تستعد الشاعرة حصة بنت عبدالعزيز لإصدار ديوانها الأول «رضاب حنين»، والذي يضمّ بين ضفتيه 40 قصيدة شعرية، في نوفمبر المقبل، كما سيتوفر في المكتبات، إن شاء الله، بداية العام الميلادي 2017، وفي معارض الكتاب. هذا ما صرّحت به الشاعرة حصة لـ«سيدتي نت» وهي تتحدّث عن بدايتها مع الشعر وعلاقتها به، حيث قالت: «منذ الصغر قلمي ينسكب بلغة عربية فصحى، وأكتب الخواطر في دفاتري القديمة، لكنها تعرّضت للتلف والضياع، فانقطعت عن الكتابة فترة العمل والانشغال بالأمومة، وكردّة فعل لضياع مذكراتي القديمة، وعدت للكتابة مع ظهور برامج التواصل الاجتماعي وتفرّغي من العمل، فوجدت في الترحيب من المتابعين الأصدقاء والصديقات مجالاً واسعاً للعودة لممارسة هوايتي القديمة». * وهل وجدت نفسك كشاعرة في الـ «سوشيال ميديا»؟ - إلى حدِ ما نعم، ومما لا شك فيه أن أي كاتبة تكتب لذاتها، مثلي وبعفوية وصدق ودون حساب لرأي الآخرين، أو ذائقتهم أو توجههم، تظلّ تنظر إلى كتاباتها نظرة نسبية قاصرة، ومن زاويتها فقط، معتقدة أن مسألة نشر هذه الكتابات في كتاب مغامرة تغلب عليها الخسارة، فربما لا تستحق هذه الكتابات النشر، أو لن تحظى بأي اهتمام، كونها تراها عادية ولا تلفت النظر. هذا ما كنت عليه رغم أني منذ فترة ليست بالقصيرة وحتى الآن أنشر بعض النصوص على مواقع التواصل الاجتماعي، وأجدها تحظي باهتمام الآخرين وإعجابهم، ولكني لم أكن أملك الثقة في هذه النصوص، ولا أدرك مستواها الفني، لعدم وجود رؤية نقدية موازية لهذا الكم الهائل من المنشورات الأدبية على مواقع التواصل الاجتماعي. كيف اقتنعتِ بأهمية ما تكتبينه وإصداره في ديوان؟ - بتشجيعٍ من بعض الأخوة والأخوات رفقاء الحرف في هذه المواقع الاجتماعية، قررت أن أجمع كتاباتي المتناثرة هنا وهناك في مسودة واحدة كخطوة أولى، ومن ثم أقوم بفرز النصوص الشعرية عن النصوص النثرية، وبالتالي تنقيحها وتشذيبها للخروج بأول ديوان شعري لي، فكان ثمرة ذلك هذا الديوان، والذي تردّدت كثيراً في نشره، إلى أن عرضته على بعض المهتمين الذين أعرفهم من أدباء وشعراء ونقّاد، والذين أثق بذائقتهم ورأيهم، وبعد أن قالوا فيه ما قالوا، الأمر الذي شجعني على طباعته ونشره. وها أنا أضع بين أيديكم باكورة أعمالي الأدبية ديواني الشعري الأول «رضاب حنين» وأنا على يقين بأن قلوبكم الجميلة والشفافة ستجد قلبي الذي يشببها بين السطور، وستستشف نبض هذا القلب مفردات للحب والحياة. الجدير بالذكر أن الشاعرة حصة بنت عبدالعزيز أكاديمية تخصص لغة عربية، ومارست العمل القيادي والتربوي بوزارة التربية والتعليم، إلى أن تقاعدت مبكراً، وقد اختارت من ديوانها هذه القصائد