دبي:الخليج شاركت دولة الإمارات في فعاليات افتتاح قمة المستثمرين العالمية 2016، والتي انطلقت أمس في مدينة أندور عاصمة ولاية ماديا براديش في وسط جمهورية الهند. يرأس وفد الدولة عبد الله بن أحمد آل صالح وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية والصناعة، بحضور أحمد عبد الرحمن البنا، سفير الدولة لدى الهند، فيما ضم وفد الدولة نخبة من مسؤولي مؤسسات ودوائر حكومية وممثلين من القطاع الخاص. حضر مراسم الافتتاح أكثر من 5 آلاف مشارك من بينهم قادة وصناع قرار ورؤساء تنفيذيون وخبراء في مجالات التجارة والاستثمار من مختلف أنحاء العالم. ويأتي حضور الإمارات بصفتها إحدى الدول الخمس الشركاء للقمة، إلى جانب اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة والمملكة المتحدة. ندوات وجلسات تتضمن القمة، المستمرة على مدار يومي 22 و23 من أكتوبر الجاري، ندوات وجلسات حوارية تبحث سبل تعزيز الاستثمارات المشتركة بين الهند ودول العالم في مجالات الزراعة والصناعات الغذائية والتقنيات التكنولوجية وصناعة السيارات والطاقة المتجددة والصيدلة والنسيج والسياحة، كما تنظم ولاية ماديا براديش على هامش القمة معرضاً تجارياً واستثمارياً ضخماً ممتداً على مساحة 60 ألف قدم مربعة يستعرض أحدث الاتجاهات والتقنيات والمنتجات والخدمات في مختلف قطاعات التكنولوجيا والزراعة والصحة والسياحة في الولاية الهندية. وجاء افتتاح القمة تحت رعاية رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي، وبحضور ارون جيتلي وزير المالية في الحكومة الهندية، وشيفراج سينغ شوهان رئيس السلطة التنفيذية بولاية ماديا براديش. شراكة تجارية وأكد عبد الله آل صالح، خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية، قوة العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين، إذ تعد جمهورية الهند الشريك التجاري الأول لدولة الإمارات، إذ بلغ حجم التجارة الخارجية بين البلدين نحو 50 مليار دولار سنويا خلال عامي 2015-2016، في ظل إمكانات هائلة لمواصلة تلك الأرقام نموها نحو مستويات قياسية. وأوضح أن التجارة الخارجية مع الهند تشكل نحو 9.8% من إجمالي التجارة الخارجية غير النفطية لدولة الإمارات، كما تعد الهند أكبر مستورد للسلع من الدولة، بحجم صادرات سجل نحو 14.9% من إجمالي الصادرات الإماراتية، و8.7% من إعادة التصدير، لتمثل الهند ثاني أكبر سوق تصدير لدولة الإمارات. وفي المقابل تعد الإمارات أكبر مستثمر عربي في الهند بإجمالي استثمارات تجاوزت نحو 10 مليارات دولار من بينها 4 مليارات دولار استثمارات مباشرة، ما يعادل 85% من إجمالي الاستثمارات العربية في الهند. وتابع أن متانة العلاقات الاقتصادية بين البلدين تنعكس أيضا في استضافة الإمارات أكبر جالية هندية تضم نحو 2.6 مليون هندي يعيشون ويعملون بالدولة، فيما يقدر محللون التحويلات النقدية السنوية للجالية الهندية في حدود 12 مليار دولار. تعاون ثنائي وأشار آل صالح إلى أن النموذج المتميز للتعاون الثنائي في مجال النقل الجوي، شكل دفعة قوية للتبادل التجاري والسياحي، إذ تجاوز عدد رحلات الطيران الأسبوعية بين البلدين 1000 رحلة أسبوعية. وأكد أن الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى من قيادات البلدين عززت من الجهود المشتركة في مواصلة الارتقاء بالعلاقات الثنائية على كافة الصعد، ووضعت أساساً قوياً لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين الصديقين، مشيرا إلى الزيارة المرتقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى الهند في يناير المقبل، للمشاركة كضيف في احتفالات عيد الجمهورية في البلاد، تعد إضافة وعلامة مميزة للعلاقات الثنائية بين البلدين. فرص استثمارية وتابع أنه في ظل الفرص الاستثمارية والتجارية الواسعة التي يطرحها الطرفان، هناك توقعات هائلة لنمو العلاقات الاقتصادية والتجارية، مشيراً إلى أن ولاية ماديا براديش الهندية، وهي ثاني أكبر ولاية بجمهورية الهند وتضم نحو 77 مليون نسمة، تعد من أسرع الاقتصادات نموا بالهند بحجم ناتج محلي إجمالي للولاية بلغ نحو 83 مليار دولار. واكد أهمية المنصة المتميزة التي تقدمها قمة المستثمرين العالميين في إتاحة المجال للاطلاع على أبرز الفرص الاستثمارية وأيضا استعراض سبل بناء شراكات. لقاءات ثنائية عقد عبد الله آل صالح لقاءً ثنائيا مع شيفراج سينغ شوهان رئيس السلطة التنفيذية بولاية ماديا براديش. ناقش خلالها الطرفان مجموعة واسعة من القضايا الاقتصادية والتجارية والاستثمارية. وأكدا حرص الطرفين على بذل كافة الجهود الرامية إلى تعزيز العلاقات بين البلدين، وتحديدا العمل على تنمية أوجه التعاون الاقتصادي والتجاري بين الإمارات وولاية ماديا براديش، في القطاعات ذات الاهتمام المشترك والتي يتمتع الطرفان بخبرات وقدرات وإمكانات واعدة بها، وأبرزها التعاون في المدن الذكية، والصناعات الغذائية والسياحة وتكنولوجيا المعلومات ومجالات الغزل والنسيج. وأعرب آل صالح عن رغبته في توسيع آفاق الشراكة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وولاية ماديا براديش، مشيرا إلى أهمية العمل على فتح خطوط طيران مباشرة بين الطرفين لما لها من أثر كبير في نمو التبادل التجاري والسياحي إلى مستويات متقدمة. كما التقى آل صالح وتشاندراجيت بانيرجي مدير عام اتحاد الصناعات الهندية. آفاق نمو واعدة قال أحمد عبد الرحمن البنا سفير الدولة لدى الهند، إن العلاقات الإماراتية الهندية تحمل آفاقا واعدة للنمو وتعزيز أواصر الروابط على كافة الصعد، معرباً عن شكره لاختيار دولة الإمارات كشرك لقمة المستثمرين العالميين. وتابع أن هناك العديد من المؤشرات التي تعكس قوة الروابط الاقتصادية بين البلدين، من حجم تبادل تجاري ضخم واستثمارات مشتركة متنامية، مشيرا إلى دخول عدد من الشركات الإماراتية الرائدة إلى السوق الهندي من أبرزها، موانئ دبي العالمية، وشركة إعمار العقارية، وشركة الاتحاد للطيران وشركة طيران الإمارات وفلاي دبي والعربية للطيران، وهم جميعا من الشركات الرائدة والتي تعزز من التواصل بين البلدين.
مشاركة :