ذكرت صحيفة "إيزفيستيا" أن ألوفا من سكان الموصل يفرون إلى سوريا المجاورة، بهدف الهجرة إلى أوروبا لاحقا. جاء في مقال الصحيفة: لجأ ألوف المهاجرين العراقيين من مدينة الموصل إلى المناطق الكردية من سوريا المجاورة خلال الأيام القليلة الأولى من عملية تحرير المدينة من إرهابيي "داعش". ويتوقع الخبراء أن كثيرا منهم سوف يصبحون في أوروبا خلال الفترة القريبة. فالأكراد في محافظة الحسكة السورية استضافوا اللاجئين الذين تمكنوا الفرار من ويلات الحرب التي تدور في مدينة الموصل العراقية. ويتضاعف تدفق اللاجئين، إلى حد أنه أصبح يشكل معضلة كبيرة للسلطات المحلية، كما صرح بذلك لصحيفة "إيزفيستيا" عبد السلام علي، ممثل الحزب الكردي السوري "الاتحاد الديمقراطي" في روسيا، الذي أضاف: "يوجد الآن في نطاق محافظة الحسكة ما بين 5 - 7 آلاف لاجئ عراقي. وفي اليوم الأخير فقط، عبر الحدود أكثر من ألف شخص، وهذا التدفق في ازدياد مطِّرد. وهؤلاء اللاجئون هم أساسا من العرب ويوجد بينهم أكراد بعدد أقل. وفي الوقت الراهن توجد أعداد كبيرة من اللاجئين الذين ينتظرون في منطقة الحدود السورية-العراقية، وغالبية هؤلاء من الأطفال والنساء والمسنين. ونحن نقوم بتدقيق دوري للحيلولة دون تغلغل الإرهابيين إلى مناطقنا. أما فيما يتعلق باللاجئين الذين جاؤوا إلينا، فيتم إيواؤهم في مخيمات في الهواء الطلق، فأحوال الطقس لا تزال تسمح بذلك، ولكن من الصعب التكهن بمَ سيحدث لاحقا. وأكد عبد السلام علي أن وضع اللاجئين العراقيين أصبح يشكل قضية شائكة للأكراد في الحسكة السورية، وخاصة أن عملية تحرير الموصل ما زالت في بدايتها؛ ما يعني أن الوضع سوف يتجه نحو التردي. لهذا سنعمل على مناقشة هذه القضية في الخارجية الروسية، كما قال المسؤول الكردي. وناشد عبد السلام علي المجتمع الدولي تقديم الدعم و المساهمة في حل مشكلة اللاجئين. من الجدير بالذكر أن عملية تحرير الموصل من سيطرة إرهابيي "داعش" بدأت يوم (17/10/2016)، ويشارك فيها قرابة ثمانين ألف عسكري وممثلون عن "الحشد الشعبي" وكذلك "البيشمركة" الكردية، ويوفر لهم التحالف الدولي الذي تتزعمه الولايات المتحدة غطاء جويا. من جانب آخر، ذكر حبيب الطرفي، عضو لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في مجلس النواب العراقي، لصحيفة "إيزفيستيا" أن السلطات في بغداد تولي أهمية بالغة لمسألة حماية المدنيين في إطار تنفيذ العمليات العسكرية على أرض الموصل؛ ما يجب أن يحول دون وقوع كوارث إنسانية هناك، كما أكد الطرفي. ومع ذلك، دق المدافعون عن حقوق الانسان ناقوس الخطر. فعلى سبيل المثال حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، في بيان مشترك صدر من قبل، حذرت من احتمال هجرة قرابة مليون مواطن من مدينة الموصل، أي ثلث سكانها، كما قدمت منظمة العفو الدولية أيضا تقديرات مماثلة. أما سوريا، التي يهرع إليها سكان الموصل الآن، فلم يمض وقت طويل على احتضانها اللاجئين العراقيين، الذين فروا إليها،إثر الحرب التي شنتها الولايات المتحدة وحلفاؤها على العراق من أجل إسقاط الرئيس صدام حسين. وقد أجبرت الأعمال الحربية وعدم الاستقرار لاحقا قرابة مليوني مواطن عراقي على مغادرة البلاد، بقي نصفهم تقريبا يعيش في سوريا بشكل خاص. ولكنْ هذه المرة، وكما يرى دميتري جورافليوف، المدير العام لمعهد المشكلات الإقليمية، فإن غالبية اللاجئين لن يبقوا فترة طويلة في الشرق الأوسط. وقال جورافليوف إن "سوريا لديها ما يكفي من مواطنيها المهجرين في نطاق أرضها، والذين أجبرتهم ظروف الحرب على ترك بيوتهم، ولكنهم بقوا في وطنهم". وأضاف الخبير الروسي أن "العبور من مناطق سوريا الكردية إلى مناطق تركيا الكردية أمر سهل. وعلى الأرجح، نحن بعد ذلك سوف نرى سكان الموصل قريبا في أوروبا". ولكن من جانب آخر، يرى الخبير أن الكثيرين من العراقيين الذين لا يملكون الإمكانية المالية للرحيل بعيدا، سوف يضطرون للبقاء في سوريا، و هذا بحد ذاته يعني توجيه ضربة أخرى للاقتصاد السوري، و الذي بدون هذا أنهكته الحرب.
مشاركة :