رفضت الحكومة السودانية أمس، اقتراحاً من واشنطن بتجاوز وساطة قطر بينها وبين متمردي دارفور، وإنشاء هيئة جديدة لتسوية الأزمة في الإقليم المضطرب في غرب السودان. وانتقدت سفيرة الولايات المتحدة في مجلس الأمن سامنثا باور اتفاق الدوحة للسلام في دارفور، وطالبت أعضاء مجلس السلم والأمن الأفريقي بالبحث عن منبر جديد لحل القضية، فيما فوجئ السودان بالكلام الأميركي، معتبراً أنه بمثابة تبنٍّ لوجهة نظر «الحركة الشعبية – الشمال». ورأى السفير السوداني لدى إثيوبيا عبدالرحمن سر الختم أن مثل هذا التصريح من شأنه أن يشجع الفصائل المتمردة بأن لا تأتي إلى التفاوض. وأضاف: «أن السفيرة الأميركية ضد السلام في السودان، لأنها تحدثت بالعبارات ذاتها والمعنى الذي ينادي به متمردو «الحركة الشعبية - الشمال» في جولة المفاوضات الأخيرة بينها وبين الحكومة. وأردف: «بهذا فُضحت العلاقة الوثيقة بين المتمردين والإدارة الأميركية وهو شيء مؤسف». من ناحية أخرى، اتهم حزب الأمة المعارض، بزعامة رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي، الرئيس عمر البشير بالتراجع عن الحوار الجدي مع القوى السياسية، مهدداً بتحريك تظاهرات وتعبئة جماهيرية في الميادين العامة وأمام السفارات السودانية في الخارج حال فشل الحوار. ورهن نائب رئيس حزب الأمة فضل الله برمة خلال مؤتمر صحافي أمس، مشاركة الحزب في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة بتشكيل حكومة قومية. وأعرب عن قلقه من احتمال تشظي إقليم دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق. وقال: «إن حوالى 50 في المئة من أرض السودان تشهد قتالاً وأن تسعاً من ولايات البلاد الـ18 تجرى فيها مواجهات بين القوات الحكومية والمتمردين». وحذر من تفكك البلاد في حال إصرار المؤتمر الوطني على إدارتها بمفرده وتعنته بقبول التحول الديموقراطي. ورأى البلاد تعيش في حال حرب، فضلاً عن الانهيار اﻻقتصادي والعزلة الدولية، مشيراً إلى أن حزبه رفض عرضاً من الحزب الحاكم بالمشاركة في السلطة بنسبة 50 في المئة من مقاعد مجلس الوزراء. السودان
مشاركة :