=يقولون ليلى بالعراق مريضة..فياليتني كنت الطبيب المداويا.. سقى الله مرضى بالعراق فإنني على كل مرضى العراق شفيق..باستثناء المتعطشين للدم والراقصين على جثث المسلمين! ويقولون ليلى بسوريا مريضة سقى الله كل مرضى سوريا فإنني على كل مرضى سوريا شفيق باستثناء الجزارين الجلادين المدمرين لشعوبهم وبلادهم. ويقولون ليلى بمصر مريضة، سقى الله مرضى الكنانة فإنني بمرضى كنانة الله شفيق باستثناء هؤلاء الخلق الذين يسهمون والذين يسعون والذين يتمنون لها الغرق! في السابق كان الفتى العربي يقرأ لابن الملوح وهو يتخيل ليلى العربية مريضة، فيما يلتاع عليها الفارس العربي الشهم في كل عاصمة عربية، داعيًا أن يشفي الله كل المرضى من أجلها ! الآن وياهوان الهوان بات حلم الفتى العربي الحبيس أن يغير طريقه الى المدرسة بحيث يذهب سالمًا ويعود سالمًا، وأن تكون لديه قوات تحميه مثل الرئيس، ونظارات سوداء تخفي عينيه مثل نظارته وسيارة سوداء تقيه من الرصاص! الآن ويا هوان الهوان جندي عربي أو هكذا يبدو لا يخجل ولا يبقي عنده بعض الدم ليشهر مسدسه في وجه الأطفال، أو يفرغ رصاصاته في صحن الدار، فيما يزهو الجنرال بقبعته ولا يخجل من تفريخ طيور يقطر منها الدم! هل يمكن أن يكون هذا الراقص فوق الجثة والشارب من كبد العربي.. من بني حمدان أم من بني غسان أم من بني قحطان.. هو بالتأكيد من حراس الإيوان ..هناك في طهران! مع ذلك ورغم ذلك، وبكل ثقة نقول لليلي في العراق وفي سوريا وفي مصر وفي اليمن وفي السودان وفي كل مكان.. حُمَّى أو شدة وتزول مادمنا نصدق في الأقوال وفي الأفعال ونؤمن طول الوقت بأنا لله نؤول. مهما طال ليل الذلة سيخرج من عباءات النسوة في العراق ومن دشاديش صبيتها.. وجه عربي خالص وشامخ كالأهلة.. سيخرج من حلب البسالة، جيل جديد على سواعده شارة عز ومجد ووشم بطولة. أدرك أن سابور لم يزل هناك ينشر الخراب والشقاق.. وينشر الجراد في أنحاء سوريا والعراق.. لكني أوقن في النهاية بخسارة البائع والرابح وخسارة الأفاق النباح! حلب شأن الموصل شأن صنعاء شأن القدس نفسها .. ستظل أوسمة وكوفية وكلمة حق في فوهة بندقية! هم لا يعلمون أن عواصمنا ومدننا العريقة الأبية مهما تعرضت للتشويه والمسخ بل والتجريف والترحيل وللدمار..يكمن سرها في عمق الأشجار.. هم لا يعلمون أن الأجيال الطالعة مهما تعرضت للحرق وللنار ستجيء أخرى متدفقة كالأنهار.. هم لا يدركون أن كل البيوت التي لطخوها بالدم وبالغبار وبالحقد الدفين والقديم ستنزع من صدور الأجيال المقبلة أشجار الخنوع الذليل، ولتبدأ معهم من جديد هجاء حروف الصهيل. هم لا يعلمون أن شمس المآذن في القاهرة لايمكن أن تغيب.. الحزن علمها الشروق من الجهات الأربع! sherif.kandil@al-madina.com
مشاركة :