هدية لقراء وقارئات «سيدتي نت». «غفوةٌ تملُّ المساء» ستغفو. على غفلةٍ من هواك تملُّ المساءَ وتُنبئُ بالامتهانِ الجفاءَ وتشتاقُ للنومِ أجفانُها الغادرةْ وفي الانتظارِ.. سيشهقُ بوحي الحزينِ ويحتلُّ.. بستانَ روحٍ معمرةٍ حائرةْ وينتظرُ الصبحُ.. عند انشقاق الضياءِ صفيرَ القطاراتِ يوحي لها الانطلاق ووجهُ الرصيفِ.. سيزدانُ بالأقحوانِ ويأذنُ بالانقيادِ لهذا النفيرِ وتسبقهُ اللهفةُ البكر تُحصي الثواني.. بأنفاسِ ساعاتها الساهرةْ هنا.. عاثرو الحظ جاءوا جراراً من الماءِ مملوءةً بالترابِ ولن تفلحَ الغفوةُ الساحرةْ. **** «رضابُ حنين» قد جُنَّ بعضي حين هامتْ بالجنونِ مشاعري وبرعشةٍ.. أنعشتُ أشياء أُخرْ أحْيا رضاباً من حنينٍ عندما تحيا بأوردتي كرسمٍ جاوزَ الخلجاتِ يقطفُ كلَّ أنفاسي رحيقاً في قصاصاتٍ.. من الذاتِ البهيةِ زخرفاً.. في لوحةٍ بأناملِ الفنان ضرباً من خيالٍ.. في حكاياتِ القمرْ وإليكَ يا سرَّ الجنونِ يُسجَّرُ المكنونُ.. من حبٍّ تُغطّيهِ الشجونُ وليس حبّاً إنه وطنٌ نكنُ لهُ المحبّةَ والخلودَ مدى العُمُرِ. **** «غمامةُ شوق» الفجرُ يبللُ أشيائي غابت عنِّي.. الأشياءْ وغمامةُ شوقٍ عابرةٍ تسكنُ أهدابَ العينين تُشجيني حتى تُبكيني فأموتُ بكاءْ وأنا أنهارٌ تجري.. بينَ جنانِ الأرض سحبٌ.. أمطارٌ في الطرقات وبياضُ جليدِ اللوحات رسمٌ من نورٍ وحبورٍ يعبرُه المارة دون شتاءْ طرقاتي صمتٌ تضنيها الأشجانُ تُبعثرُها الذكرى تُمطرُني.. في كلِّ مساء بيني وشجونٌ تغرقُني قد حالَ الموجُ.. والنصفُ الآخر منِّي تاهَ بعيداً ورمى المجدافَ لعلَّ النهرَ يواري سرَّ الماء. **** «شاطئُ الغربة» الشاطئُ.. يغفو في قيلولتهِ كالشفقِ الآتي من عينيكَ وعينيكَ بحارٌ من نورٍ في شطِّ الغربةِ.. تُشعلُ في الأمواجِ صقيعَ العمرِ الباقي وعلى الرملِ العاري ترسمُ.. خطواتِ القادمِ خلفَ حنينٍ يرقبُ فيهِ المدَ ويرقبُ فيهِ الجزرَ هامشُ هذا الوقت الآفلُ في أحداقي حين الغفوةِ قلبي يحتضنُ الأشواقَ وتكتحلُ العينان سطوعَ الشمسِ فترسو سفنُ الحبِ على مرفأِ أشواقي لكن القيدَ على قدمي كبَّلَ خطواتِ مسيري في سفري نحو الإشراق. **** «رقصةُ نبض» في محرابِ الأمسِ المظلم أُشعلُ قنديلَ القلبِ الراجفِ قبل تعثرهِ.. إنْ تاهَ وأمسى في الظلماتْ أتوكأُ قنديلاً.. من أطرافِ شعاعِ النورِ إذا غطَّتني سحبُ اليأسِ لتنبذَني الطرقاتْ أبحثُ.. عن هامشِ شوقٍ مندثرٍ في النبضِ وقصةِ حبٍّ منسيٍ كتبتها في القلبِ النبضاتْ أُسرجُ مشكاتي أملاً.. وأغوصُ بعيداً في الأحلام لأَهمسَ في أذنِ الأيام بسرِّ الوردِ المسحور أترقَّبُ في الروح سلاماً يبعثُ في نبضي الكلماتْ. ****
مشاركة :