كالعادة وفي كل سنة وبعد كل انتخاب لملكة جمال لبنان تشهد عملية الانتخاب اتهاماتٍ بالتزوير والتلاعب بالنتائج، إضافة إلى تلك التي تمس أسلوب طرح الأسئلة ونوعيتها ومستوى المشاركات الفكري في الرد عليها. وبغض النظر عما يقال في هذا المجال من أحقية في الانتقاد أو عدمه، فإنّ اللافت هذه السنة كان التجريح المقصود بالملكة ساندي تابت، التي ما إن تربعت على العرش حتى انهالت عليها الشتائم والصفات السلبية فقد ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقاتٍ جارحة بشخصها بلغت حدّ الإهانة، وذهب البعض إلى حد الطعن بمصداقية الحفلة والقول إن مباراة انتخاب ملكة جمال لبنان باتت تخضع لبازار المال، لا سيما ان اسم ساندي تابت كان قد سرّب قبل ساعة من إعلان النتيجة. فما حقيقة ما جرى في حفلة انتخاب ملكة جمال لبنان؟ توجّت تابت ابنة الحادية والعشرين من بحمدون على عرش الجمال اللبناني في احتفال أقيم في كازينو لبنان وأحياه النجم وائل كفوري ونقل مباشرة عبر شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال فيما حلت ماريبل طربيه وصيفة أولى. وأجابت تابت على أسئلة لجنة التحكيم بهدوء ومنطق، مبتعدةً عن الكليشيهات المستخدمة عادةً حول «طائر الفينيق وحبّ لبنان والجمال الداخلي». فقد أجابت عن سؤال: «أتفضلين أن تكوني بشعة وتعيشي عمراً طويلاً أو أن تكوني جميلة وتعيشي حياة قصيرة؟» بالقول إنها تختار الحياة المديدة لأنه لم يعد من إنسان بشع في أيامنا بفضل جراحة التجميل. أما السؤال الموحّد: «ما هو أول ما تقومين به لو انتخبت رئيسة للجمهورية؟» فردت عليه بالقول: «ثمة أمور كثيرة أبدأ بها منها هيكلية المؤسسات وسأفرض على النواب القيام بواجباتهم». لم تكن إذاً أجوبة تابت سخيفة كنظيراتها، فلمَ إذاً هذا الكم من الانتقاد لشخصها؟ فقد سخر أحد المذيعين منها مثلاً على الراديو قائلاً: «افتحوا الجرائد اليوم لتجدوا أنني أنا شخصياً أجمل منها». وأكمل ضاحكاً: «يا لطيف كم هي بشعة!». ليست تلك طبعاً المرة الأولى التي تتم فيها السخرية من انتخابات ملكة جمال لبنان أو من ملكاتها، ولعلّ الضبابية التي رافقت التسريبات حول الموضوع كإعلان اسم ربى دكاش قبل إعلان النتيجة، ثم تسريب معلومات لاحقة حول استبعاد هذه الأخيرة لنقل الصولجان الى تابت جعل اللجنة المنظمة للحفلة تبدو متواطئة في بازار غامض (تألفت لجنة التحكيم من: المديرة التنفيذيّة لدى حاكميّة مصرف لبنان ماريان حويّك، الإعلامي مارسيل غانم، النجمة هبة طوجي، الناشطة الإجتماعيّة ندى سلام نجا، ممثّل وزير السياحة و CEO WE Group ريشار فرعون، عارضة الأزياء العالميّة أدريانا كاريمبو، الممثّلة اللبنانيّة العالمية رزان جمّال، مصمّم الأزياء اللبناني العالمي زهير مراد، وناشرة مجلّة «بريستيج» مارسيل نديم). وفي أول تعليق لها بعد انتخابها أعلنت ملكة جمال لبنان أنها ستتولى قضية الاهتمام بالاطفال المعانين مرض التوحد، وتمنّت أن ينتهي الفراغ الرئاسي قريباً وان يكون النواب قد اتخذوا قراراً جديا بانتخاب الرئيس. تعليقات لم ينتظر رواد مواقع التواصل الاجاتماعي انتهاء حفلة ملكة جمال لبنان، بل سارعوا إلى نشر تعليقاتهم الساخرة ما إن بدأت مرحلة طرح الأسئلة على المشتركات، من بينها ما كتب الإعلامي نيشان حول أن «غالبيتهن لا يجدن اللغة العربية»، وأضاف: «من يحرص على نطق العربي بشكلٍ محترم عليه أن يقرأ في القرآن بصوتٍ عالٍ، فعلى الجميلة أن تتمتع بلسان جميل أيضاً، أي عليها أن تجتهد أكثر في ما يخص طريقة التعبير عن الذات أو طريقة الإجابة بشكلٍ مفيد على الأسئلة كي تصبح كاملة ومكمّلة». في السياق ذاته كتبت الاعلامية هدى شديد: «يا ريت في عمليات تجميل للسان ولسخافات التعبير». وتناولت تعليقات أخرى فحوى الإجابات معتبرةً أنها لا تليق بفتيات بلغن مرحلة الاختصاص الجامعي. لكن الكم الأكبر من السخرية الجارحة كان من نصيب الملكة فانبرى البعض مدافعاً عنها على غرار الممثل يوسف الخال الذي كتب على حسابه عبر «تويتر»: «يعني للحقيقة من ورا اللي عم بيصير مع ملكة جمال لبنان على وسائل التواصل الاجتماعي، لأول مرّة عم فكّر جدّياً سكِّر كل حساباتي، يا عيب الشوم بس!.» دفعت هذه التغريدة بمتابعي الخال إلى حثه للعدول عن قراره والتمني عليه بعدم التفكير به بتاتاً. جو قهوجي، نجل قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي الذي كان حاضراً في الحفلة، نشر صورة تجمعه بالمتسابقة رُبى دكّاش التي لم يُحالفها الحظّ، عبر حسابه الخاصّ على تطبيق الصور «انستغرام»، وعلّق: «ملكة قلبي». يذكر أن ملكة جمال لبنان 2015 فاليري ابو شقرا لفتت الأنظار في حفلة انتخاب ملكة جمال العالم 2015 التي أقيمت في الصين وحققت لقباً عالمياً بحلولها وصيفةً ثالثة لملكة جمال العالم الإسبانية «ميراي لالاغونا رويو».
مشاركة :