يعتبر تسوس الأسنان أكثر أمراض الأسنان شيوعاً وسط الأطفال والبالغين حول العالم، لذلك يعكف الباحثون في ذلك المجال الطبي على إيجاد علاجات سهلة وجيدة لتلك المشاكل الصحية مع محاولات للكشف مبكراً عنها قبل وصولها مراحل بعيدة. يؤدي إهمال العلاج إلى معاناة المريض حيث يجد صعوبة في مضغ الطعام بالإضافة إلى إلتهاب السن وربما فقدانها، ولكن الدراسة الحديثة التي أجراها باحثون من جامعة يورك في تورنتو، توصلت إلى تقنية حديثة بواسطة التصوير تمكن من اكتشاف تسوس السن مبكراً ما يساعد في الحد في انتشار التسوس و يجعل العلاج سهلا ولا يتطلب الكثير، ويبدأ تسوس السن بفقدان كمية صغيرة من المعدن من طبقة المينا بسبب البيئة الحامضية الناتجة عن الترسبات بالأسنان والطرق المستخدمة حالياً للكشف عن التسوس إما بواسطة تقنية التصوير بالأشعة السينية أو المعاينة البصرية للسن من قبل الطبيب ولكنها طرق محدودة حيث إنها لا توضح التسوس إلا بعد حدوثه بالفعل ويكون حينها في مرحلة متقدمة كما أن التصوير بالأشعة السينية لا يوضح التسوس المبكر بمناطق الإطباق وهي الأسطح الخارجية للسن والضرس مكان قطع ومضغ الطعام. تعمل الطريقة الحديثة لتصوير الأسنان الضوئي الحراري والمسماة اختصاراًTPLI باستخدام كاميرا أشعة حمراء ذات طول موجي طويل وذلك للكشف عن الكمية البسيطة للأشعة تحت الحمراء الحرارية المنبعثة من تسوس السن بعد تحفيزها بمصدر ضوئي، وهي تقنية غير مكلفة، وبهدف اختبار فعالية تلك الأداة التصويرية. قام الباحثون بتجريد ضرس بشري من المعادن وذلك بغمره داخل محلول حمضي لمدة 2 و4 و6 و8 و10 أيام، وأظهرت بوضوح الصورة المأخوذة للضرس بعد يومين فقط بداية تضرر الضرس والتي لم يتمكن الطبيب المبتدئ اكتشافها بصرياً حتى بعد 10 أيام من تعريض السن للتعرية المعدنية، ويعلق أحد أساتذة الهندسة الميكانيكية والصناعية في جامعة تورنتو قائلاً أن تلك الطريقة بالرغم من أنها في بداياتها الأولية إلا أنها تبشر بقرب نزولها إلى أرض الواقع حيث أنها وسيلة غير غازية للفم وغير مكلفة وذات إمكانات هائلة تجعلها أداة فحص اقتصادية قابلة للتطبيق في مجال طب الأسنان.
مشاركة :