي فكرة باتريك جرجور صاحب مشروع إنكد للفعاليات، وزوجه، اللذين قررا أن يهتما بالتفاصيل ليقدما تجارب طعام استثنائية، تحفر في الذاكرة، كما الحبر على الورق، فعملا على الاهتمام بالتحضير للفعاليات المهمة بطريقتهما الخاصة، والاهتمام بكل التفاصيل التي تتعلق بها، خاصة فيما يخص الطعام الذي يحرصان على أن يكون مفاجئاً ومختلفاً، عن كل ما هو متوفر، ويقول: لأعطي مثالاً عن التجارب التي سوف نقدمها، نحن نحضر حالياً على استضافة طاولة سوق الطيب، الشهيرة ببيروت، والتي سوف أحضرها إلى دبي لخمسة أيام، ليتمتع كل من يعرفها بتلك النكهة الأصيلة القادمة من الريف اللبناني ذاته، والتي تحضّر بأيدي النساء الريفيات.

مشاركة :