ساد الهدوء أنحاء مدينة حلب بشمالي سوريا، أمس السبت، في ثالث أيام وقف إطلاق النار الذي أعلنته روسيا والنظام السوري من جانب واحد ويقضي بوقف القتال أثناء النهار لثلاثة أيام متتالية. ومن المفترض أن الهدنة انتهت عند الساعة السابعة من مساء أمس السبت، بالتوقيت المحلي، في حين أن الهدوء لم تتبعه عمليات إجلاء طبية أو توصيل المساعدات إلى المناطق المحاصرة، بينما قالت واشنطن إنه تم إحراز بعض التقدم في محادثات جنيف هذا الأسبوع بين الولايات المتحدة وروسيا ودول أخرى تحاول التوصل لوقف لإطلاق النار في مدينة حلب، فيما خرجت مظاهرة في لندن تطالب الحكومة البريطانية باتخاذ اجراءات لحماية السوريين. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنه لا توجد تقارير عن ضربات جوية سورية أو روسية على الجزء الشرقي من حلب الخاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة منذ أن بدأت روسيا وقف إطلاق النار الخميس. لكن مقاتلي المعارضة قالوا إنه لا يمكنهم قبول وقف إطلاق النار لأنهم يرون أنه لا يفعل شيئاً لتخفيف معاناة من اختاروا البقاء في الجزء الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة في حلب. ويعتبر المقاتلون وقف إطلاق النار جزءاً من سياسة حكومية لتطهير المدن من المعارضين السياسيين. وقال زكريا ملاحفجي وهو مسؤول في جماعة فاستقم المعارضة التي لها وجود في حلب بالنسبة للخروج من المعابر لا يوجد أحد، أغلب الناس رافضة الخروج، قسم بسيط حاول الخروج، لكن النظام ضرب قذائف على هذه المنطقة فلم يستطع أحد الخروج، وأشار ملاحفجي إلى استمرار القصف والاشتباكات بمستويات عادية في أجزاء من المدينة. وتقول وسائل إعلام رسمية سورية إن مقاتلي المعارضة يمنعون المدنيين من مغادرة شرقي حلب. وبثت القنوات الموالية للحكومة لقطات لسيارات إسعاف وحافلات خضراء تنتظر في نقاط استقبال خاوية في الجزء الخاضع لسيطرة الحكومة من حلب، وقالت إنها تنتظر لنقل المدنيين والمقاتلين الذين يختارون مغادرة شرقي المدينة. وكانت الأمم المتحدة تأمل في أن وقف إطلاق النار سيسمح بعمليات إجلاء طبية للحالات الحرجة من المدينة، لكنها قالت إن الافتقار إلى الضمانات الأمنية والتسهيلات تمنع موظفي الإغاثة من استغلال توقف القصف. وذكر المرصد السوري أن تقارير أفادت بأن اشتباكات متفرقة اندلعت بين مقاتلين من المعارضة والحكومة السورية والقوى الحليفة لها أثناء فترة الهدوء على الجبهات، كما سقطت بعض القذائف على الجزء الغربي الخاضع لسيطرة الحكومة وشرقي المدينة الذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة. وكان سيرغي رودسكوي، المتحدث باسم هيئة الأركان الروسية اتهم الجمعة، الفصائل المقاتلة إلى اغتنام وقف إطلاق النار للتحضير لهجوم واسع النطاق. في الأثناء، قالت وزارة الخارجية الأمريكية أمس الأول الجمعة، إنه تم إحراز بعض التقدم في محادثات جنيف هذا الأسبوع بين الولايات المتحدة وروسيا ودول أخرى تحاول التوصل لوقف لإطلاق النار في مدينة حلب. وقال دبلوماسي إن المحادثات تركزت على ما إذا كانت هناك وسيلة لفصل كل المقاتلين المرتبطين بالقاعدة في شرقي حلب ومن ثم حرمان القوات السورية والروسية من أهدافها الرئيسية في المدينة. وقال الدبلوماسي الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه، إن اهتمام الولايات المتحدة الرئيسي هو تقليل معاناة المدنيين إلى أدنى حد والحفاظ على قدر من الاستقلال المحلي في شرقي حلب بدلاً من دخول رؤية الحكومة السورية من جديد بقوة وتفرض إرادتها. وأكد جون كيربي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية عن محادثات جنيف أن هناك بعض التقدم. وأردف قائلاً للصحفيين إنه لا يريد أن يكون متفائلاً بشكل مفرط، لكنه يأمل بتسوية القضايا التي لم تُحل خلال الأيام المقبلة. وأضاف: ما زالت توجد فجوات. (وكالات)
مشاركة :